أسرار الحج و أعماله الباطنة من شرح نهج البلاغة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أسرار الحج و أعماله الباطنة من شرح نهج البلاغة - نسخه متنی

کمال الدین میثم بن علی، فارس تبریزیان الحسون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




البحث الثاني


في الآداب الدقيقة

وهي
عشرة:

الأول: أن تكون
النفقة حلالا، ويخلو القلب عن تجارة تشغله سوى الله تعالى.

وفي الخبر من طريق أهل البيت: «إذا كان آخر الزمان خرج الناس إلى الحج على
أربعة أصناف: سلاطينهم للنزهة، وأغنياؤهم للتجارة، وفقراؤهم للمسألة،
وقرّاؤهم للسمعة»12.

وفي الخبر إشارة إلى جملة أغراض الدنيا الّتي يتصور أن تتصل بالحج، فكلّ ذلك
مانع لفضيلة الحج ومقصود الشارع منه.

الثاني: أن لا يساعد الصادّين عن سبيل
الله والمسجد الحرام بتسليم المكوس13 إليهم، فإنّ ذلك إعانة على الظلم،
وتسهيل لأسبابه، وجرأة على سائر السالكين إلى الله، وَلْيَحْتَلْ في الخلاص،
فإن لم يقدر فالرجوع أولى من إعانة الظالمين على البدعة وجعلها
سنة.

الثالث: التوسّع في الزاد، وطيب النفس في
البذل، والإنفاق بالعدل، دون البُخل والتبذير، فإنّ بذلَ الزادِ في طريق مكة
إنفاقٌ في سبيل الله.

قال
(صلى الله عليه وآله وسلم): «الحجّ المبرور ليس له أجرٌ إلاّ الجنة»، فقيل:
يا رسول الله ما برّ الحجّ؟ قال: «طيب الكلام، وإطعام الطعام»14.

الرابع: ترك الرَفَثَ والفُسُوق والجدال،
كما قال تعالى: (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ
وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ)15.

والرفث: كلّ لغو وفحش من الكلام، ويدخل في ذلك محادثة النساء بشأن الجماع
المحرّم، فإنّها تهيّج داعيته، وهي مقدّمة له، فتحرم، ومن لطف الشارع إقامة
مظنّة الشيء مقام الشيء حسماً لمادّته.

والفسوق: الخروج عن طاعة الله.

والجدال: هو المماراة والخصومة الموجبة للضغائن والأحقاد وافتراق كلمة
الخلق16.

وكلّ ذلك ضدّ مقصود الشارع من الحجّ، وشغلٌ عن ذكر الله.

الخامس: أن يحج ماشياً مع القدرة ونشاط
النفس، فإنّ ذلك أفضل وأدخل للنفس في الإذعان لعبودية الله.

وقال بعض العلماء: الركوب أفضل، لما فيه من مؤونة الإنفاق، ولأنّه أبعد من
الملال، وأقلّ للأذى، وأقرب إلى السلامة وأداء الحجّ.

وهذا التحقيق غير مخالف لما قلناه، والحقّ التفصيل، فيقال: مَن سهل عليه
المشي فهو أفضل، فإن أضعف وأدّى إلى سوء خلق وقصور عن العمل فالركوب
أفضل، لأنّ المقصود توفّر القوى على ذكر الله تعالى، وعدم المشتغلات
عنه.

السادس: أن يركب الزاملة، دون المحمل،
لاشتماله على زيّ المترفين والمتكبرين، ولأنه أخفّ على البعير، اللهمّ إلاّ
لعذر.

حجّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على راحلته، وكان تحته رحل رثّ
وقطيفة خلقة، قيمته أربعة دراهم، وطاف على الراحلة لينظر الناس إلى هيأته
وشمائله، وقال: «خذوا عنّي مناسككم».

السابع: أن يخرج رثّ الهيأة، أقرب إلى
الشعث، غير مستكثر من الزينة وأسباب التفاخر، فيخرج [فإذا استكثر خرج] بذلك
عن حزب السالكين وشعار الصالحين.

روي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: «إنّما الحاجّ الشعث التفث17، يقول الله تعالى لملائكته:
انظروا إلى زوّار بيتي قد جاؤوني، شعثاً غبراً من كلّ فجّ»18.

وقال تعالى: (ثُمَّ لْيَقْضُوا
تَفَثَهُمْ)19، والتفث: الشعث والإغبرار،
وقضاؤه: بالحلق وتقليم الأظفار.

الثامن: أن يرفق بالدابة، ولا يحملها ما
لا تطيق.

كان أهل الورع لا ينامون على الدابة إلاّ غفوة من قعود.

قال (صلى الله عليه وآله وسلم): «لا تتخذوا ظهور دوابّكم كرسيّ»20.

ويستحب أن ينزل عن دابته غدوّة وعشيّة، يروّحها بذلك، فهو سنّة.

وسرّ ذلك: مراعاة الرقّة والرحمة، والتخلّي عن القسوة والظلم، ولأنّه يخرج
بالعسف عن قانون العدل ومراعاة عناية الله وشمولها، فإنها كما لحقت الإنسان
لحقت سائر الحيوان.

التاسع: أن يتقرب بإراقة دم، ويجتهد أن
يكون سميناً ثميناً.

روي: أن عمر أهدى نجيبة، فطُلبت منه بثلاثمائة دينار، فسأل رسول الله (صلى
الله عليه وآله وسلم) أن يبيعها ويشتري بثمنها بُدُناً، فنهاه رسول الله (صلى
الله عليه وآله وسلم) وقال: «بل اهدها»21، وذلك لأن المقصود ليس تكثير
اللحم، وإنما المقصود تزكية النفس وتطهيرها عن رذيلة البُخل وتزيينها بجمال
التعظيم لله، (لَن ينالَ اللهَ لحُومُها
وَلا دِمَاؤُها وَلِكنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُم)22.

قال (صلى الله عليه وآله وسلم): «ما عمل آدميّ من عمل يوم النحر أحبّ إلى
الله عزّ وجلّ من إهراق الدم إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها
وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض، فطيبوا بها
نفساً»23.

العاشر: أن يكون طيّب النفس بما أنفقه من
هدي وغيره، وبما أصابه من خسران ونقيصة مال، إن أصابه ذلك فإنّه بذلك يكون
مكتفياً إلى الله سبحانه عن كلّ ما أنفقه، متعوّضاً عنه ما عند الله، وذلك
علامة لقبول حجّه.

/ 25