وأمّا السعي بين الصفا والمروة في فناء البيت
فمثال لتردّد العبد بفناء دار الملك، جائياً وذاهباً، مرّةً بعد أخرى،
إظهاراً للخلوص في الخدمة، ورجاءً لملاحظته بعين الرحمة، كالّذي دخل على
الملك وخرج وهو لا يدري ما الّذي يقضي الملك في حقّه من قبول أو ردّ، فيكون
تردّده رجاء أن يرحمه في الثانية إن لم يكن رحمه في الأولى.
وليتذكّر عند تردّده بين الصفا والمروة تردّده بين كفتي الميزان في عرصة
القيامة، وليمثل الصفا بكفّة الحسنات والمروة بكفّة السيّئات، وليتذكّر
تردّده بين الكفتين، ملاحظاً للرجحان والنقصان، متردّداً بين العذاب
والغفران.