وأمّا الاستلام
فليستحضر عنده أنّه مبايع لله على طاعته، ومصمّم عزيمته على الوفاء ببيعته،
(فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنكُثُ عَلَى
نَفْسِه وَمَنْ أَوْفَى بِما عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً
عَظِيماً)31.
ولذلك قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «الحجر الأسود يمين الله في
الأرض يصافح بها خلقه كما يصافح الرجل أخاه»32.
ولمّا قبّله عمر
قال: إني لأعلم أنك حجر لاتضر ولا تنفع، ولولا أنّي رأيت رسول الله يقبّلك
لَما قبّلتكَ!! فقال له عليّ (عليه السلام): «مه يا عمر، بل يضرّ وينفع، فإنّ
الله سبحانه لمّا أخذ الميثاق على بني آدم حيث يقول: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ
ظُهُورِهمْ ذُرِّيتَهُمْ وَأَشْهَدَهُم عَلَى
أَنْفُسِهِم) الآية33،
ألقمه هذا الحجر ليكون شاهداً عليهم بأداء أمانتهم، وذلك معنى قول الإنسان
عند استلامه: أمانتي أدّيتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي عند رّبك
بالموافاة»34.