(13) اجتماع الكعبة والمنهج الإلهي
يقول الإمام(قدس سره) في وصف ذلك المؤتمر ومنهجه الالهي : «اجتماع الكعبة أكبر اجتماع ، لاتستطيع أية حكومة أن
تعقده بنفسها ، والله سبحانه وضع المنهج لاجتماع المسلمين دون أن يكلّف
ذلك الحكومات أية مشقة أو نفقات» 29 .
تعليق : إنّ الحركات الاجتماعية التي يؤسسها
الأفراد لمعالجة مشكلة من المشاكل الاجتماعية ، غالباً ما تنحلّ وتموت
بانحلال تلك المشكلة . فحركات التحرر الوطنية من الاستعمار تنحلّ مع
رحيل الاستعمار ، وحركات تحرر المرأة تنحلّ مع اكتساب المرأة حقوقها
الاجتماعية ، وحركات المساواة بين الأجناس البشرية المتباينة تموت بعد
تحقق التغيير الاجتماعي في المساواة بين الأفراد . إلا أنّ الحج وشعاره
العظيم بالبراءة من المشركين ، يبقى فوق كلّ الحركات الاجتماعية
وطروحاتها . فهو ، وإن كان سلوكاً جماعياً منظّماً ، إلا أنّ
أطروحته الفكرية الشاملة ، وتصميمه الإلهي يجعله مستمراً مع بقاء الحياة
الاجتماعية على وجه الأرض . وما القرون الأربعة عشر التي مرّت على تنزيل
التشريع ، والأحداث التي مرّت خلالها على الانسانية ، إلا دليل
موضوعي ناصع على أنّ الحج ما هو إلا جزء من التصميم الآلهي للخلق والمخلوقات
ومصالحهم الاجتماعية .