أبعاد الإجتماعیة لمناسک الحج نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أبعاد الإجتماعیة لمناسک الحج - نسخه متنی

السید زهیر الأعرجی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




ثانيا: الإمام الخميني(قدس سره) والحج


تعرض الإمام الخميني(قدس سره)
لأفكار الحج بكثير من الدقة الاجتماعية ، وحاول ان يرسّخ في ذهن الأمة
فكرة مهمة . وهي أنّ مناسك الحج ليست مناسك روحية فحسب ، بل إنّ
لها مقاصد وملاكات اجتماعية على نطاق المسلمين في العالم أجمع . وسوف
نعرض خمس عشرة فكرة من أفكار الإمام(قدس سره) حول الحج مع تعليق مختصر عل كلّ
منها .

(1) الفريضة ذات المحتوى الاجتماعي

يقول الإمام(قدس سره) في إحدى رسائله واصفاً فريضة الحج بالقول :
«نظراً لاقتراب أيّام إقامة واحدة من
الفرائض الإسلامية الكبرى ذات المحتوى الانساني ، الروحي ،
السياسي ، الاجتماعي ، العظيم ، أعني فريضة حج بيت الله
الحرام يلزم . . . تطهير هذه الفريضة المقدسة من آثار الطاغوت
لتعود إلى الإسلام الحقيقي . . .» 8 .

تعليق : تعدُّ مناسك الحج التي شرعها الإسلام شكلاً من
أشكال السلوك الجمعي ووجهاً من أوجه التفاعل الروحي والاجتماعي بين
المسلمين . ومع أننا ننظر إلى الحج من زاوية : الأحكام الشرعية
التي تلزم الفرد بوجوب الحضور عند تحقق الاستطاعة الشرعية ، وما يرافق
ذلك الحضور من إلزامات في تطبيق تلك الأحكام . وننظر إلى تلك العبادة
أيضاً من زاوية الإطار الروحي الذي يتجسد في الرحلة الشيقة إلى بيت الله
الحرام وما يرافقها من سمو أخلاقي عظيم يرفع الفرد المكلف إلى أعلى درجات
الكمال النفسي والروحي مع خالقه العظيم . إلا أنّ الحق هو ان هناك
جانباً ثالثاً خطيراً من جوانب الحج ، ألا وهو الجانب الاجتماعي وما
يرافقه من سلوك جمعي عالمي ينتهي إلى تغيير اجتماعي له أبعاد
خطيرة .

ولما
كانت مناسك الحج على درجة عظيمة من الأهمية على الصعيد الشرعي ، فإننا
نفترض أن ينبثق عن تلك الفريضة لونان من ألوان النشاط
الانساني .

اللون
الأول: هو النشاط التعبدي الفردي وما يصاحبه من خشوع وتواضع
وتذلل للمولى عز وجل .

اللون الثاني:
هو النشاط الاجتماعي الذي يتمثل بالسلوك المشترك بين
المتعبدين ، وما ينتج عنه من تفاعل بين الأفراد من مختلف الأجناس ،
ويؤدي بالنهاية إلى التغيير الاجتماعي الذي هو الأصل في نشاطات السلوك
الجمعي .

ولايتوقف الأمر عند ذلك ، بل إنّ الحج يولد شعوراً لدى الأفراد
المندمجين بمناسكه وأفعاله ، بالوحدة الكونية التي تجمع الخلق
والمخلوقات . فالنظام الكوني في الحركة والدوران والبداية والنهاية
ينعكس بشكل من الأشكال على هذه الأفعال التعبدية المنتظمة كالطواف
بالبيت ، والسعي بين الصفا والمروة ، والصعود إلى جبل عرفات ،
والإفاضة إلى المزدلفة ، ونحوها . وهذا الانسجام في طبيعة مناسك
الحج يبرز شكلاً جديداً من أشكال التنظيم الاجتماعي الديني الذي يستحق تأملاً
دقيقاً في أهدافه ومقاصده الحياتية .

/ 21