(14) البراءة من المشركين
يقول(قدس سره) في إعلان البراءة من المشركين : « . . .علينا أن نعلن كلمة التوحيد وتوحيد
الكلمة من ذلك المكان المقدس . . . لنكسر الأصنام ولنرمِ
الشياطين وعلى رأسهم الشيطان الأكبر في العقبات ونطردهم ، ليكون حجّنا
حج خليل الله . . .» 30 .
تعليق : لما كان الحج يعكس أكمل مثال من أمثلة
السلوك ، فإنّه لابدّ وأن يرفع أرقى الشعارات الاجتماعية التي تؤدي في
النهاية إلى التغيير الاجتماعي المطلوب . وهذا الشعار الذي أمر الإسلام
المكلفين برفعه في الحج هو شعار (البراءة من المشركين) ، كما ورد في
قوله تعالى : {براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم
من المشركين} 31 ، وقوله تعالى : {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم
الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين
ورسولُه فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشّر
الذين كفروا بعذاب اليم} 32 . فأعظم الانحرافات التي يدينها الإسلام
ويعدّها مصدر كلّ أنواع الشقاء الإنساني هو الشرك بالله عزّ وجلّ .
ولاشك أنّ بقاء الشرك في المجتمع الانساني يعدّ عائقاً من عوائق اقامة
العدالة الاجتماعية . فاعلان البراءة من المشركين هو من أعظم المساهمات
في التطلع نحو هدف تغيير المجتمع الانساني إلى مجتمع موحّد قائم على أساس
تطبيق أحكام الرسالة الإلهية ، وما ينبثق عنها من عدالة اجتماعية على
جميع المستويات .