رس‍ائ‍ل‌، م‍س‍ال‍ه‌ ال‍ب‍داآ، ال‍ت‍ق‍ی‍ه‌ ف‍ی‌ ال‍ق‍رآن‌ و ال‍س‍ن‍ه‌، ن‍ظره‌ م‍س‍ت‍ع‍ج‍ل‍ه‌ ف‍ی‌ م‍س‍ال‍ه‌ ت‍ح‍ری‍ف‌ ال‍ق‍رآن‌ نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رس‍ائ‍ل‌، م‍س‍ال‍ه‌ ال‍ب‍داآ، ال‍ت‍ق‍ی‍ه‌ ف‍ی‌ ال‍ق‍رآن‌ و ال‍س‍ن‍ه‌، ن‍ظره‌ م‍س‍ت‍ع‍ج‍ل‍ه‌ ف‍ی‌ م‍س‍ال‍ه‌ ت‍ح‍ری‍ف‌ ال‍ق‍رآن‌ - نسخه متنی

سعید اختر الرضوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



سؤال 9


: فهل هناك آيةٌ أُخرى تُبيحُ التقيّة، أو تُشيرُ إليها؟

الجواب: نعم !

فاقرأ هاتين الآيتين: {لاَ يَتَّخِذ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللهِ فِي شَيْء إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُم اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ * قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الاَْرْضِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ}(13) .

والعلّة التي أُبيحت التقيّة بسببها مذكورةٌ في الآية نفسها: {قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ}

ألا ترى أنّ الله عزّوجلّ ينبّه المسلمين ـ ههنا ـ أنّ الإيمان أمرٌ قلبيٌّ نورانيٌّ ، وإذا كان الإيمان الموجود في أعماق القلب غيرَ متزلزل ; فمجرّد التفوّه ببعض الكلمات غير المرضيّة ، لايضرّه قطعاً ، والله سبحانه راض عنكم ; لأنّه يعلم حقيقة الأمر في باطن

سريرتكم ، ولا فرق عنده بين أن تُبدوا إيمانكم أو تُخفوه ; لأنّه يعلمُ أسراركم المخفيّة ، وحينما تُخفون إيمانكم من الكفّار ، فالله تعالى يراهُ في نفس الوقت ويرضى به .

ونرى في هذه الآية لفظ «تقاة» والتقيّة والتقاة كلاهما مترادفان ، كما قلنا في جواب السؤال الأوّل .

والإمام السيوطي يقول في تفسير هذه الآية: وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، من طريق العوفي ، عن ابن عباس ، في قوله: {إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً }فالتقيّة باللسان: من حمل على أمر يتكلّم به وهو معصية لله ، فيتكلّم به مخافة الناس ، وقلبه مطمئن بالإيمان ، فإنّ ذلك لايضرّه ، إنّما التقيّة باللسان . . .

وأخرج عبد بن حميد ، عن الحسن ، قال: التقيّة جائزةٌ إلى يوم القيامة . .

وأخرج عن أبي رجاء أنّه كان يقرأ: إلاّ أن تتّقوا منهم تقاة .

وأخرج عبد بن حميد ، عن قتادة أنّه كان يقرأها: «إلاّ أن تتّقوا منهم تقيّة» بالياء(14) .

والإمام فخر الدين الرازي كتب في تفسيره بعض الأحكام المتعلّقة بالتقيّة ، ذيل هذه الآية ، ونحن ننقل بعضها ههنا:

الحكم الثالث للتقيّة: أنّها إنّما تجوز في ما يتعلّق بإظهار المُوالاة والمُعاداة ، وقد تجوز ـ أيضاً ـ في ما يتعلّق بإظهار الدين . فأمّا ما يرجع إلى الغير ، كالقتل والزنا وغصب الأموال والشهادة بالزور وقذف المحصنات وإطلاع الكفّار على عورات المسلمين ، فذلك غير جائز ، ألبتّةَ .

الحكم الرابع: ظاهر الآية يدلّ على أنّ التقيّةَ إنّما تحلّ مع الكفّار الغالبين إلاّ أنّ مذهب الشافعي (رضي الله عنه): أنّ الحالة بين المسلمين ، إذا شاكلت الحالة بين المسلمين والمشركين ، حلّت التقيّة محاماةً على النفس .

الحكم الخامس: التقيّةُ جائزةٌ لصون النفس ، وهل هي جائزةٌ لصون المال ؟

يحتمل أن يحكم فيها بالجواز ،لقوله (صلى الله عليه وآله): «حرمة مال المسلم كحرمة دمه» ، ولقوله (صلى الله عليه وآله): «من قتل دون ماله فهو شهيد» ولأنّ الحاجة إلى المال شديدة .

والماء إذا بيع بالغبن سقط فرضُ الوضوء ، وجاز الاقتصار على التيمّم ، دفعاً لذلك القدر من نقصان المال ، فكيف لايجوز ههنا ؟ والله أعلم .

الحكم السادس: قال مجاهد: هذا الحكم كان ثابتاً في أوّل الإسلام ، لأجل ضعف المؤمنين ، فأمّا بعد قوّة دولة الإسلام فلا .

وروى عوف ، عن الحسن ، أنّه قال: التقيّة جائزةٌ للمؤمنين إلى يوم القيامة .

وهذا القول أولى ; لأنّ دفع الضرر عن النفس واجبٌ بقدر الإمكان»(15) .

وكذلك الإمام البخاري كتب كتاباً في صحيحه بعنوان «كتاب الإكراه» حول موضوع الإكراه والإجبار ، ويقول في ضمنه:

«قول الله تعالى: {إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالاِْيمَانِ} . . . وقال: {إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً }وهي تقيّة . . .

وقال الحسن: التقيّة إلى يوم القيامة . . .

وقال النبي (صلى الله عليه وآله): الأعمال بالنيّة»(16) .

والعالم الشيعيّ السيّد الشريف الرضيّ ، جامع كتاب «نهج البلاغة» يكتب في ضمن تفسيره لهاتين الآيتين من سورة آل عمران: (28 ـ 29):

ثمّ استثنى تعالى حال التقيّة فقال: {إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً }وقرىء: «تقيّةً» وكلاهما يرجعان إلى معنى واحد ، فكأنّه سبحانه أباح في هذا الحال عند الخوف منهم إظهار موالاتهم وممايلتهم ، قولا باللسان لاعقداً بالجنان(17) .

ومضافاً على ذلك فهناك أربع آيات في القرآن الحكيم تبيح تناول الغذاء المحرّم عند الاضطرار ، أي حينما يشرف المرءُ على الهلاك ، لعدم وجود الغذاء الحلال:

قال تعالى :{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُم الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ فَمَن اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغ وَلاَ عَاد فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}(18) .

وكذلك يوجد هذا الحكم في سورة المائدة (آية 3) وسورة الأنعام (آية 145) وسورة إبراهيم (آية 115) .

وكما قلنا آنفاً: فإنّ حياة الإنسان المسلم ثمينةٌ جدّاً في نظر الإسلام ، ولذا أباح الله سبحانه وتعالى المأكولات المحرّمة ، كالميتة أو لحم الخنزير ، إذا توقّفت الحياة عليه ، ولنفس هذه العلّة أذن الله سبحانه وتعالى لعبده التفوّه بالكلمات الباطلة إذا توقّف النجاةُ من الكفّار على ذلك .

ونظراً إلى هذا قال النبي (صلى الله عليه وآله): لا دينَ لمن لا تقيّة له(19) .

وكذلك روي عن الإمام محمّد الباقر (عليه السلام) أنّه قال: التقيّة ديني ودين آبائي ولاإيمان لمن لا تقيّة له(20) .

/ 16