رس‍ائ‍ل‌، م‍س‍ال‍ه‌ ال‍ب‍داآ، ال‍ت‍ق‍ی‍ه‌ ف‍ی‌ ال‍ق‍رآن‌ و ال‍س‍ن‍ه‌، ن‍ظره‌ م‍س‍ت‍ع‍ج‍ل‍ه‌ ف‍ی‌ م‍س‍ال‍ه‌ ت‍ح‍ری‍ف‌ ال‍ق‍رآن‌ نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رس‍ائ‍ل‌، م‍س‍ال‍ه‌ ال‍ب‍داآ، ال‍ت‍ق‍ی‍ه‌ ف‍ی‌ ال‍ق‍رآن‌ و ال‍س‍ن‍ه‌، ن‍ظره‌ م‍س‍ت‍ع‍ج‍ل‍ه‌ ف‍ی‌ م‍س‍ال‍ه‌ ت‍ح‍ری‍ف‌ ال‍ق‍رآن‌ - نسخه متنی

سعید اختر الرضوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



سؤال 10


: سلّمنا أنّ التقيّة جائزةٌ ، وأنّ القرآن والحديث يطلقان العنان للمسلم للاستفادة من التقيّة في بعض الحالات ; ولكنّي لاأظنّ أنّ الله سبحانه وتعالى يكون راضياً بها ـ ولو أنّه أباحه ـ لأنّ الكذب قبيحٌ ؟.

الجواب: لقد رأيت ـ آنفاً ـ أنّ التقيّة جائزةٌ ، بل واجبةٌ في بعض الحالات ، وهل نستطيع أن نقول: إنّ الله سبحانه وتعالى أوجب شيئاً على عباده ، ولكنّه لايرضى بذلك الواجب .

وكذلك رأينا أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) جعل التقيّة مساوياً للدين ، وأنّ الإمام محمّد الباقر(عليه السلام) يؤكّد نفس الأمر بصراحة كاملة .

على أية حال! إن تدبّرت في القرآن لسوف ترى أنّ كتاب الله يعرض التقيّة بين أعيننا في أحسن صورة ، وأجمل شكل ، فإنّه سبحانه وتعالى يقول: {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ}(21) .

وهذا يدلّ على أنّ ذلك الكتمان ـ كتمان الإيمان ـ كان مرضيّاً لله سبحانه وتعالى ، لأنّه كان أنفع للدين وأحمى لموسى (عليه السلام) .

ونرى كذلك في هذه الأُمّة أنّ سيّدنا أبا طالب (عليه السلام) كان يكتمُ إيمانه ، لأنّه كان أنفع للإسلام وأحمى للنبيّ (صلى الله عليه وآله) .

وأنّ أبا طالب (عليه السلام) استطاع أن يحامي عن النبيّ (صلى الله عليه وآله)ويحفظه من شرّ الأعداء ، لأنّه لم يعلن إسلامه .

وكذلك ذلك المؤمن من آل فرعون نجح في صيانة حياة موسى (عليه السلام) لأنّه لم يعلن إسلامه .

على أية حال! نرى أنّ الله عزّوجلّ كان راضياً به وبإيمانه المختفي تحت ستار التقيّة ، حتّى أنّه تعالى أدخله في زمرة الصدّيقين ، كما قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): الصدّيقون ثلاثة: حبيب النجّار مؤمن آل ياسين الذي قال: ياقوم اتّبعوا المرسلين ، وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال: أتقتلون رجلا أن يقول ربّي الله . وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم» أخرجه البخاري عن ابن عباس ، وأحمد عن أبي ليلى(22) .

والمسألة لاتنتهي بمؤمن آل فرعون ، فإنّ البيضاوي يخبرنا أنّ النبيّ موسى(عليه السلام)بنفسه كان يعيش مع فرعون بالتقيّة ، فإنّه يصرّح بذلك ذيل آية: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ * وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِن الْكَافِرِينَ}(23)ـ(24) .

وكذلك نرى عمّار بن ياسر رضي الله عنهما كيف اضطرّ إلى التقيّة .

وإذا نظرنا في تاريخ الإسلام الى حوادث السنوات الأُولى ، فإنا نرى النبيّ(صلى الله عليه وآله)قد أخفى دعوته وكتم رسالته إلاّ عن خواصّه مدّة ثلاث سنوات ، حتّى نزلت الآية: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ

الاَْقْرَبِينَ}(25) .

وكلّ ذلك كان في أيّام مكّة قبل الهجرة ، أمّا بعد الهجرة فالقرآن يشهدُ بأنّ هناك رجالا مؤمنينَ ونساء مؤمنات في مكّة المكرّمة كانوا يخفون إسلامهم إلى أقصى حدّ; حتّى أنّ المسلمين ـ أيضاً ـ لم يكونوا عالمين بإسلامهم ، فحينما عاهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)المشركين في عام 6 من الهجرة في الحديبية ، وكانت شروط الصلح لصالح المشركين ، ومجحفة بالمسلمين في ما يرى من ظاهر الحال ، الأمر الذي أسخط بعض المسلمين ، وأظهروا عدم الرضا ، ومنهم عمر بن الخطاب الذي كان متغيّظاً إلى أقصى حدّ ، حتّى أنّه واجه النبي (صلى الله عليه وآله) واعترض عليه بلهجة قاسية ، وكان يقول في أواخر حياته: «ما شككتُ مذ أسلمتُ إلاّ يومئذ»(26) ، فأنزل الله عزّوجلّ هذه الآية في جواب هذه الطائفة من المسلمين ، وبيّن لهم بعض مصالح صلح الحديبية وقال فيها: {وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ

وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْم لِيُدْخِلَ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا

مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً}(27) .

فهذه الآية تقول بصراحة قاطعة: هنالك في مكّة رجالٌ مؤمنون ونساءٌ مؤمناتٌ ، مّمن لايعرفهم مسلمو المدينة ، ولايعلمون بإيمانهم .

وتدبّر: كيف يسمّي الله عزّوجلّ هؤلاء المسلمين ، الذين كانوا في مكّة تحت ستار التقيّة: «رجالاً مؤمنين ونساء مؤمنات» .

والخلاصة:إنّ هذه الآيات والروايات والحوادث تدلّ بوضوح على أنّ المسلم إذا كان في معرض الخطر ، بسبب عقيدته الصحيحة ، فله أن يتكلّم ببعض الكلمات الباطلة لاتّقاء شرّ أعداء الدين ، والاحتفاظ بحياته ، لأنّ حفظ حياة المسلم له أهميّة بالغة ، وذلك الكذب لايُعدّ إثماً أو ذنباً أو قبيحاً .

والسيّد الشريف الرضيّ يقول: «وقد علمنا أنّ التقيّة لاتدخل إلاّ في الظاهر ، دون ما في الضمير الباطن . لأنّ من خوّف غيره ليفعل أمراً من الأُمور إذا كان من أفعال القلوب لايتمكّن من معرفة حقيقة ما في قلبه ، وإنّما يستدلّ بإظهار لسانه على إبطال جنانه .

فالذي يحسنُ عند التقيّة
:

إظهارُ مُوالاة الكفّار قولا بالخلاف ، والمقاربة وحسن المعاشرة والمخالطة .

ويكونُ القلبُ على ما كان من قبل من إضمار عداوتهم واعتقاد البراءة منهم .

وينوي الإنسان بما يظهره من ذلك معاريضَ الكلام ، واحتمالات الخطاب»(28) .

التورية

/ 16