سؤال 5
: هبْ أنّك أخفيتَ عقيدتَك وأظهرتَ ما هو مخالفٌ للعقيدة الإسلامية ، ألاتخرج من الإسلام أوتوماتيكياً بمجرّد هذا الإعلان؟
.
الجواب: الإيمان والكفر من الأُمور التي تتعلّق بالقلب في الحقيقة ، وليس لها علاقة لازمة بالتفوّه باللسان ، ولذا نرى أنّ الله سبحانه وتعالى وبّخ أُولئك الأعراب الذين أسلموا وادّعوا ـ مباشرةً ـ أنّهم مؤمنون . فقال سبحانه وتعالى: {قَالَتْ الاَْعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُل الاِْيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لاَ يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}(4) .
والحقيقة أنّ الإظهار باللسان ـ وحده ـ لاأهميّة له في ثبوت الإيمان أو الكفر ، بل ربما يُقبل الاعتقاد القلبي بدون الإقرار اللسانيّ ، ولكن مجرّد القول باللسان بدون الاعتقاد القلبي غير مقبول .
ولقد ذمّ الله عزّوجلّ ذلك الإقرار اللساني المجرّد أشدَّ الذمّ حينما قال: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ}(5) .
و نحن نعلم أنّ حياة المسلم ثمينةٌ جدّاً ، ولها أهميّة كبرى في شريعة الإسلام ، ويمكن أن ندرك الأهميّة التي تحوزها نفسٌ واحدةٌ في الإسلام، إذا قرأنا هذه الآية: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً}(6) .
وكذلك يجب على المسلم أن لايُلقى نفسه أو نفس مسلم آخر إلى التهلُكة: {وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}(7) .
وبناءً على هذا الأصل نرى أنّ الإسلام حرّم الانتحار حرمةً باتّةً ، وجعله من أكبر الكبائر مثل قتل الآخرين .
وكذلك نرى أنّ الفقه الشيعي لايجوّز الجهاد الابتدائي بغير إذن النبي(صلى الله عليه وآله) أو الإمام (عليه السلام)أو نائبه الخاصّ ، إلاّ أن يكون الجهاد دفاعاً عن المسلمين .
وبناءً على نفس هذا الأصل رخّص الإسلام للمسلم بالتفوّه بالكلمات الكفريّة لصيانة نفسه لأنّها نفسٌ مؤمنة .