عليه وآله أنه يستحب للزائر أن يدعو عندالقبر ويتوسل إلى الله في قضاء حوائجهوغفران ذنوبه، ويقول: (ولو أنهم إذ ظلمواأنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهمالرسول لوجدوا الله تواباً رحيما).
الدعاء عند قبر النبي صلّى الله عليه وآله
وأما ثالثاً سؤال الوجه لإنكارهم دعاءالنبي صلّى الله عليه وآله نفسه بقول «يارسول الله أسألك الشفاعة» فإن كان الوجهخلو النص من الشارع عن مثل هذا الدعاء.قلنا: يكفيك ما ذكرنا من نصوص الكتابوالسنة في التوسل بالنبي بل بمطلق أهلبيته حتى مثل العباس الذي يكون علي عليهالسلام أفضل منه.
وإن كان الوجه كون الطلب من النبي وندائهودعائه شركاً لله ـ كما عن جملة من علماءنجد في رسائلهم وصرح بذلك ابن تيمية فيالفرقان ـ قلنا: إن الشرك لله بواسطة دعاءالنبي صلّى الله عليه وآله لا يختص ببعدالحق، بل يعم حال حياته لأن الأمر كله لله،وإن له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لايستجيبون لهم بشئ.
فإن قلت: الشرع جوز دعاء الحق ونداءه.قلنا: الشرع لا يجوز الشرك وعبادة غيرالله، فإذا جاز التوسل بالنبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم حال حياته ـ كما هو المسلمعند ابن عبد الوهاب ـ فلا محالة يستلزم ذلكأحد الأمرين:
إما عدم كون دعاء النبي صلّى الله عليهوآله وسلّم منفكاً عن دعاء الله تعالى،وإما عدم كون دعاء المخلوق عبادة له، لعدماشتماله على أوصاف العبادة من الخضوعوالخشوع والابتهال والوقوف بين يديالمعبود.