فالقياس الصحيح بحال النبي صلّى اللهعليه وآله يقتضى أن يصنع السلطان معالمسلمين الذين جنت عليهم جنوده وقوادهمثل ما صنع النبي صلّى الله عليه وآله منأدائه رسوم الجنايات والتعويض لهم بما أخذمنهم، فإن لكل مؤمن برسول الله أسوة حسنة.
ومنها: أن الوهابية منعوا عن الحريةالمذهبية في الديار النجدية والحجازية،وضيقوا على المسلمين في الأخذ بمذهبهم وماأباحه الشارع لهم على طريقتهم، فجعلوايرمون من قال: يا محمد، ويا رسول الله،بالكفر والشرك، ومنعوا الناس من الترحيموالتذكير والتسليم في أوقاتها، ومنعوا عنمسح قبر النبي صلّى الله عليه وآلهوالالتصاق به والتوجه إليه حال الدعاء،ومنعوا عن شرب التتن وغير ذلك مما لم يصرحالشارع بحرمته والانتهاء عنه ـ لاخصوصاًولا عموماً.
منع الوهابيين عن الحرية الدينية
وقد أعلنوا ـ كما في ص17 من المفاوضاتالهندية:«إن كل مسلم حر في كل قول أو عمل يجيزهالاسلام، ونمنع من كل قول أو عمل يحرمهالإسلام، إن الحجاز هو مصدر الإسلاموأساسه، فإذا لم تكن الكلمة العليا فيهلكتاب الله ولسنة رسوله ولما كان عليهالسلف الصالح، ففي أي مكان تكون الكلمةالعليا لهذه الأسس العظيمة» انتهى.
والجواب عن هذا الإعلان: إن المراد منالحرية المذهبية المعروضة لدى السلطانليست ما أقدمت عليه الأمم الأوربية كييستحق الوفد هذا الجواب