أثر الخالد فی الولد والوالد نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فكانت الثلمة العظيمة في الاسلام ،
والفـقـدان الفـادح في الأمه والفراغ
العصيب في صحبه وأخوانه لايسدّها شيء ،
وليس لنا الاّ الأستسلام لأمر الله الحكيم
، القلوب مضرمة مفجعة بنار الفراق الطويل ،
والعيون مذرفة دموع الخزن والكآبه والعزاء
، والناس يلهجون له بحسن الثناء ، ويعزّون
الأهل والأقرباء ، الأحباء ، ولمّا
يصّدقون الخبر المفجع . سيدي ومولاي : يحق لنا جميعا أن نترك الحناجر هاتفة
صارخة والدموع سائلة ساخنة وننادي وا
أبتاه ... وا سيّداه ... وا مصلحاه ...!!! عزّ والله علينا فراقك وعزّ على الأرواح
والقلوب أن ترثيك ، وكنا نشعر بقوة نعتمد
عليها ، ونستلهم من مغزها روح الجهاد
والنضال فأين هي الآن ؟ سيدي أبتاه : ما دار في خلدي ن أكتب ما كتب ! ودمي الحزين
ينزف من عيني أيحق لي أن اكتب عن حياتك
البطوليّة والصمود ، حياة العلم والعمل ،
وأنت لن تموت ؟ سيدي العلوي انك خالد في
التأريخ اذ عشت للأسلام والامة
الاسلاميّه . لا تأخذك في الله لومة لائم ، اذ لاتخشى
الاّ الله ولاتهاب الاّ الحق ، فأنك
المجاهد الورع والعابد العالم والمصلـح
المنتفاني في الله وخدمة خلقه .
ماذا اكتب عن حياتك ، وحياتك مليئة بالعمل
المتواصل والكفاح المرير حتى مضيت الى
ربّك قرير العين . وقد خلّفت أمّة من الناس تحمل روحك وقلبك
الحنون ، خلّفت علماء من طلبتك الكرام ،
وشباباّ ناهضاً ، وثروة علميّة من مطبوع
وغير مطبوع ، خلّفت مواكب ومدارس إسلاميّة
، تربي الأجيال وتسمو بهم مداج الكمال . سيدي : لم ولن تموت ولك المآثر الخالدة في
المجتمع والنفوس ، لن تموت ولك كتب قيمة
وشباب طاهر يسير نحو الهدف الذي كنت ترمي
اليه ، وذلك حكومة الأسلام واقامة الحق
والعدل في المجتمع . فنم قرير العين ، فانا كما عهدت مخلصون . مولاي سكنت الفراديس وجنّات عرضها
السموّات والأرض . وسرعان ما غاب شمسك
النير . الله اكبر ...
لن أنسى تلك السويعة المريرة التي كنت
بجنبك أقبل يديك الكريمة كّرات ودموع
حبستها في حدقة العين ، كي لا تحزن وأنت
على سرير المستشفى ، توصي ولدك ، ولم يكن
بالحسبان أن
نفقدك .