أثر الخالد فی الولد والوالد نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ولا شيء عند الأبوين أغلى
وأثمن من بر الابن بهما ، علماً بأنه وفاء
لدين سابق ... ومع هذا يسعدان به سعادة
الغارس بثمرات غرسه ، وبهذه السعادة نفسها
يشعر الابن البار اذا تأكد من سعادة أبويه
به ، ورضاهما عنه . ( الوسنان ) : من أخذ النعاس ( واستكثر برهما
بي وان قل ، واستقل بري بهما وان كثر ) الخير
منه ضئيل وصغير بالغاً ما بلغ ، ومنهما
جليل وكبير وان كان حبة من خردل ؟! وليس هذا
تواضعاً ، بل ايماناً وعظمة نفس ، وشعوراً
حياً بمسؤولية التكليف ، وهو أمره تعالى : "
ان اشكر لي ولوالديك ـ 14 لقمان " وكل شيء
قليل في جنب الله والشكر له لمن قرن شكره
بشكره . وهكذا العظيم يستصغر الحسنة منه
وان كبرت ، ويستكبر السيئة وان صغرت على
العكس تماماً من الحقير ، وفي الحديث
الشريف : " المؤمن يرى ذنبه فوقه كالجبل ،
يخاف ان يقع عليه ، والنافق يرى ذنبه كذباب
مر على أنفه فأطاره " . وقال قائل لأحد
المتقين حقاُ : رأيت في منامي أنك في الجنة
. فقال له : ويحك أما وجد الشيطان من يخرمنه
غيري وغيرك ؟ . أللّهُمّ خَفَض لهُمَا صوتي ، وَأطبْ
لَهمُا كَلامي،
وَألنْ لَهمَا عرَيكتي ، وَاعطفْ
عَليهْما قلْبي ،
وَصَيرّني بهِما رَفيقاً ، وَعليْهما
شفيقاً ؛ أللّهُمّ
اشْكُرْ لَهُما تربِيَني ، وأثِبْهُما
عَلى تَكْرِمتي ،
وَاحْفظ لَهُما مَا حَفظَاه مِنّي في
صِغَري . أللّهُمّ وَمَا مَسّهُمَا مِنّي مِنْ
أذىّ ، أوْ خَلَصَ
اليَهْماَ عنّي مِنْ مَكْرُوهٍ ، أوْ
ضاعَ قِبَلي لَهمُمَا مِنْ
حَقّ ... فاجْعَلْهُ حِطّةّ لِذُنوبِهِمَا
، وَعَلُوّا
في دَرَجَاتِهِمَا ، وَزياَدَةً في
حَسَناَتِهِماَ ، يَا مُبَدّلَ
السّيئّاتِ بأضْعَافِهَا مِنَ
الحْسَناَتِ . ( أللهم خفّض لهما صوتي ) غض الصوت وخفضه من
الآدب الشرعية والعرفية ، بخاصة عند
مخاطبة الكبار وأهل المكانة . وفي الآية 19
من لقمان : " واغضض من صوتك ان أنكر الأصوات
لصوت الحمير " ( وأطب لهما كلامي ) قال
سبحانه : " فلا تقل لهما أف ولاتنهرهما وقل
لهما قولا كريماً ـ 23 الأسراء " على أن
الكلمة الطيبة بوجه عام كالشجرة الطيبة "
أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها
كل حين ـ 25 ابراهيم " ( عريكتي ) طبيعي (
رفيقاً ) : لطيفاً لا فظاً غليظاً . ( أللهم واشكر لهما ... ) أجزهما بالاحسان
احساناً ، وبالسيئات غفواً وغفراناً (
واحفظ لهما ما حفظاه مني في صغري ) أجزل
لهما الأجر والثواب على ما لقيا من التعب
والعناء في سبيلي رضيعاً وصبياً . وقال رجل
للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) : ان أبوي
بلغا من الكبر عتياُ ، وأنا أولي منهما ـ
أباشر ـ ما وليا مني في الصغر فهل قضيت
حقهما ؟ قال : لا ، فانهما كانا يفعلان ذلك
وهما يحتان بقاءك ، وأنت تفعله ، وتريد
موتهما ( أللهم وما مسهما مني من أذى ...) كل
ما أصابهما بسبي من مكروه ( فاجعله حطة ) :
محواً ( لذنوبهما وعلواً ) لمقامهما عندك
بحيث يكون شقاؤهما بي في الدنيا سبباً
لسعادتهما في الآخرة .