فضيلة العفو و الإحسان
اعلم ان معنى العفو أن يستحق حقا، فيسقطهو يبرئ عنه، من قصاص أو غرامة، و هو غيرالحلم و كظم الغيظ فلذلك أفردناه،
قال الله تعالى
خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ
و قال الله تعالى وَ أَنْ تَعْفُواأَقْرَبُ لِلتَّقْوى
و قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
[1] «ثلاث و الّذي نفسي بيده لو كنت حلاّفالحلفت عليهنّ ما نقص مال من صدقة فتصدّقواو لا عفا رجل عن مظلمة يبتغى بها وجه اللهإلّا زاده الله بها عزّا يوم القيامة و لافتح رجل على نفسه باب مسألة إلّا فتح اللهعليه باب فقر» و قال صلّى الله عليهوسلّم[2] «التّواضع لا يزيد العبد إلّارفعة فتواضعوا يرفعكم الله و العفو لايزيد العبد إلّا عزّا فاعفوا يعزّكم اللهو الصّدقة لا تزيد المال إلّا كثرةفتصدّقوا يرحمكم الله». و قالت عائشة رضىالله عنها،[3] ما رأيت رسول الله صلّى اللهعليه وسلّم منتصرا من مظلمة ظلمها قط، مالم ينتهك من محارم الله. فإذا انتهك منمحارم الله شيء، كان أشدهم في ذلك غضبا. وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما، ما لميكن إثما. و قال عقبة، لقيت رسول الله صلّىالله عليه وسلّم يوما، فابتدرته فأخذتبيده أو بدرنى فأخذ بيدي. فقال[4] «يا عقبةألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدّنيا والآخرة تصل من قطعك و تعطى من حرمك و تعفوعمّن ظلمك» و قال صلّى الله عليه وسلّم
[1] حديث ثلاث و الذي نفسي بيده ان كنتحالفا لحلفت عليهن ما نقصت صدقة من مال-الحديث:
الترمذي من حديث أبي كبشة الانمارى ولمسلم و أبي داود نحوه من حديث أبي هريرة
[2] حديث التواضع لا يزيد العبد الا رفعةفتواضعوا يرفعكم الله: الأصفهاني فيالترغيب و الترهيب و أبو منصور الديلمي فيمستند الفردوس من حديث أنس بسند ضعيف
[3] حديث عائشة ما رأيت رسول الله صلّى اللهعليه وسلّم منتصرا من مظلمة ظلمها قط-الحديث:
الترمذي في الشمائل و هو عند مسلم بلفظآخر و قد تقدم
[4] حديث عقبة بن عامر يا عقبة ألا أخبركبأفضل أخلاق أهل الدنيا و الآخرة تصل منقطعك- الحديث ابن أبي الدنيا و الطبراني فيمكارم الأخلاق و البيهقي في الشعب بإسنادضعيف و قد تقدم