فمر بهما رجل كان مخنثا فترك ذلك. فقالالقد بقي فيه منه شيء و أقيمت الصلاة،فدخلا، فصليا مع الناس، فحاك في أنفسهماما قالا فأتيا عطاء فسألاه، فأمرهما أنيعيد الوضوء و الصلاة و أمرهما أن يقضياالصيام إن كانا صائمين. و عن مجاهد، أنهقال في وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ
الهمزة الطعان في الناس، و اللمزة الذييأكل لحوم الناس. و قال قتادة، ذكر لنا أنعذاب القبر ثلاثة أثلاث. ثلث من الغيبة، وثلث من النميمة، و ثلث من البول. و قالالحسن، و الله للغيبة أسرع في دين الرجلالمؤمن من الأكلة في الجسد. و قال بعضهم،أدركنا السلف و هم لا يرون العبادة فيالصوم و لا في الصلاة، و لكن في الكف عنأعراض الناس. و قال ابن عباس، إذا أردت أنتذكر عيوب صاحبك، فاذكر عيوبك. و قال أبوهريرة، يبصر أحدكم القذى في عين أخيه، و لايبصر الجذع في عين نفسه. و كان الحسن يقول،ابن آدم، إنك لن تصيب حقيقة الإيمان حتى لاتعيب الناس بعيب هو فيك، و حتى تبدأ بصلاحذلك العيب، فتصلحه من نفسك، فإذا فعلتذلك، كان شغلك في خاصة نفسك، و أحب العبادإلى الله من كان هكذا. و قال مالك بن دينار،مر عيسى عليه السلام، و معه الحواريون،بجيفة كلب. فقال الحواريون، ما أنتن ريحهذا الكلب! فقال عليه الصلاة و السلام، ماأشد بياض أسنانه. كأنه صلّى الله عليهوسلّم نهاهم عن غيبة الكلب و نبههم على أنهلا يذكر من شيء من خلق الله إلا أحسنه. وسمع على بن الحسين رضى الله عنهما رجلايغتاب آخر، فقال له إياك و الغيبة، فإنهاإدام كلاب الناس و قال عمر رضى الله عنه:
عليكم بذكر الله تعالى فإنه شفاء، و إياكمو ذكر الناس فإنه داء نسأل الله حسنالتوفيق لطاعته
بيان معنى الغيبة و حدودها
اعلم أن حد الغيبة أن تذكر أخاك بما يكرههلو بلغه،
سواء ذكرته بنقص في بدنه أو نسبه، أو فيخلقه أو في فعله، أو في قوله، أو في دينه،أو في دنياه، حتى في ثوبه، و داره، و دابتهأما البدن، فكذكرك العمش، و الحول، والقرع، و القصر، و الطول، و السواد،