أن يتألفوا بالعلم، فتحاسدوا و اختلفوا،إذ أراد كل واحد منهم أن ينفرد بالرياسة، وقبول القول، فرد بعضهم على بعض. قال ابنعباس[1] كانت اليهود قبل أن يبعث النبيصلّى الله عليه وسلّم، إذا قاتلوا قوما،قالوا نسألك بالنبي الذي وعدتنا أن ترسله،و بالكتاب الذي تنزله، إلا ما نصرتنا.فكانوا ينصرون. فلما جاء النبي صلّى اللهعليه وسلّم من ولد إسماعيل عليه السلامعرفوه، و كفروا به بعد معرفتهم إياه فقالتعالى وَ كانُوا من قَبْلُيَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَكَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُواكَفَرُوا به
إلى قوله أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَالله بَغْياً
أي حسدا. و قالت صفية بنت حيى للنبي صلّىالله عليه وسلّم،[2] جاء أبي و عمى من عندكيوما، فقال أبي لعمي ما تقول فيه؟ قال أقولإنه النبي الذي بشر به موسى قال فما ترى؟قال أرى معاداته أيام الحياة. فهذا
حكمالحسد في التحريم
و أما المنافسة، فليست بحرام.
بل هي إما واجبة، و إما مندوبة، و إمامباحة. و قد يستعمل لفظ الحسد بدلالمنافسة، و المنافسة بدل الحسد. قال قثمبن العباس،[3] لما أراد هو و الفضل أن يأتياالنبي صلّى الله عليه وسلّم، فيسألاه أنيؤمرهما على الصدقة، قالا لعلي
((بيان حقيقة الحسد و حكمه))
[1] حديث ابن عباس قوله كانت اليهود قبل أنيبعث النبي صلّى الله عليه وسلّم إذاقاتلوا قوما قالوا نسألك بالنبي الذيوعدتنا أن ترسله- الحديث: في نزول قولهتعالى و كانوا من قبل يستفتحون على الذينكفروا: ابن إسحاق في السيرة فيما بلغه عنعكرمة أو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس اناليهود كانوا يستفتحون على الأوس و الخزرجبرسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذكرهنحوه و هو منقطع
[2] حديث قالت صفية بنت حيى للنبي صلّى اللهعليه وسلّم جاء أبي و عمى من عندك يومافقال أبي لعمي ما تقول فيه قال أقول انهالنبي الذي بشر به موسى- الحديث: ابن إسحاقفي السيرة قال حدثني أبو بكر بن محمد بنعمرو بن حزم قال حديث عن صفية فذكره نحوه وهو منقطع أيضا
[3] حديث قال قثم بن العباس لما أراد هو والفضل أن يأتيا النبي صلّى الله عليهوسلّم فيسألانه أن يؤمرهما على الصدقةقالا لعلى- الحديث: هكذا وقع للمصنف انهقثم و الفضل و انما هو الفضل و المطلب بنربيعة كما رواه مسلم من حديث المطلب بنربيعة بن الحارث قال اجتمع ربيعة ابنالحارث و العباس بن عبد المطلب فقالا والله لو بعثنا هذين الغلامين قال لي وللفضل بن عباس ائتيا إلى رسول الله صلّىالله عليه وسلّم فكلما، فذكر- الحديث: