الآفة الخامسة عشرة الغيبة
و النظر فيها طويل، فلنذكر أولا مذمةالغيبة، و ما ورد فيها من شواهد الشرع
و قد نص الله سبحانه على ذمها في كتابه.
و شبه صاحبها بآكل لحم الميتة، فقال تعالىوَ لا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَأَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ
و قال عليه السلام
[1] «كلّ المسلم على المسلم حرام دمه و مالهو عرضه» و الغيبة تتناول العرض، و قد جمعالله بينه و بين المال و الدم. و قال أبوبرزة، قال عليه السلام[2] «لا تحاسدوا ولا تباغضوا و لا تناجشوا و لا تدابروا و لايغتب بعضكم بعضا و كونوا عباد اللهإخوانا» و عن جابر و أبي سعيد[3] قالا قالرسول الله صلّى الله عليه وسلّم «إيّاكم والغيبة فإنّ الغيبة أشدّ من الزّنا فإنّالرّجل قد يزني و يتوب فيتوب الله سبحانهعليه و إنّ صاحب الغيبة لا يغفر له حتّىيغفر له صاحبه» و قال أنس[4] قال رسول اللهصلّى الله عليه وسلّم «مررت ليلة أسرى بيعلى أقوام يخمشون وجوههم بأظافيرهم فقلتيا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الّذينيغتابون النّاس و يقعون في أعراضهم» و قالسليم بن جابر[5]، أتيت النبي عليه الصلاة والسلام، فقلت علمني خيرا أنتفع به. فقال«لا تحقرنّ من المعروف شيئا و لو أن تصبّمن دلوك في إناء المستقى و أن تلقى أخاكببشر حسن و إن أدبر فلا تغتابنّه»
((الآفة الخامسة عشرة الغيبة))
[1] حديث كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله و عرضه: مسلم من حديث أبي هريرة
[2] حديث أبي هريرة لا تحاسدوا و لا تباغضواو لا يغتب بعضكم بعضا و كونوا عباد اللهإخوانا: متفق عليه من حديث أبي هريرة و أنسدون قوله و لا يغتب بعضكم بعضا و قد تقدم فيآداب الصحبة
[3] حديث جابر و أبي سعيد إياكم و الغيبةفان الغيبة أشد من الزنا- الحديث: ابن أبيالدنيا في الصمت و ابن حبان في الضعفاء وابن مردويه في التفسير
[4] حديث أنس مررت ليلة أسرى بي على قوميخمشون وجوههم بأظفارهم- الحديث: أبو داودمسندا و مرسلا و المسند أصح
[5] حديث سليم بن جابر أتيت رسول الله صلّىالله عليه وسلّم فقلت علمني خيرا ينفعنيالله به- الحديث:
أحمد في المسند و ابن أبي الدنيا في الصمتو اللفظ له و لم يقل فيه أحمد و إذا أدبرفلا يغتابه و في اسنادهما ضعف