قلت ما أحسن قول أبي العيناء و قد قالله المتوكل إلى متى تمدح الناس و تهجوهم فقال ما أحسنوا و أساءوا و هذا أمير المؤمنين (ع) و هو سيد البشر بعد رسول الله (ص) يمدح الكوفة و أهلها عقيب الانتصار علىأصحاب الجمل بما قد ذكرنا بعضه و سنذكر باقيه مدحا ليس باليسير و لا بالمستصغر ويقول للكوفة عند نظره إليها أهلا بك و بأهلك ما أرادك جبار بكيد إلا قصمه الله ويثني عليها و على أهلها حسب ذمه للبصرة و عيبه لها و دعائه عليها و على أهلها فلماخذله أهل الكوفة يوم التحكيم و تقاعدوا عن نصره على أهل الشام و خرج منهم الخوارجو مرق منهم المراق ثم استنفرهم بعد فلم ينفروا و استصرخهم فلم يصرخوا و رأى منهمدلائل الوهن و أمارات الفشل انقلب ذلك المدح ذما و ذلك الثناء استزادة و تقريعا وتهجينا. و هذا أمر مركوز في طبيعة البشر و قد كان رسول الله (ص) كذلك و القرآنالعزيز أيضا كذلك أثنى على الأنصار لما نهضوا و ذمهم لما قعدوا في غزاة تبوك فقال
فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَ كَرِهُوا أَنْيُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
الآيات إلى أن رضيالله عنهم فقال وَ عَلَى
[197]
الثَّلاثَةِ الَّذِينَخُلِّفُوا أي عن رسول الله حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ الآية
مناقب علي و ذكر طرف من أخباره في عدله و زهده :
روى علي بن محمد بن أبي سيف المدائني عنفضيل بن الجعد قال آكد الأسباب في تقاعد العرب عن أمير المؤمنين (ع) أمر المال فإنهلم يكن يفضل شريفا على مشروف و لا عربيا على عجمي و لا يصانع الرؤساء و أمراءالقبائل كما يصنع الملوك و لا يستميل أحدا إلى نفسه و كان معاوية بخلاف ذلك فتركالناس عليا و التحقوا بمعاوية فشكا علي (ع) إلى الأشتر تخاذل أصحابه و فرار بعضهمإلى معاوية فقال الأشتر يا أمير المؤمنين إنا قاتلنا أهل البصرة بأهل البصرة و أهلالكوفة و رأي الناس واحد و قد اختلفوا بعد و تعادوا و ضعفت النية و قل العدد و أنتتأخذهم بالعدل و تعمل فيهم بالحق و تنصف الوضيع من الشريف فليس للشريف عندك فضلمنزلة على الوضيع فضجت طائفة ممن معك من الحق إذ عموا به و اغتموا من العدل إذصاروا فيه و رأوا صنائع معاوية عند أهل الغناء و الشرف فتاقت أنفس الناس إلىالدنيا و قل من ليس للدنيا بصاحب و أكثرهم يجتوي الحق و يشتري الباطل و يؤثرالدنيا فإن تبذل المال يا أمير المؤمنين تمل إليك أعناق الرجال و تصف نصيحتهم لك وتستخلص ودهم صنع الله لك يا أمير المؤمنين و كبت أعداءك و فض جمعهم و أوهن كيدهم وشتت أمورهم إنه بما يعملون خبير .فقال علي (ع)
[198]
أما ما ذكرت من عملنا و سيرتنا بالعدل فإن الله عز وجل يقولمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَ مارَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ
و أنا من أن أكون مقصرا فيما ذكرت أخوف و أما ماذكرت من أن الحق ثقل عليهم ففارقونا لذلك فقد علم الله أنهم لم يفارقونا من جور ولا لجئوا إذ فارقونا إلى عدل و لم يلتمسوا إلا دنيا زائلة عنهم كأن قد فارقوها وليسألن يوم القيامة أ للدنيا أرادوا أم لله عملوا و أما ما ذكرت من بذل الأموال واصطناع الرجال فإنه لا يسعنا أن نؤتي امرأ من الفي ء أكثر من حقه و قد قال اللهسبحانه و تعالى و قوله الحق
كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةًبِإِذْنِ اللَّهِ وَ اللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ
و قد بعث الله محمدا (ص) وحده فكثرهبعد القلة و أعز فئته بعد الذلة و إن يرد الله أن يولينا هذا الأمر يذلل لنا صعبهو يسهل لنا حزنه و أنا قابل من رأيك ما كان لله عز و جل رضا و أنت من آمن الناسعندي و أنصحهم لي و أوثقهم في نفسي إن شاء الله . و ذكر الشعبي قال دخلت الرحبة بالكوفة وأنا غلام في غلمان فإذا أنا بعلي (ع) قائما على صبرتين من ذهب و فضة و معه مخفقة وهو يطرد الناس بمخفقته ثم يرجع إلى المال فيقسمه بين الناس حتى لم يبق منه شي ء ثمانصرف و لم يحمل إلى بيته قليلا و لا كثيرا فرجعت إلى أبي فقلت له لقد رأيت اليومخير الناس أو أحمق الناس قال من هو يا بني قلت علي بن أبي طالب أمير المؤمنينرأيته يصنع كذا فقصصت عليه فبكى و قال يا بني بل رأيت خير الناس.
[199]
و روى محمد بن فضيلعن هارون بن عنترة عن زاذان قال انطلقت مع قنبر غلام علي (ع) فإذا هو يقول قم ياأمير المؤمنين فقد خبأت لك خبيئا قال و ما هو ويحك قال قم معي فانطلق به إلى بيتهو إذا بغرارة مملوءة من جامات ذهبا و فضة فقال يا أمير المؤمنين رأيتك لا تتركشيئا إلا قسمته فادخرت لك هذا من بيت المال فقال علي (ع) ويحك يا قنبر لقد أحببت أنتدخل بيتي نارا عظيمة ثم سل سيفه و ضربه ضربات كثيرة فانتثرت من بين إناء مقطوعنصفه و آخر ثلثه و نحو ذلك ثم دعا بالناس فقال اقسموه بالحصص ثم قام إلى بيت المالفقسم ما وجد فيه ثم رأى في البيت إبرا و مسال فقال و لتقسموا هذا فقالوا لا حاجةلنا فيه و قد كان علي (ع) يأخذ من كل عامل مما يعمل فضحك و قال ليؤخذن شره مع خيره .و روى عبد الرحمن بن عجلان قال كان عليع يقسم بين الناس الأبزار و الحرف و الكمون و كذا و كذا. و روى مجمع التيميقال كان علي (ع) يكنس بيت المال كل جمعة و يصلي فيه ركعتين و يقول ليشهد لي يوم القيامة .و روى بكر بن عيسىعن عاصم بن كليب الجرمي عن أبيه قال شهدت عليا (ع) و قد جاءه مال من الجبل فقام وقمنا معه و جاء الناس يزدحمون فأخذ حبالا فوصلها بيده و عقد بعضها إلى بعض ثمأدارها حول المال و قال لا أحل لأحد أن يجاوز هذا الحبل قال فقعد الناس كلهم منوراء الحبل و دخل هو فقال أين رءوس الأسباع و كانت الكوفة يومئذ أسباعا فجعلوايحملون هذه الجوالق إلى هذه الجوالق و هذا إلى هذا حتى استوت القسمة سبعة أجزاء ووجد مع المتاع[200]
رغيف فقال اكسروه سبع كسر و ضعوا علىكل جزء كسرة ثم قال هذا جناي و خياره فيه ** إذ كل جان يده إلى فيه ثم أقرع عليها و دفعها إلى رءوس الأسباع فجعل كل رجل منهم يدعوقومه فيحملون الجواليق . و روى مجمع عن أبيرجاء قال أخرج علي (ع) سيفا إلى السوق فقال من يشتري مني هذا فو الذي نفس علي بيدهلو كان عندي ثمن إزار ما بعته فقلت له أنا أبيعك إزارا و أنسئك ثمنه إلى عطائكفدفعت إليه إزارا إلى عطائه فلما قبض عطاءه دفع إلي ثمن الإزار.و روى هارون بن سعيدقال قال عبد الله بن جعفر بن أبي طالب لعلي (ع) يا أمير المؤمنين لو أمرت لي بمعونةأو نفقة فو الله ما لي نفقة إلا أن أبيع دابتي فقال لا و الله ما أجد لك شيئا إلاأن تأمر عمك أن يسرق فيعطيك .و روى بكر بن عيسىقال كان علي (ع) يقول يا أهل الكوفة إذا أنا خرجت من عندكم بغير راحلتي و رحلي وغلامي فلان فأنا خائن فكانت نفقته تأتيه من غلته بالمدينة بينبع و كان يطعم الناسمنها الخبز و اللحم و يأكل هو الثريد بالزيت . و روى أبو إسحاقالهمداني أن امرأتين أتتا عليا (ع) إحداهما من العرب و الأخرى من الموالي فسألتاهفدفع إليهما دراهم و طعاما بالسواء فقالت إحداهما[201]
إني امرأة من العرب و هذه من العجم فقال إني و الله لا أجد لبني إسماعيل في هذا الفي ء فضلا على بني إسحاق .و روى معاوية بنعمار عن جعفر بن محمد (ع) قال ما اعتلج على علي (ع) أمران في ذات الله إلا أخذ بأشدهماو لقد علمتم أنه كان يأكل يا أهل الكوفة عندكم من ماله بالمدينة و أن كان ليأخذالسويق فيجعله في جراب و يختم عليه مخافة أن يزاد عليه من غيره و من كان أزهد فيالدنيا من علي (ع) .و روى النضر بنمنصور عن عقبة بن علقمة قال دخلت على علي (ع) فإذا بين يديه لبن حامض آذتني حموضته وكسر يابسة فقلت يا أمير المؤمنين أ تأكل مثل هذا فقال لي يا أبا الجنوب كان رسولالله يأكل أيبس من هذا و يلبس أخشن من هذا و أشار إلى ثيابه فإن أنا لم آخذ بماأخذ به خفت ألا ألحق به .و روى عمران بنمسلمة عن سويد بن علقمة قال دخلت على علي (ع) بالكوفة فإذا بين يديه قعب لبن أجدريحه من شدة حموضته و في يده رغيف ترى قشار الشعير على وجهه و هو يكسره و يستعينأحيانا بركبته و إذا جاريته فضة قائمة على رأسه فقلت يا فضة أ ما تتقون الله فيهذا الشيخ أ لا نخلتم دقيقه فقالت إنا نكره أن نؤجر و يأثم نحن قد أخذ علينا ألاننخل له دقيقا ما صحبناه قال و علي (ع) لا يسمع ما تقول فالتفت إليها فقال ما تقولينقالت سله فقال لي ما قلت لها قال فقلت إني قلت لها لو نخلتم دقيقه فبكى ثم قالبأبي و أمي من لم يشبع ثلاثا متوالية من خبز بر حتى فارق الدنيا و لم ينخل دقيقهقال يعني رسول الله (ص) .[202]
و روى يوسف بن يعقوب عن صالح بياع الأكسية أن جدته لقيت عليا (ع) بالكوفةو معه تمر يحمله فسلمت عليه و قالت له أعطني يا أمير المؤمنين هذا التمر أحمله عنكإلى بيتك فقال أبو العيال أحق بحمله قالت ثم قال لي أ لا تأكلين منه فقلت لا أريدقالت فانطلق به إلى منزله ثم رجع مرتديا بتلك الشملة و فيها قشور التمر فصلىبالناس فيها الجمعة . و روى محمد بن فضيلبن غزوان قال قيل لعلي (ع) كم تتصدق كم تخرج مالك أ لا تمسك قال إني و الله لو أعلمأن الله تعالى قبل مني فرضا واحدا لأمسكت و لكني و الله ما أدري أ قبل مني سبحانهشيئا أم لا .روى عنبسة العابد عنعبد الله بن الحسين بن الحسن قال أعتق علي (ع) في حياة رسول الله (ص) ألف مملوك ممامجلت يداه و عرق جبينه و لقد ولي الخلافة و أتته الأموال فما كان حلواه إلا التمرو لا ثيابه إلا الكرابيس .و روى العوام بنحوشب عن أبي صادق قال تزوج علي (ع) ليلى بنت مسعود النهشلية فضربت له في داره حجلةفجاء فهتكها و قال حسب أهل علي ما هم فيه .و روى حاتم بنإسماعيل المدني عن جعفر بن محمد (ع) قال ابتاع علي (ع) في خلافته قميصا سملا بأربعةدراهم ثم دعا الخياط فمد كم القميص و أمره بقطع ما جاوز الأصابع.و إنما ذكرنا هذه الأخبار و الروايات وإن كانت خارجة عن مقصد الفصل لأن الحال اقتضى ذكرها من حيث أردنا أن نبين أن أميرالمؤمنين (ع) لم يكن[203]
يذهب في خلافته مذهب الملوك الذينيصانعون بالأموال و يصرفونها في مصالح ملكهم و ملاذ أنفسهم و أنه لم يكن من أهلالدنيا و إنما كان رجلا متألها صاحب حق لا يريد بالله و رسوله بدلا. وروى علي بن محمد بنأبي يوسف المدائني أن طائفة من أصحاب علي (ع) مشوا إليه فقالوا يا أمير المؤمنين أعطهذه الأموال و فضل هؤلاء الأشراف من العرب و قريش على الموالي و العجم و استمل منتخاف خلافه من الناس و فراره و إنما قالوا له ذلك لما كان معاوية يصنع في المالفقال لهم أ تأمرونني أن أطلب النصر بالجور لا و الله لا أفعل ما طلعت شمس و ما لاحفي السماء نجم و الله لو كان المال لي لواسيت بينهم فكيف و إنما هي أموالهم ثم سكتطويلا واجما ثم قال الأمر أسرع من ذلك قالها ثلاثا .[204]
35- و من خطبة له (ع) بعد التحكيم :
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ إِنْ أَتَىالدَّهْرُ بِالْخَطْبِ الْفَادِحِ وَ الْحَدَثِ الْجَلِيلِ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَاإِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَيْسَ مَعَهُ إِلَهٌ غَيْرُهُوَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ (ص) أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ مَعْصِيَةَالنَّاصِحِ الشَّفِيقِ الْعَالِمِ الْمُجَرِّبِ تُورِثُ الْحَسْرَةَ وَ تُعْقِبُالنَّدَامَةَ وَ قَدْ كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ فِي هَذِهِ الْحُكُومَةِ أَمْرِي وَنَخَلْتُ لَكُمْ مَخْزُونَ رَأْيِي لَوْ كَانَ يُطَاعُ لِقَصِيرٍ أَمْرٌفَأَبَيْتُمْ عَلَيَّ إِبَاءَ الْمُخَالِفِينَ الْجُفَاةِ وَ الْمُنَابِذِينَالْعُصَاةِ حَتَّى ارْتَابَ النَّاصِحُ بِنُصْحِهِ وَ ضَنَّ الزَّنْدُ بِقَدْحِهِفَكُنْتُ أَنَا وَ إِيَّاكُمْ كَمَا قَالَ أَخُو هَوَازِنَ أَمَرْتُكُمْ أَمْرِي بِمُنْعَرَجِاللِّوَى ** فَلَمْ تَسْتَبِينُوا النُّصْحَ إِلَّا ضُحَى الْغَدِ الخطب الفادح الثقيلو نخلت لكم أي أخلصته من نخلت الدقيق بالمنخل. و قوله الحمد لله و إن أتى الدهر أيأحمده على كل حال من السراء و الضراء. و قوله لو كان يطاع لقصير أمر فهو قصير صاحبجذيمة و حديثة مع جذيمة و مع الزباء مشهور فضرب المثل لكل ناصح يعصى بقصير.
[205]
و قوله حتى ارتاب الناصح بنصحه و ضن الزند بقدحهيشير إلى نفسه يقول خالفتموني حتى ظننت أن النصح الذي نصحتكم به غير نصح ولإطباقكم و إجماعكم على خلافي و هذا حق لأن ذا الرأي الصواب إذا كثر مخالفوه يشكفي نفسه. و أما ضن الزند بقدحه فمعناه أنه لم يقدح لي بعد ذلك رأي صالح لشدة مالقيت منكم من الإباء و الخلاف و العصيان و هذا أيضا حق لأن المشير الناصح إذا اتهمو استغش عمي قلبه و فسد رأيه. و أخو هوازن صاحب الشعر هو دريد بن الصمة و الأبياتمذكورة في الحماسة و أولها :نصحت لعارض و أصحاب عارض ** و رهط بني السوداء و القوم شهدي فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج ** سراتهم في الفارسي المسرد أمرتهم أمري بمنعرج اللوى ** فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد فلما عصوني كنت منهم و قد ** أرى غوايتهم و أنني غير مهتد و ما أنا إلا من غزية إن غوت ** غويت و إن ترشد غزية أرشد[206]
و هذه الألفاظ من خطبة خطب بها (ع) بعد خديعة ابن العاص لأبي موسى و افتراقهما و قبل وقعة النهروان .قصة التحكيم ثم ظهور أمر الخوارج :
و يجب أن نذكر في هذا الفصل أمر التحكيمكيف كان و ما الذي دعا إليه فنقول إن الذي دعا إليه طلب أهل الشام له و اعتصامهمبه من سيوف أهل العراق فقد كانت أمارات القهر و الغلبة لاحت و دلائل النصر و الظفروضحت فعدل أهل الشام عن القراع إلى الخداع و كان ذلك برأي عمرو بن العاص. و هذهالحال وقعت عقيب ليلة الهرير و هي الليلة العظيمة التي يضرب بها المثل.و نحن نذكرما أورده نصر بن مزاحم في كتاب صفين في هذا المعنى فهو ثقة ثبت صحيح النقل غيرمنسوب إلى هوى و لا إدغال و هو من رجال أصحاب الحديث قال نصر حدثنا عمرو بن شمرقال حدثني أبو ضرار قال حدثني عمار بن ربيعة قال غلس علي (ع) بالناس صلاة الغداة يومالثلاثاء عاشر شهر ربيع الأول سنة سبع و ثلاثين و قيل عاشر شهر صفر ثم زحف إلى أهلالشام بعسكر العراق و الناس على راياتهم و أعلامهم و زحف إليهم أهل الشام و قدكانت الحرب أكلت الفريقين و لكنها