شرح نهج البلاغة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغة - جلد 2

ابن ابی الحدید المعتزلی؛ محقق: محمد ابوالفضل ابراهیم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


أحببت أهل الشام من بين الملا ** و بكيت من أسف على عثمان

أرضا مقدسة و قوما منهم ** أهل اليقين و تابعو الفرقان

و ذكر أبو أحمد العسكري في كتاب الأماليأن سعد بن أبي وقاص دخل على معاوية عام الجماعة فلم يسلم عليه بإمرة المؤمنين فقالله معاوية لو شئت أن تقول في سلامك غير هذا لقلت فقال سعد نحن المؤمنون و لم نؤمرككأنك قد بهجت بما أنت فيه يا معاوية و الله ما يسرني ما أنت فيه و أني هرقت المحجمةدم قال و لكني و ابن عمك عليا يا أبا إسحاق قد هرقنا أكثر من محجمة و محجمتين هلمفاجلس معي على السرير فجلس معه فذكر له معاوية اعتزاله الحرب يعاتبه فقال سعد إنماكان مثلي و مثل الناس كقوم أصابتهم ظلمة فقال واحد منهم لبعيره إخ فأناخ حتى أضاءله الطريق

[264]

فقال معاوية و الله يا أبا إسحاق ما فيكتاب الله إخ و إنما فيه
وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوافَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُواالَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِي ءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ

فو الله ما قاتلت الباغية ولا المبغي عليها فأفحمه.

و زاد ابن ديزيل في هذا الخبر زيادة ذكرها في كتاب صفينقال فقال سعد أ تأمرني أن أقاتل رجلا قال له رسول الله (ص)

أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنهلا نبي بعدي .

فقال معاوية من سمع هذا معك قال فلان و فلانو أم سلمة فقال معاوية لو كنت سمعت هذا لما قاتلته .

[265]

36- و من خطبة له (ع) في تخويف أهل النهروان :


فَأَنَا نَذِيرٌ لَكُمْ أَنْ تُصْبِحُواصَرْعَى بِأَثْنَاءِ هَذَا النَّهَرِ وَ بِأَهْضَامِ هَذَا الْغَائِطِ عَلَىغَيْرِ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ لَا سُلْطَانٍ مُبِينٍ مَعَكُمْ قَدْطَوَّحَتْ بِكُمُ الدَّارُ وَ احْتَبَلَكُمُ الْمِقْدَارُ وَ قَدْ كُنْتُنَهَيْتُكُمْ عَنْ هَذِهِ الْحُكُومَةِ فَأَبَيْتُمْ عَلَيَّ إِبَاءَالْمُخَالِفِينَ حَتَّى صَرَفْتُ رَأْيِي إِلَى هَوَاكُمْ وَ أَنْتُمْ مَعَاشِرُأَخِفَّاءُ الْهَامِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ وَ لَمْ آتِ لَا أَبَا لَكُمْ بُجْراًوَ لَا أَرَدْتُ بِكُمْ ضُرّاً .

الأهضام جمع هضم و هو المطمئن من الواديو الغائط ما سفل من الأرض. و احتبلكم المقدار أوقعكم في الحبالة. و البجر الداهيةو الأمر العظيم و يروى هجرا و هو المستقبح من القول و يروى عرا و العر قروح فيمشافر الإبل و يستعار للداهية .

أخبار الخوارج :


قد تظافرت الأخبار حتى بلغت حد التواتربما وعد الله تعالى قاتلي الخوارج من الثواب على لسان رسوله (ص) .

و في الصحاح المتفق عليها أن

[266]

رسول الله (ص) بينا هو يقسم قسما جاء رجل من بني تميميدعى ذا الخويصرة فقال اعدل يا محمد فقال (ع) قد عدلت فقال له ثانية اعدل يا محمدفإنك لم تعدل فقال (ص) ويلك و من يعدل إذا لم أعدل فقام عمر بن الخطاب فقال يا رسولالله ائذن لي أضرب عنقه فقال دعه فسيخرج من ضئضئ هذا قوم يمرقون من الدين كما يمرقالسهم من الرمية ينظر أحدكم إلى نصله فلا يجد شيئا فينظر إلى نضيه فلا يجد شيئا ثمينظر إلى القذذ فكذلك سبق الفرث و الدم يخرجون على حين فرقة من الناس تحتقر صلاتكمفي جنب صلاتهم و صومكم عند صومهم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم آيتهم رجل أسودأو قال أدعج مخدج اليد إحدى يديه كأنها ثدي امرأة أو بضعة تدردر .

و في بعض الصحاح أن رسول الله (ص) قاللأبي بكر و قد غاب الرجل

[267]

عن عينه قم إلى هذا فاقتلهفقام ثم عاد و قال وجدته يصلي فقال لعمر مثل ذلك فعاد و قال وجدته يصلي فقال لعليع مثل ذلك فعاد فقال لم أجده فقال رسول الله (ص) لو قتل هذا لكان أول فتنة و آخرهاأما إنه سيخرج من ضئضئ هذا قوم .الحديث.

و في بعض الصحاح يقتلهم أولىالفريقين بالحق.

و في مسند أحمد بن حنبل عن مسروق قالقالت لي عائشة إنك من ولدي و من أحبهم إلي فهل عندك علم من المخدج فقلت نعم قتلهعلي بن أبي طالب على نهر يقال لأعلاه تامرا و لأسفله النهروان بين لخاقيق و طرفاءقالت ابغني على ذلك بينة فأقمت رجالا شهدوا عندها بذلك قال فقلت لها سألتك بصاحبالقبر ما الذي سمعت من رسول الله (ص) فيهم فقالت نعم سمعته يقول إنهم شر الخلق والخليقة يقتلهم خير الخلق و الخليقة و أقربهم عند الله وسيلة .

و في كتاب صفين للواقدي عن علي (ع) لو لاأن تبطروا فتدعوا العمل لحدثتكم بما سبق على لسان رسول الله (ص) لمن قتل هؤلاء .

و فيه قال علي (ع) إذا حدثتكم عن رسولالله (ص) فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب على رسول الله (ص) و إذا حدثتكم فيمابيننا عن نفسي فإن الحرب خدعة و إنما أنا رجل محارب سمعت رسول الله (ص) يقول يخرج فيآخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام قولهم من خير

[268]

أقوال أهل البرية صلاتهم أكثر من صلاتكم و قراءتهم أكثر من قراءتكم لا يجاوزإيمانهم تراقيهم أو قال حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميةفاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة .

و في كتاب صفين أيضا للمدائني عن مسروقأن عائشة قالت له لما عرفت أن عليا (ع) قتل ذا الثدية لعن الله عمرو بن العاص فإنهكتب إلي يخبرني أنه قتله بالإسكندرية ألا إنه ليس يمنعني ما في نفسي أن أقول ماسمعته من رسول الله (ص) يقول :

يقتله خير أمتي من بعدي .

و ذكر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري فيالتاريخ أن عليا (ع) لما دخل الكوفة دخلها معه كثير من الخوارج و تخلف منهم بالنخيلةو غيرها خلق كثير لم يدخلوها فدخل حرقوص بن زهير السعدي و زرعة بن البرج الطائي وهما من رءوس الخوارج على علي (ع) فقال له حرقوص تب من خطيئتك و اخرج بنا إلى معاويةنجاهده فقال له علي (ع) إني كنت نهيتكم عن الحكومة فأبيتم ثم الآن تجعلونها ذنبا أماإنها ليست بمعصية و لكنها عجز من الرأي و ضعف في التدبير و قد نهيتكم عنه فقالزرعة أما و الله لئن لم تتب من تحكيمك الرجال لأقتلنك أطلب بذلك وجه الله و رضوانهفقال علي (ع) بؤسا لك ما أشقاك كأني بك قتيلا تسفي عليك الرياح قال زرعة وددت أنهكان ذلك.

قال و خرج علي (ع) يخطب الناس فصاحوا به من جوانب المسجد

[269]

لا حكم إلا لله و صاح به رجل منهم واضع إصبعه في أذنيه فقال و لقد أوحيإليك و إلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك و لتكونن من الخاسرين فقال له عليع فاصبر إن وعد الله حق و لا يستخفنك الذين لا يوقنون. و روى ابن ديزيل في كتابصفين قال كانت الخوارج في أول ما انصرفت عن رايات علي (ع) تهدد الناس قتلا قال فأتتطائفة منهم على النهر إلى جانب قرية فخرج منها رجل مذعورا آخذا بثيابه فأدركوهفقالوا له رعبناك قال أجل فقالوا له قد عرفناك أنت عبد الله بن خباب صاحب رسول اللهص قال نعم قالوا فما سمعت من أبيك يحدث عن رسول الله ص .

قال ابن ديزيل فحدثهم أن رسول الله صقال إن فتنة جائية القاعد فيها خير من القائم .

الحديث.و قال غيره بل حدثهم أن طائفةتمرق من الدين كما يمرق السهم من الرمية يقرءون القرآن صلاتهم أكثر من صلاتكم . الحديث . فضربوا رأسه فسال دمه في النهرما امذقر أي ما اختلط بالماء كأنه شراك ثم دعوا بجارية له حبلى فبقروا عما في بطنها .

و روى ابن ديزيل قال عزم علي (ع) علىالخروج من الكوفة إلى الحرورية و كان في أصحابه منجم فقال له يا أمير المؤمنين لاتسر في هذه الساعة

[270]

و سر على ثلاث ساعات مضين منالنهار فإنك إن سرت في هذه الساعة أصابك و أصحابك أذى و ضر شديد و إن سرت في الساعة التي أمرتك بها ظفرت و ظهرت و أصبت ما طلبت فقال له علي (ع) أ تدري ما في بطنفرسي هذه أ ذكر هو أم أنثى قال إن حسبت علمت فقال علي (ع) من صدقك بهذا فقد كذببالقرآن قال الله تعالى
إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَ يُنَزِّلُالْغَيْثَ وَ يَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ

الآية ثم قال (ع) إن محمدا (ص) ما كان يدعيعلم ما ادعيت علمه أ تزعم أنك تهدي إلى الساعة التي يصيب النفع من سار فيها و تصرفعن الساعة التي يحيق السوء بمن سار فيها فمن صدقك بهذا فقد استغنى عن الاستعانةبالله جل ذكره في صرف المكروه عنه و ينبغي للموقن بأمرك أن يوليك الحمد دون اللهجل جلاله لأنك بزعمك هديته إلى الساعة التي يصيب النفع من سار فيها و صرفته عنالساعة التي يحيق السوء بمن سار فيها فمن آمن بك في هذا لم آمن عليه أن يكون كمناتخذ من دون الله ضدا و ندا اللهم لا طير إلا طيرك و لا ضر إلا ضرك و لا إله غيركثم قال نخالف و نسير في الساعة التي نهيتنا عنها ثم أقبل على الناس فقال أيهاالناس إياكم و التعلم للنجوم إلا ما يهتدى به في ظلمات البر و البحر إنما المنجمكالكاهن و الكاهن كالكافر و الكافر في النار أما و الله لئن بلغني أنك تعملبالنجوم لأخلدنك السجن أبدا ما بقيت و لأحرمنك العطاء ما كان لي من سلطان ثم سارفي الساعة التي نهاه عنها المنجم فظفر بأهل النهر و ظهر عليهم ثم قال لو سرنا في الساعةالتي أمرنا بها المنجم لقال الناس سار في الساعة التي أمر بها المنجم فظفر و ظهرأما إنه ما كان لمحمد (ص) منجم و لا لنا من بعده حتى فتح الله علينا بلاد كسرى وقيصر أيها الناس توكلوا على الله و ثقوا به فإنه يكفي ممن سواه .

[271]

قال فروى مسلم الضبي عن حبة العرني قال لما انتهينا إليهم رمونا فقلنالعلي (ع) يا أمير المؤمنين قد رمونا فقال لنا كفوا ثم رمونا فقال لنا (ع) كفوا ثمالثالثة فقال الآن طاب القتال احملوا عليهم.

و روى أيضا عن قيس بن سعد بن عبادة أنعليا (ع) لما انتهى إليهم قال لهم أقيدونا بدم عبد الله بن خباب فقالوا كلنا قتلهفقال احملوا عليهم و ذكر أبو هلال العسكري في كتاب الأوائل أن أول من قال لا حكمإلا لله عروة بن حدير قالها بصفين و قيل زيد بن عاصم المحاربي قال و كان أميرهمأول ما اعتزلوا ابن الكواء ثم بايعوا لعبد الله بن وهب الراسبي و كان أحد الخطباءفقال لهم عند بيعتهم إياه إياكم و الرأي الفطير و الكلام الفضيب دعوا لرأي يغب فإنغبوبه يكشف للمرء عن قضته و ازدحام الجواب مضلة للصواب و ليس الرأي بالارتجال و لاالحزم بالاقتضاب فلا تدعونكم السلامة من خطأ موبق و غنيمة نلتموها من غير صواب إلىمعاودته و التماس الربح من جهته إن الرأي ليس بنهنهي و لا هو ما أعطتك البديهة وإن خمير الرأي خير من فطيره و رب شي ء غابه خير من طريئه و تأخيره خير من تقديمه.

و ذكر المدائني في كتاب الخوارج قال لما خرج علي (ع) إلى أهل النهر أقبل رجل منأصحابه ممن كان على مقدمته يركض حتى انتهى إلى علي (ع)

[272]

فقال البشرى يا أمير المؤمنين قال ما بشراك قال إن القوم عبروا النهر لما بلغهموصولك فأبشر فقد منحك الله أكتافهم فقال له آلله أنت رأيتهم قد عبروا قال نعمفأحلفه ثلاث مرات في كلها يقول نعم فقال علي (ع) و الله ما عبروه و لن يعبروه و إنمصارعهم لدون النطفة و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لن يبلغوا الأثلاث و لا قصربوازن حتى يقتلهم الله و قد خاب من افترى قال ثم أقبل فارس آخر يركض فقال كقولالأول فلم يكترث علي (ع) بقوله و جاءت الفرسان تركض كلها تقول مثل ذلك فقام علي (ع) فجال في متن فرسه قال فيقول شاب من الناس و الله لأكونن قريبا منه فإن كانوا عبرواالنهر لأجعلن سنان هذا الرمح في عينه أ يدعي علم الغيب فلما انتهى (ع) إلى النهر وجدالقوم قد كسروا جفون سيوفهم و عرقبوا خيلهم و جثوا على ركبهم و حكموا تحكيمة واحدةبصوت عظيم له زجل فنزل ذلك الشاب فقال يا أمير المؤمنين إني كنت شككتك فيك آنفا وإني تائب إلى الله و إليك فاغفر لي فقال علي (ع) إن الله هو الذي يغفر الذنوبفاستغفره.

و ذكر أبو العباس محمد بن يزيد المبرد في الكامل قال لما واقفهم علي (ع) بالنهروان قال لا تبدءوهم بقتال حتى يبدءوكم فحمل منهم رجل على صف علي (ع) فقتل منهمثلاثة ثم قال :

أقتلهم و لا أرى عليا ** و لو بدا أوجرتهالخطيا

فخرج إليه علي (ع) فضربه فقتله فلما خالطهسيفه قال يا حبذا الروحة إلى الجنة فقال عبد الله بن وهب و الله ما أدري إلى الجنةأم إلى النار فقال رجل منهم

[273]

من بني سعد إنما حضرتاغترارا بهذا الرجل يعني عبد الله و أراه قد شك و اعتزل عن الحرب بجماعة من الناسو مال ألف منهم إلى جهة أبي أيوب الأنصاري و كان على ميمنة علي (ع) فقال علي (ع) لأصحابه احملوا عليهم فو الله لا يقتل منكم عشرة و لا يسلم منهم عشرة فحمل عليهمفطحنهم طحنا قتل من أصحابه (ع) تسعة و أفلت من الخوارج ثمانية و ذكر أبو العباس وذكر غيره أيضا أن أمير المؤمنين (ع) لما وجه إليهم عبد الله بن عباس ليناظرهم قاللهم ما الذي نقمتم على أمير المؤمنين قالوا له قد كان للمؤمنين أميرا فلما حكم فيدين الله خرج من الإيمان فليتب بعد إقراره بالكفر نعد إليه قال ابن عباس ما ينبغيلمؤمن لم يشب إيمانه بشك أن يقر على نفسه بالكفر قالوا إنه حكم قال إن الله أمربالتحكيم في قتل صيد فقال يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ
فكيف في إمامة قدأشكلت على المسلمين فقالوا إنه حكم عليه فلم يرض فقال إن الحكومة كالإمامة و متىفسق الإمام وجبت معصيته و كذلك الحكمان لما خالفا نبذت أقاويلهما فقال بعضهم لبعضاجعلوا احتجاج قريش حجة عليهم فإن هذا من الذين قال الله فيهم بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ و قال جل ثناؤه وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا.

قال أبو العباس و يقالإن أول من حكم عروة بن أدية و أدية جدة له جاهلية و هو عروة بن حدير أحد بني ربيعةبن حنظلة و قال قوم أول من حكم رجل من بني

[274]

محارب بن خصفة بن قيس بن عيلان يقال له سعيد و لم يختلفوا في اجتماعهم على عبد الله بن وهبالراسبي و أنه امتنع عليهم و أومأ إلى غيره فلم يقنعوا إلا به فكان إمام القوم وكان يوصف برأي فأما أول سيف سل من سيوف الخوارج فسيف عروة بن أدية و ذاك أنه أقبلعلى الأشعث فقال له ما هذه الدنية يا أشعث و ما هذا التحكيم أ شرط أوثق من شرطالله عز و جل ثم شهر عليه السيف و الأشعث مول فضرب به عجز بغلته. قال أبو العباس وعروة بن حدير هذا من النفر الذين نجوا من حرب النهروان فلم يزل باقيا مدة من أياممعاوية ثم أتي به زياد و معه مولى له فسأله عن أبي بكر و عمر فقال خيرا فقال لهفما تقول في أمير المؤمنين عثمان و في أبي تراب فتولى عثمان ست سنين من خلافته ثمشهد عليه بالكفر و فعل في أمر علي (ع) مثل ذلك إلى أن حكم ثم شهد عليه بالكفر ثمسأله عن معاوية فسبه سبا قبيحا ثم سأله عن نفسه فقال له أولك لزنية و آخرك لدعوة وأنت بعد عاص لربك فأمر به فضربت عنقه ثم دعا مولاه فقال له صف لي أموره قال أ أطنبأم أختصر قال بل اختصر قال ما أتيته بطعام بنهار قط و لا فرشت له فراشا بليل قط.

قال أبو العباس و سبب تسميتهم الحرورية أن عليا (ع) لما ناظرهم بعد مناظرة ابن عباسإياهم كان فيما قال لهم أ لا تعلمون أن هؤلاء القوم لما رفعوا المصاحف قلت لكم إنهذه مكيدة و وهن و إنهم لو قصدوا إلى حكم المصاحف لأتوني و سألوني التحكيم أفتعلمون أن أحدا كان أكره للتحكيم مني قالوا صدقت قال فهل تعلمون أنكم استكرهتمونيعلى ذلك حتى أجبتكم إليه فاشترطت أن حكمهما نافذ ما حكما .

[275]

بحكم الله فمتى خالفاه فأنا و أنتم من ذلك برآء و أنتم تعلمون أن حكمالله لا يعدوني قالوا اللهم نعم قال و كان معهم في ذلك الوقت ابن الكواء قال و هذامن قبل أن يذبحوا عبد الله بن خباب و إنما ذبحوه في الفرقة الثانية بكسكر فقالواله حكمت في دين الله برأينا و نحن مقرون بأنا كنا كفرنا و لكنا الآن تائبون فأقربمثل ما أقررنا به و تب ننهض معك إلى الشام فقال أ ما تعلمون أن الله تعالى قد أمربالتحكيم في شقاق بين الرجل و امرأته فقال سبحانه
فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْأَهْلِهِ وَ حَكَماً مِنْ أَهْلِها
و في صيد أصيب كأرنب يساوي نصف درهم فقال يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ
فقالوا له فإن عمرا لما أبى عليك أن تقول فيكتابك هذا ما كتبه عبد الله علي أمير المؤمنين محوت اسمك من الخلافة و كتبت علي بنأبي طالب فقد خلعت نفسك فقال لي في رسول الله (ص) عليه أسوة حين أبى عليه سهيل بنعمرو أن يكتب هذا كتاب كتبه محمد رسول الله (ص) و سهيل بن عمرو و قال له لو أقررتبأنك رسول الله ما خالفتك و لكني أقدمك لفضلك فاكتب محمد بن عبد الله فقال لي ياعلي امح رسول الله فقلت يا رسول الله لا تشجعني نفسي على محو اسمك من النبوة قالفقضى عليه فمحاه بيده ثم قال اكتب محمد بن عبد الله ثم تبسم إلي و قال يا علي أماإنك ستسام مثلها فتعطي فرجع معه منهم ألفان من حروراء و قد كانوا تجمعوا بها فقاللهم علي ما نسميكم ثم قال أنتم الحرورية لاجتماعكم بحروراء و روى جميع أهل السيركافة أن عليا (ع) لما طحن القوم طلب ذا الثدية طلبا

[276]

شديدا و قلب القتلى ظهرا لبطن فلم يقدر عليه فساءه ذلك و جعل يقول و الله ماكذبت و لا كذبت اطلبوا الرجل و إنه لفي القوم فلم يزل يتطلبه حتى وجده و هو رجلمخدج اليد كأنها ثدي في صدره. و روى إبراهيم بن ديزيل في كتاب صفين عن الأعمش عنزيد بن وهب قال لما شجرهم علي (ع) بالرماح قال اطلبوا ذا الثدية فطلبوه طلبا شديداحتى وجدوه في وهدة من الأرض تحت ناس من القتلى فأتي به و إذا رجل على ثديه مثلسبلات السنور فكبر علي (ع) و كبر الناس معه سرورا بذلك.

و روى أيضا عن مسلم الضبي عنحبة العرني قال كان رجلا أسود منتن الريح له ثدي كثدي المرأة إذا مدت كانت بطولاليد الأخرى و إذا تركت اجتمعت و تقلصت و صارت كثدي المرأة عليها شعرات مثل شواربالهرة فلما وجدوه قطعوا يده و نصبوها على رمح ثم جعل علي (ع) ينادي صدق الله و بلغرسوله لم يزل يقول ذلك هو و أصحابه بعد العصر إلى أن غربت الشمس أو كادت.

و روىابن ديزيل أيضا قال لما عيل صبر علي (ع) في طلب المخدج قال ائتوني ببغلة رسول الله صفركبها و اتبعه الناس فرأى القتلى و يقول اقلبوا فيقلبون قتيلا عن قتيل حتىاستخرجوه فسجد علي ع.

و روى كثير من الناس أنه لما دعا بالبغلة ليركبها قال ائتونيبها فإنها هادئة فوقفت به على المخدج فأخرجه من تحت قتلى كثيرين.

و روى العوام بنحوشب عن أبيه عن جده يزيد بن رويم قال قال علي (ع)

[277]

يقتل اليوم أربعة آلاف من الخوارج أحدهم ذو الثدية فلما طحن القوم و راماستخراج ذي الثدية فأتبعه أمرني أن أقطع له أربعة آلاف قصبة و ركب بغلة رسول اللهص و قال اطرح على كل قتيل منهم قصبة فلم أزل كذلك و أنا بين يديه و هو راكب خلفي والناس يتبعونه حتى بقيت في يدي واحدة فنظرت إليه و إذا وجهه أربد و إذا هو يقول والله ما كذبت و لا كذبت فإذا خرير ماء عند موضع دالية فقال فتش هذا ففتشته فإذاقتيل قد صار في الماء و إذا رجله في يدي فجذبتها و قلت هذه رجل إنسان فنزل عنالبغلة مسرعا فجذب الرجل الأخرى و جررناه حتى صار على التراب فإذا هو المخدج فكبرعلي (ع) بأعلى صوته ثم سجد فكبر الناس كلهم.

و قد روى كثير منالمحدثين أن النبي (ص) قال لأصحابه يوما إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كماقاتلت على تنزيله فقال أبو بكر أنا يا رسول الله فقال لا فقال عمر أنا يا رسولالله فقال لا بل خاصف النعل و أشار إلى علي (ع) .

و قال أبو العباس في الكامل يقال إن أولمن لفظ بالحكومة و لم يشد بها رجل من بني سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر من بنيصريم يقال له الحجاج بن عبد الله و يعرف بالبرك و هو الذي ضرب آخرا معاوية علىأليته يقال إنه لما سمع بذكر الحكمين قال أ يحكم أمير المؤمنين الرجال في دين اللهلا حكم إلا لله فسمعه سامع فقال طعن و الله فأنفذ.

قال أبو العباس و أول من حكمبين الصفين رجل من بني يشكر بن بكر

[278]

بن وائل كان منأصحاب علي (ع) فحمل على رجل منهم فقتله غيلة ثم مرق بين الصفين يحكم و حمل على أصحابمعاوية فكثروه فرجع إلى ناحية علي (ع) فخرج إليه رجل من همدان فقتله فقال شاعر همدان :

و ما كان أغنى اليشكري عن التي ** تصلى بها جمرا من النار حاميا

غداة ينادي و الرماح تنوشه ** خلعت عليا بادئا و معاويا

قال أبو العباس و قدروى المحدثون أن رجلا تلا بحضرة علي (ع)
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَأَعْمالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً
فقال علي (ع) أهل حروراء منهم .

قال أبو العباس و منشعر أمير المؤمنين (ع) الذي لا اختلاف فيه أنه قاله و كان يردده أنهم لما ساموه أنهيقر بالكفر و يتوب حتى يسيروا معه إلى الشام فقال أ بعد صحبة رسول الله (ص) و التفقه في الدين أرجع كافرا ثم قال :

يا شاهد الله علي فاشهد ** أني على دين النبي أحمد

من شك في الله فإني مهتد

و ذكر أبو العباسأيضا في الكامل أن عليا (ع) في أول خروج القوم عليه دعا صعصعة بن صوحان العبدي و قدكان وجهه إليهم و زياد بن النضر الحارثي مع عبد الله بن عباس فقال لصعصعة بأيالقوم رأيتهم أشد إطافة قال بيزيد بن قيس الأرحبي فركب علي (ع) إلى حروراء فجعليتخللهم حتى صار إلى مضرب يزيد بن قيس فصلى فيه ركعتين ثم خرج فاتكأ على قوسه وأقبل

[279]

على الناس فقال هذا مقام من فلج فيه فلج يومالقيامة ثم كلمهم و ناشدهم فقالوا إنا أذنبنا ذنبا عظيما بالتحكيم و قد تبنا فتبإلى الله كما تبنا نعد لك فقال علي (ع) أنا أستغفر الله من كل ذنب فرجعوا معه و همستة آلاف فلما استقروا بالكوفة أشاعوا أن عليا (ع) رجع عن التحكيم و رآه ضلالا وقالوا إنما ينتظر أمير المؤمنين أن يسمن الكراع و تجبى الأموال ثم ينهض بنا إلىالشام فأتى الأشعث عليا (ع) فقال يا أمير المؤمنين إن الناس قد تحدثوا أنك رأيتالحكومة ضلالا و الإقامة عليها كفرا فقام علي (ع) يخطب فقال من زعم أني رجعت عنالحكومة فقد كذب و من رآها ضلالا فقد ضل فخرجت حينئذ الخوارج من المسجد فحكمت. قلتكل فساد كان في خلافة علي (ع) و كل اضطراب حدث فأصله الأشعث و لو لا محاقته أميرالمؤمنين (ع) في معنى الحكومة في هذه المرة لم تكن حرب النهروان و لكان أميرالمؤمنين (ع) ينهض بهم إلى معاوية و يملك الشام فإنه (ص) حاول أن يسلك معهم مسلك التعريض و المواربة .

و في المثل النبويصلوات الله على قائله

الحرب خدعة

.

و ذاك أنهم قالوا له تب إلى الله

[280]

مما فعلت كما تبنا ننهض معك إلى حرب أهل الشام فقاللهم كلمة مجملة مرسلة يقولها الأنبياء و المعصومون و هي قوله أستغفر الله من كلذنب فرضوا بها و عدوها إجابة لهم إلى سؤلهم وصفت له (ع) نياتهم و استخلص بها ضمائرهممن غير أن تتضمن تلك الكلمة اعترافا بكفر أو ذنب فلم يتركه الأشعث و جاء إليهمستفسرا و كاشفا عن الحال و هاتكا ستر التورية و الكناية و مخرجا لها من ظلمةالإجمال و ستر الحيلة إلى تفسيرها بما يفسد التدبير و يوغر الصدور و يعيد الفتنة ولم يستفسره (ع) عنها إلا بحضور من لا يمكنه أن يجعلها معه هدنة على دخن و لا ترقيقاعن صبوح و ألجأه بتضييق الخناق عليه إلى أن يكشف ما في نفسه و لا يترك الكلمة علىاحتمالها و لا يطويها على غرها فخطب بما صدع به عن صورة ما عنده مجاهرة فانتقض مادبره و عادت الخوارج إلى شبهتها الأولى و راجعوا التحكيم و المروق و هكذا الدولالتي تظهر فيها أمارات الانقضاء و الزوال يتاح لها أمثال الأشعث من أولي الفساد فيالأرض سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا
قال أبو العباس ثم مضى القوم إلى النهروان و قدكانوا أرادوا المضي إلى المدائن فمن طريف أخبارهم أنهم أصابوا في طريقهم مسلما و نصرانيا فقتلوا المسلم لأنه عندهم كافر إذ كان على خلاف معتقدهم و استوصوا بالنصراني و قالوا احفظوا ذمة نبيكم

[281]

قال أبو العباسو نحو ذلك أن واصل بن عطاء رحمه الله تعالى أقبل في رفقة فأحسوا بالخوارج فقالواصل لأهل الرفقة إن هذا ليس من شأنكم فاعتزلوا و دعوني و إياهم و كانوا قد أشرفواعلى العطب فقالوا شأنك فخرج إليهم فقالوا ما أنت و أصحابك فقال قوم مشركونمستجيرون بكم ليسمعوا كلام الله و يفهموا حدوده قالوا قد أجرناكم قال فعلمونافجعلوا يعلمونهم أحكامهم و يقول واصل قد قبلت أنا و من معي قالوا فامضوا مصاحبينفقد صرتم إخواننا فقال بل تبلغوننا مأمننا لأن الله تعالى يقول
وَ إِنْ أَحَدٌمِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّأَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ

قال فينظر بعضهم إلى بعض ثم قالوا ذاك لكم فساروا معهمبجمعهم حتى أبلغوهم المأمن.

/ 22