شرح نهج البلاغة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغة - جلد 2

ابن ابی الحدید المعتزلی؛ محقق: محمد ابوالفضل ابراهیم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


قال و قد ذكر صاحب كتاب العين أن الفلتة الأمر الذي يقع على غير إحكام فقد صح أنها موضوعةفي اللغة لهذا و إن جاز ألا تختص به بل تكون لفظة مشتركة.

و بعد فلو كان عمر لميرد بقوله توهين بيعة أبي بكر بل أراد ما ظنه المخالفون لكان ذلك عائدا عليهبالنقص لأنه وضع كلامه في غير موضعه و أراد شيئا فعبر عن خلافه فليس يخرج هذاالخبر من أن يكون طعنا على أبي بكر إلا بأن يكون طعنا على عمر.

و اعلم أنه لا يبعدأن يقال إن الرضا و السخط و الحب و البغض و ما شاكل ذلك من الأخلاق النفسانية و إنكانت أمورا باطنة فإنها قد تعلم و يضطر الحاضرون إلى تحصيلها بقرائن أحوال تفيدهمالعلم الضروري كما يعلم خوف الخائف و سرور المبتهج و قد يكون الإنسان عاشقا لآخرفيعلم المخالطون لهما ضرورة أنه يعشقه لما يشاهدونه من قرائن الأحوال و كذلك يعلممن قرائن أحوال العابد المجتهد في العبادة و صوم الهواجر و ملازمة الأوراد و سهرالليل أنه يتدين بذلك فغير منكر أن يقول قاضي القضاة رحمه الله

[36]

تعالى إن المعلوم ضرورة من حال عمر تعظيم أبي بكر و رضاه بخلافته و تدينهبذلك فالذي اعترضه رحمه الله تعالى به غير وارد عليه و أما الأخبار التي رواها عنعمر فأخبار غريبة ما رأيناها في الكتب المدونة و ما وقفنا عليها إلا من كتابالمرتضى و كتاب آخر يعرف بكتاب المسترشد لمحمد بن جرير الطبري و ليس هو محمد بنجرير صاحب التاريخ بل هو من رجال الشيعة و أظن أن أمه من بني جرير من مدينة آملطبرستان و بنو جرير الآمليون شيعة مستهترون بالتشيع فنسب إلى أخواله و يدل على ذلك شعر مروي له و هو :

بآمل مولدي و بنو جرير ** فأخوالي و يحكي المرء خاله

فمن يك رافضيا عن أبيه ** فإني رافضي عن كلاله

و أنت تعلم حال الأخبار الغريبة التي لاتوجد في الكتب المدونة كيف هي فأما إنكاره ما ذكره شيخنا أبو علي رحمه الله تعالىمن أن الفلتة هي آخر يوم من شوال و قوله إنا لا نعرفه فليس الأمر كذلك بل هو تفسيرصحيح ذكره الجوهري في كتاب الصحاح قال الفلتة آخر ليلة من كل شهر و يقال هي آخريوم من الشهر الذي بعده الشهر الحرام و هذا يدل على أن آخر يوم من شوال يسمى فلتةو كذلك آخر يوم من جمادى الآخرة و إنما التفسير الذي ذكره المرتضى غير معروف عندأهل اللغة.

و أما ما ذكره من إفساد حمل الفلتة في الخبر على هذه الوجوه المتأولةفجيد إلا أن الإنصاف أن عمر لم يخرج الكلام مخرج الذم لأمر أبي بكر و إنما أرادباللفظة محض حقيقتها في اللغة ذكر صاحب الصحاح أن الفلتة الأمر الذي يعمل فجأة من

[37]

غير تردد و لا تدبر و هكذا كانت بيعة أبي بكر لأنالأمر لم يكن فيها شورى بين المسلمين و إنما وقعت بغتة لم تمحص فيها الآراء و لميتناظر فيها الرجال و كانت كالشي ء المستلب المنتهب و كان عمر يخاف أن يموت عن غيروصية أو يقتل قتلا فيبايع أحد من المسلمين بغتة كبيعة أبي بكر فخطب بما خطب به وقال معتذرا إلا أنه ليس فيكم من تقطع إليه الأعناق كأبي بكر. و أيضا قول المرتضىقد يتفق من ظهور فضل غير أبي بكر و خوف الفتنة مثل ما اتفق لأبي بكر فلا يستحق القتلفإن لقائل أن يقول إن عمر لم يخاطب بهذا إلا أهل عصره و كان هو رحمه الله يذهب إلىأنه ليس فيهم كأبي بكر و لا من يحتمل له أن يبايع فلتة كما احتمل ذلك لأبي بكر فإناتفق أن يكون في عصر آخر بعد عصره من يظهر فضله و يكون في زمانه كأبي بكر في زمانهفهو غير داخل في نهي عمر و تحريمه.

و اعلم أن الشيعة لم تسلم لعمر أن بيعة أبي بكركانت فلتة قال محمد بن هانئ المغربي :

و لكن أمرا كان أبرم بينهم ** و إن قال قوم فلتة غير مبرم

و قال آخر :

زعموها فلتة فاجئة لا ** و رب البيت و الركن المشيد

إنما كانت أمورا نسجت ** بينهم أسبابها نسج البرود

و روى أبو جعفر أيضا في التاريخ أن رسولالله (ص) لما قبض اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة و أخرجوا سعد بن عبادة ليولوهالخلافة و كان

[38]

مريضا فخطبهم و دعاهم إلى إعطائهالرئاسة و الخلافة فأجابوه ثم ترادوا الكلام فقالوا فإن أبى المهاجرون و قالوا نحنأولياؤه و عترته فقال قوم من الأنصار نقول منا أمير و منكم أمير فقال سعد فهذا أولالوهن و سمع عمر الخبر فأتى منزل رسول الله (ص) و فيه أبو بكر فأرسل إليه أن اخرجإلي فأرسل أني مشغول فأرسل إليه عمر أن اخرج فقد حدث أمر لا بد أن تحضره فخرج فأعلمهالخبر فمضيا مسرعين نحوهم و معهما أبو عبيدة فتكلم أبو بكر فذكر قرب المهاجرين منرسول الله (ص) و أنهم أولياؤه و عترته ثم قال نحن الأمراء و أنتم الوزراء لا نفتاتعليكم بمشورة و لا نقضي دونكم الأمور.

فقام الحباب بن المنذر بن الجموح فقال يامعشر الأنصار املكوا عليكم أمركم فإن الناس في ظلكم و لن يجترئ مجترئ على خلافكم ولا يصدر أحد إلا عن رأيكم أنتم أهل العزة و المنعة و أولو العدد و الكثرة و ذووالبأس و النجدة و إنما ينظر الناس ما تصنعون فلا تختلفوا فتفسد عليكم أموركم فإنأبى هؤلاء إلا ما سمعتم فمنا أمير و منهم أمير.

فقال عمر هيهات لا يجتمع سيفان فيغمد و الله لا ترضى العرب أن تؤمركم و نبيها من غيركم و لا تمتنع العرب أن توليأمرها من كانت النبوة منهم من ينازعنا سلطان محمد و نحن أولياؤه و عشيرته.

فقالالحباب بن المنذر يا معشر الأنصار املكوا أيديكم و لا تسمعوا مقالة هذا و أصحابهفيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر فإن أبوا عليكم فأجلوهم من هذه البلاد فأنتم أحقبهذا الأمر منهم فإنه بأسيافكم دان الناس بهذا الدين أنا جذيلها المحكك و عذيقهاالمرجب

[39]

أنا أبو شبل في عريسة الأسد و الله إن شئتملنعيدنها جذعة. فقال عمر إذن يقتلك الله قال بل إياك يقتل.

فقال أبو عبيدة يا معشرالأنصار إنكم أول من نصر و آزر فلا تكونوا أول من بدل و غير.

فقام بشير بن سعدوالد النعمان بن بشير فقال يا معشر الأنصار ألا إن محمدا من قريش و قومه أولى به وايم الله لا يراني الله أنازعهم هذا الأمر.

فقال أبو بكر هذا عمر و أبو عبيدةبايعوا أيهما شئتم فقالا و الله لا نتولى هذا الأمر عليك و أنت أفضل المهاجرين وخليفة رسول الله (ص) في الصلاة و هي أفضل الدين ابسط يدك فلما بسط يده ليبايعاهسبقهما إليه بشير بن سعد فبايعه فناداه الحباب بن المنذر يا بشير عققت عقاق أ نفستعلى ابن عمك الإمارة.

فقال أسيد بن حضير رئيس الأوس لأصحابه و الله لئن لم تبايعواليكونن للخزرج عليكم الفضيلة أبدا فقاموا فبايعوا أبا بكر. فانكسر على سعد بنعبادة و الخزرج ما اجتمعوا عليه و أقبل الناس يبايعون أبا بكر من كل جانب ثم حمل سعدبن عبادة إلى داره فبقي أياما و أرسل إليه أبو بكر ليبايع فقال لا و الله حتىأرميكم بما في كنانتي و أخضب سنان رمحي و أضرب بسيفي ما أطاعني و أقاتلكم بأهلبيتي و من تبعني و لو اجتمع معكم الجن و الإنس ما بايعتكم حتى أعرض على ربي. فقالعمر لا تدعه حتى يبايع فقال بشير بن سعد إنه قد لج و ليس بمبايع لكم

[40]

حتى يقتل و ليس بمقتول حتى يقتل معه أهله و طائفة من عشيرته و لا يضركمتركه إنما هو رجل واحد فتركوه.

و جاءت أسلم فبايعت فقوي بهم جانب أبي بكر و بايعهالناس.

و في كتب غريب الحديث في تتمة كلام عمر فأيما رجل بايع رجلا بغير مشورة منالناس فلا يؤمر واحد منهما تغرة أن يقتلا.

قالوا غرر تغريرا و تغرة كما قالوا حللتحليلا و تحلة و علل تعليلا و تعلة و انتصب تغرة هاهنا لأنه مفعول له و معنىالكلام أنه إذا بايع واحد لآخر بغتة عن غير شورى فلا يؤمر واحد منهما لأنهما قدغررا بأنفسهما تغرة و عرضاهما لأن تقتلا.

و روى جميع أصحاب السيرة أن رسول الله صلما توفي كان أبو بكر في منزله بالسنح فقال عمر بن الخطاب فقال ما مات رسول الله صو لا يموت حتى يظهر دينه على الدين كله و ليرجعن فليقطعن أيدي رجال و أرجلهم ممن أرجفبموته لا أسمع رجلا يقول مات رسول الله إلا ضربته بسيفي فجاء أبو بكر و كشف عن وجهرسول الله (ص) و قال بأبي و أمي طبت حيا و ميتا و الله لا يذيقك الله الموتتين أبداثم خرج و الناس حول عمر و هو يقول لهم إنه لم يمت و يحلف فقال له أيها الحالف علىرسلك ثم قال من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات و من كان يعبد الله فإن الله حيلا يموت قال الله تعالى إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ و قال
أَ فَإِنْماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ

قال عمر فو الله

[41]

ما ملكت نفسي حيث سمعتها أن سقطت إلى الأرض و علمت أنرسول الله (ص) قد مات و قد تكلمت الشيعة في هذا الموضع و قالوا إنه بلغ من قلة علمهأنه لم يعلم أن الموت يجوز على رسول الله (ص) و أنه أسوة الأنبياء في ذلك و قال لماتلا أبو بكر الآيات أيقنت الآن بوفاته كأني لم أسمع هذه الآية فلو كان يحفظ القرآنأو يتفكر فيه ما قال ذلك و من هذه حاله لا يجوز أن يكون إماما. و أجاب قاضي القضاةرحمه الله تعالى في المغني عن هذا فقال إن عمر لم يمنع من جواز موته (ع) و لا نفىكونه ممكنا و لكنه تأول في ذلك قوله تعالى
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُبِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ

و قال كيف يموتو لم يظهر (ص) على الدين كله فقال أبو بكر إذا ظهر دينه فقد ظهر هو و سيظهر دينه بعدوفاته. فحمل عمر قوله تعالى أَ فَإِنْ ماتَ
على تأخر الموت لا على نفيه بالكليةقال و لا يجب فيمن ذهل عن بعض أحكام القرآن ألا يحفظ القرآن لأن الأمر لو كان كذلكلوجب ألا يحفظ القرآن إلا من عرف جميع أحكامه على أن حفظ جميع القرآن غير واجب ولا يقدح الإخلال به في الفضل.

و اعترض المرتضى رحمه الله تعالى في كتاب الشافي هذاالكلام فقال لا يخلو خلاف عمر في وفاة رسول الله (ص) من أن يكون على سبيل الإنكارلموته على كل حال و الاعتقاد أن الموت لا يجوز عليه على كل وجه أو يكون منكرا لموته في

[42]

تلك الحال من حيث لم يظهر على الدين كله فإن كان الأول فهو مما لا يجوزخلاف عاقل فيه و العلم بجواز الموت على جميع البشر ضروري و ليس يحتاج في حصول هذاالعلم إلى تلاوة الآيات التي تلاها أبو بكر و إن كان الثاني فأول ما فيه أن هذاالاختلاف لا يليق بما احتج به أبو بكر عليه من قوله إِنَّكَ مَيِّتٌ
لأن عمر لمينكر على هذا الوجه جواز الموت عليه و صحته و إنما خالف في وقته فكان يجب أن يقوللأبي بكر و أي حجة في هذه الآيات علي فإني لم أمنع جواز موته و إنما منعت وقوعموته الآن و جوزته في المستقبل و الآيات إنما تدل على جواز الموت فقط لا علىتخصيصه بحال معينة.

و بعد فكيف دخلت هذه الشبهة البعيدة على عمر من بين سائر الخلقو من أين زعم أنه سيعود فيقطع أيدي رجال و أرجلهم و كيف لم يحصل له من اليقين لمارأى من الواعية و كآبة الخلق و إغلاق الباب و صراخ النساء ما يدفع به ذلك الوهم والشبهة البعيدة فلم يحتج إلى موقف. و بعد فيجب إن كانت هذه شبهته أن يقول في مرضالنبي (ص) و قد رأى جزع أهله و خوفهم عليه الموت و قول أسامة صاحب الجيش لم أكنلأرحل و أنت هكذا و أسأل عنك الركب يا هؤلاء لا تخافوا و لا تجزعوا و لا تخف أنتيا أسامة فإن رسول الله (ص) لا يموت الآن لأنه لم يظهر على الدين كله. و بعد فليسهذا من أحكام الكتاب التي يعذر من لا يعرفها على ما ظن المعتذر له. و نحن نقول إنعمر كان أجل قدرا من أن يعتقد ما ظهر عنه في هذه الواقعة

[43]

و لكنه لما علم أن رسول الله (ص) قد مات خاف من وقوع فتنة في الإمامة و تقلبأقوام عليها إما من الأنصار أو غيرهم و خاف أيضا من حدوث ردة و رجوع عن الإسلامفإنه كان ضعيفا بعد لم يتمكن و خاف من ترات تشن و دماء تراق فإن أكثر العرب كانموتورا في حياة رسول الله (ص) لقتل من قتل أصحابه منهم و في مثل ذلك الحال تنتهزالفرصة و تهتبل الغرة فاقتضت المصلحة عنده تسكين الناس بأن أظهر ما أظهره من كونرسول الله (ص) لم يمت و أوقع تلك الشبهة في قلوبهم فكسر بها شرة كثير منهم و ظنوهاحقا فثناهم بذلك عن حادث يحدثونه تخيلا منهم أن رسول الله (ص) ما مات و إنما غاب كماغاب موسى عن قومه و هكذا كان عمر يقول لهم إنه قد غاب عنكم كما غاب موسى عن قومه وليعودن فليقطعن أيدي قوم أرجفوا بموته.

و مثل هذا الكلام يقع في الوهم فيصد عنكثير من العزم أ لا ترى أن الملك إذا مات في مدينة وقع فيها في أكثر الأمر نهب وفساد و تحريق و كل من في نفسه حقد على آخر بلغ منه غرضه إما بقتل أو جرح أو نهبمال إلى أن تتمهد قاعدة الملك الذي يلي بعده فإذا كان في المدينة وزير حازم الرأيكتم موت الملك و سجن قوما ممن أرجف نداء بموته و أقام فيهم السياسة و أشاع أنالملك حي و أن أوامره و كتبه نافذة و لا يزال يلزم ذلك الناموس إلى أن يمهد قاعدةالملك للوالي بعده و كذلك عمر أظهر ما أظهر حراسة للدين و الدولة إلى أن جاء أبوبكر و كان غائبا بالسنح و هو منزل بعيد عن المدينة فلما اجتمع بأبي بكر قوي بهجأشه و اشتد به أزره و عظم طاعة الناس له و ميلهم إليه فسكت حينئذ عن تلك الدعوىالتي كان ادعاها لأنه قد أمن بحضور أبي بكر من خطب يحدث أو فساد يتجدد و كان أبوبكر محببا إلى الناس لا سيما المهاجرين.

[44]

و يجوز عند الشيعة و عند أصحابنا أيضا أن يقول الإنسان كلاما ظاهر الكذبعلى جهة المعاريض فلا وصمة على عمر إذا كان حلف أن رسول الله (ص) لم يمت و لا وصمةعليه في قوله بعد حضور أبي بكر و تلاوة ما تلا كأني لم أسمعها أو قد تيقنت الآنوفاته (ص) لأنه أراد بهذا القول الأخير تشييد القول الأول و كان هو الصواب و كان منسيئ الرأي و قبيحه أن يقول إنما قلته تسكينا لكم و لم أقله عن اعتقاد فالذي بدا بهحسن و صواب و الذي ختم به أحسن و أصوب.

و روى أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهريفي كتاب السقيفة عن عمر بن شبة عن محمد بن منصور عن جعفر بن سليمان عن مالك بندينار قال كان النبي (ص) قد بعث أبا سفيان ساعيا فرجع من سعايته و قد مات رسول اللهص فلقيه قوم فسألهم فقالوا مات رسول الله (ص) فقال من ولي بعده قيل أبو بكر قال أبوفصيل قالوا نعم قال فما فعل المستضعفان علي و العباس أما و الذي نفسي بيده لأرفعنلهما من أعضادهما.

قال أبو بكر أحمد بن عبد العزيز و ذكر الراوي و هو جعفر بنسليمان أن أبا سفيان قال شيئا آخر لم تحفظه الرواة فلما قدم المدينة قال إني لأرىعجاجة لا يطفئها إلا الدم قال فكلم عمر أبا بكر فقال إن أبا سفيان قد قدم و أنا لانأمن شره فدع له ما في يده فتركه فرضي.

و روى أحمد بن عبد العزيز أن أبا سفيان قال لما بويع عثمان كان هذا الأمر في تيم و أنى لتيم هذا الأمر ثم صار إلى عدي فأبعد وأبعد ثم رجعت إلى منازلها و استقر الأمر قراره فتلقفوها تلقف الكرة.

[45]

قال أحمد بن عبد العزيز و حدثني المغيرة بن محمدالمهلبي قال ذاكرت إسماعيل بن إسحاق القاضي بهذا الحديث و أن أبا سفيان قال لعثمانبأبي أنت أنفق و لا تكن كأبي حجر و تداولوها يا بني أمية تداول الولدان الكرة فوالله ما من جنة و لا نار و كان الزبير حاضرا فقال عثمان لأبي سفيان اعزب فقال يابني أ هاهنا أحد قال الزبير نعم و الله لا كتمتها عليك قال فقال إسماعيل هذا باطلقلت و كيف ذلك قال ما أنكر هذا من أبي سفيان و لكن أنكر أن يكون سمعه عثمان و لم يضرب عنقه.

و روى أحمد بن عبدالعزيز قال جاء أبو سفيان إلى علي (ع) فقال وليتم على هذا الأمر أذل بيت في قريش أما و الله لئن شئت لأملأنها على أبي فصيل خيلا و رجلا فقال علي (ع) طالما غششتالإسلام و أهله فما ضررتهم شيئا لا حاجة لنا إلى خيلك و رجلك لو لا أنا رأينا أبابكر لها أهلا لما تركناه .

و روى أحمد بن عبد العزيز قال لما بويعلأبي بكر كان الزبير و المقداد يختلفان في جماعة من الناس إلى علي و هو في بيتفاطمة فيتشاورون و يتراجعون أمورهم فخرج عمر حتى دخل على فاطمة (ع) و قال يا بنترسول الله ما من أحد من الخلق أحب إلينا من أبيك و ما من أحد أحب إلينا منك بعدأبيك و ايم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن آمر بتحريق البيتعليهم فلما خرج عمر جاءوها فقالت تعلمون أن عمر جاءني و حلف لي بالله إن عدتمليحرقن عليكم البيت و ايم الله ليمضين لما حلف له فانصرفوا عنا راشدين فلم يرجعواإلى بيتها و ذهبوا فبايعوا لأبي بكر.

و روى أحمد و روى المبرد في الكامل صدر هذاالخبر عن عبد الرحمن

[46]

بن عوف قال دخلت على أبي بكرأعوده في مرضه الذي مات فيه فسلمت و سألته كيف به فاستوى جالسا فقلت لقد أصبحتبحمد الله بارئا فقال أما إني على ما ترى لوجع و جعلتم لي معشر المهاجرين شغلا معوجعي و جعلت لكم عهدا مني من بعدي و اخترت لكم خيركم في نفسي فكلكم ورم لذلك أنفهرجاء أن يكون الأمر له و رأيتم الدنيا قد أقبلت و الله لتتخذن ستور الحرير و نضائدالديباج و تألمون ضجائع الصوف الأذربي كأن أحدكم على حسك السعدان و الله لأن يقدمأحدكم فتضرب عنقه في غير حد خير له من أن يسبح في غمرة الدنيا و إنكم غدا لأول ضالبالناس يجورون عن الطريق يمينا و شمالا يا هادي الطريق جرت إنما هو البجر أو الفجرفقال له عبد الرحمن لا تكثر على ما بك فيهيضك و الله ما أردت إلا خيرا و إن صاحبكلذو خير و ما الناس إلا رجلان رجل رأى ما رأيت فلا خلاف عليك منه و رجل رأى غيرذلك و إنما يشير عليك برأيه فسكن و سكت هنيهة فقال عبد الرحمن ما أرى بك بأسا والحمد لله فلا تأس على الدنيا فو الله إن علمناك إلا صالحا مصلحا فقال أما إني لاآسى إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلن و ثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهن وثلاث وددت أني سألت رسول الله (ص) عنهن فأما الثلاث التي فعلتها و وددت أني لم أكنفعلتها فوددت أني لم أكن كشفت

[47]

عن بيت فاطمة و تركته ولو أغلق على حرب و وددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلينعمر أو أبي عبيدة فكان أميرا و كنت وزيرا و وددت أني إذ أتيت بالفجاءة لم أكنأحرقته و كنت قتلته بالحديد أو أطلقته. و أما الثلاث التي تركتها و وددت أنيفعلتها فوددت أني يوم أتيت بالأشعث كنت ضربت عنقه فإنه يخيل إلي أنه لا يرى شراإلا أعان عليه و وددت أني حيث وجهت خالدا إلى أهل الردة أقمت بذي القصة فإن ظفرالمسلمون و إلا كنت ردءا لهم و وددت حيث وجهت خالدا إلى الشام كنت وجهت عمر إلىالعراق فأكون قد بسطت كلتا يدي اليمين و الشمال في سبيل الله. و أما الثلاثاللواتي وددت أني كنت سألت رسول الله (ص) عنهن فوددت أني سألته فيمن هذا الأمر فكنالا ننازعه أهله و وددت أني كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر نصيب و وددت أنيسألته عن ميراث العمة و ابنة الأخت فإن في نفسي منهما حاجة. و من كتاب معاويةالمشهور إلى علي (ع) و أعهدك أمس تحمل قعيدة بيتك ليلا على حمار و يداك في يدي ابنيكالحسن و الحسين يوم بويع أبو بكر الصديق فلم تدع أحدا من أهل بدر و السوابق إلادعوتهم إلى نفسك و مشيت إليهم بامرأتك و أدليت إليهم بابنيك و استنصرتهم على صاحبرسول الله فلم يجبك منهم إلا أربعة أو خمسة و لعمري لو كنت محقا لأجابوك و لكنكادعيت باطلا و قلت ما لا تعرف و رمت ما لا يدرك و مهما نسيت فلا أنسى قولك لأبيسفيان لما حركك و هيجك لو وجدت أربعين ذوي عزم منهم لناهضت القوم فما يوم المسلمينمنك بواحد و لا بغيك على الخلفاء بطريف و لا مستبدع.

[48]

و سنذكر تمام هذا الكتاب و أوله عند انتهائنا إلى كتب علي ع. و روى أبوبكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري عن أبي المنذر و هشام بن محمد بن السائب عن أبيهعن أبي صالح عن ابن عباس قال كان بين العباس و علي مباعدة فلقي ابن عباس عليا فقالإن كان لك في النظر إلى عمك حاجة فأته و ما أراك تلقاه بعدها فوجم لها و قالتقدمني و استأذن فتقدمته و استأذنت له فأذن فدخل فاعتنق كل واحد منهما صاحبه وأقبل علي (ع) على يده و رجله يقبلهما و يقول يا عم ارض عني رضي الله عنك قال قد رضيتعنك. ثم قال يا ابن أخي قد أشرت عليك بأشياء ثلاثة فلم تقبل و رأيت في عاقبتها ماكرهت و ها أنا ذا أشير عليك برأي رابع فإن قبلته و إلا نالك ما نالك مما كان قبلهقال و ما ذاك يا عم قال أشرت عليك في مرض رسول الله (ص) أن تسأله فإن كان الأمر فيناأعطاناه و إن كان في غيرنا أوصى بنا فقلت أخشى إن منعناه لا يعطيناه أحد بعده فمضتتلك فلما قبض رسول الله (ص) أتانا أبو سفيان بن حرب تلك الساعة فدعوناك إلى أننبايعك و قلت لك ابسط يدك أبايعك و يبايعك هذا الشيخ فإنا إن بايعناك لم يختلفعليك أحد من بني عبد مناف و إذا بايعك بنو عبد مناف لم يختلف عليك أحد من قريش وإذا بايعتك قريش لم يختلف عليك أحد من العرب فقلت لنا بجهاز رسول الله (ص) شغل و هذاالأمر فليس نخشى عليه فلم نلبث أن سمعنا التكبير من سقيفة بني ساعدة فقلت يا عم ماهذا قلت ما دعوناك إليه فأبيت قلت سبحان الله أ و يكون هذا قلت نعم قلت أ فلا يردقلت لك و هل رد مثل هذا قط ثم أشرت عليك حين طعن عمر فقلت لا تدخل نفسك في الشورىفإنك إن اعتزلتهم قدموك و إن ساويتهم تقدموك فدخلت معهم فكان ما رأيت

[49]

ثم أنا الآن أشير عليك برأي رابع فإن قبلته و إلانالك ما نالك مما كان قبله إني أرى أن هذا الرجل يعني عثمان قد أخذ في أمور و اللهلكأني بالعرب قد سارت إليه حتى ينحر في بيته كما ينحر الجمل و الله إن كان ذلك وأنت بالمدينة ألزمك الناس به و إذا كان ذلك لم تنل من الأمر شيئا إلا من بعد شر لاخير معه قال عبد الله بن عباس فلما كان يوم الجمل عرضت له و قد قتل طلحة و قد أكثرأهل الكوفة في سبه و غمصه فقال علي (ع) أما و الله لئن قالوا ذلك لقد كان كما قالأخو جعفي :

/ 22