شرح نهج البلاغة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغة - جلد 2

ابن ابی الحدید المعتزلی؛ محقق: محمد ابوالفضل ابراهیم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


قال أبو العباس و لقيهم عبد الله بن خباب في عنقه مصحفعلى حمار و معه امرأته و هي حامل فقالوا له إن هذا الذي في عنقك ليأمرنا بقتلكفقال لهم ما أحياه القرآن فأحيوه و ما أماته فأميتوه فوثب رجل منهم على رطبة سقطتمن نخلة فوضعها في فيه فصاحوا به فلفظها تورعا و عرض لرجل منهم خنزير فضربه فقتلهفقالوا هذا فساد في الأرض و أنكروا قتل الخنزير ثم قالوا لابن خباب حدثنا عن أبيك ، فقال إني سمعت أبييقول سمعت رسول الله (ص) يقول ستكون بعدي فتنة

[282]

يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه يمسي مؤمنا و يصبح كافرا فكن عبد الله المقتول و لاتكن القاتل .

قالوا فما تقول في أبي بكر و عمر فأثنىخيرا قالوا فما تقول في علي قبل التحكيم و في عثمان في السنين الست الأخيرة فأثنىخيرا قالوا فما تقول في علي بعد التحكيم و الحكومة قال إن عليا أعلم بالله و أشدتوقيا على دينه و أنفذ بصيرة فقالوا إنك لست تتبع الهدى إنما تتبع الرجال علىأسمائهم ثم قربوه إلى شاطئ النهر فأضجعوه فذبحوه.

قال أبو العباس و ساوموا رجلانصرانيا بنخلة له فقال هي لكم فقالوا ما كنا لنأخذها إلا بثمن فقال وا عجباه أتقتلون مثل عبد الله بن خباب و لا تقبلون جنا نخلة إلا بثمن. و روى أبو عبيدة معمربن المثنى قال طعن واحد من الخوارج يوم النهروان فمشى في الرمح و هو شاهر سيفه إلىأن وصل إلى طاعنه فضربه فقتله و هو يقرأ وَ عَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى.

و روى أبو عبيدة أيضا قال استنطقهم علي (ع) بقتل عبد الله بن خباب فأقروا به فقالانفردوا كتائب لأسمع قولكم كتيبة كتيبة فتكتبوا كتائب و أقرت كل كتيبة بمثل ماأقرت به الأخرى من قتل ابن خباب و قالوا و لنقتلنك كما قتلناه فقال علي و الله لوأقر أهل الدنيا كلهم بقتله هكذا و أنا أقدر على قتلهم به لقتلتهم ثم التفت إلىأصحابه فقال لهم شدوا عليهم فأنا أول من يشد عليهم و حمل

[283]

بذي الفقار حملة منكرة ثلاث مرات كل حملة يضرب به حتى يعوج متنه ثم يخرجفيسويه بركبتيه ثم يحمل به حتى أفناهم.

و روى محمد بن حبيبقال خطب علي (ع) الخوارج يوم النهر فقال لهم نحن أهل بيت النبوة و موضع الرسالة ومختلف الملائكة و عنصر الرحمة و معدن العلم و الحكمة نحن أفق الحجاز بنا يلحقالبطي ء و إلينا يرجع التائب أيها القوم إني نذير لكم أن تصبحوا صرعى بأهضام هذاالوادي .

إلى آخر الفصل .

[248]

37- و من كلام له (ع) يجري مجرى الخطبة :


فَقُمْتُ بِالْأَمْرِ حِينَ فَشِلُوا وَتَطَلَّعْتُ حِينَ تَقَبَّعُوا وَ نَطَقْتُ حِينَ تَعْتَعُوا وَ مَضَيْتُ بِنُورِاللَّهِ حِينَ وَقَفُوا وَ كُنْتُ أَخْفَضَهُمْ صَوْتاً وَ أَعْلَاهُمْ فَوْتاًفَطِرْتُ بِعِنَانِهَا وَ اسْتَبْدَدْتُ بِرِهَانِهَا كَالْجَبَلِ لَا تُحَرِّكُهُالْقَوَاصِفُ وَ لَا تُزِيلُهُ الْعَوَاصِفُ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فِيَّ مَهْمَزٌوَ لَا لِقَائِلٍ فِيَّ مَغْمَزٌ الذَّلِيلُ عِنْدِي عَزِيزٌ حَتَّى آخُذَالْحَقَّ لَهُ وَ الْقَوِيُّ عِنْدِي ضَعِيفٌ حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ مِنْهُرَضِينَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ وَ سَلَّمْنَاهُ لِلَّهِ أَمْرَهُ أَ تَرَانِيأَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) وَ اللَّهِ لَأَنَا أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَهُفَلَا أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ كَذَبَ عَلَيْهِ فَنَظَرْتُ فِي أَمْرِي فَإِذَاطَاعَتِي قَدْ سَبَقَتْ بَيْعَتِي وَ إِذَا الْمِيثَاقُ فِي عُنُقِي لِغَيْرِي .

هذه فصول أربعة لا يمتزج بعضها ببعض وكل كلام منها ينحو به أمير المؤمنين (ع) نحوا غير ما ينحوه بالآخر و إنما الرضي رحمهالله تعالى التقطها من كلام لأمير المؤمنين (ع) طويل منتشر قاله بعد وقعة النهروانذكر فيه حاله منذ توفي رسول الله (ص)

[285]

و إلى آخر وقتفجعل الرضي رحمه الله تعالى ما التقطه منه سردا و صار عند السامع كأنه يقصد بهمقصدا واحدا. فالفصل الأول و هو من أول الكلام إلى قوله و استبددت برهانها يذكرفيه مقاماته في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر أيام أحداث عثمان و كونالمهاجرين كلهم لم ينكروا و لم يواجهوا عثمان بما كان يواجهه به و ينهاه عنه فهذاهو معنى قوله فقمت بالأمر حين فشلوا أي قمت بإنكار المنكر حين فشل أصحاب محمد صعنه و الفشل الخور و الجبن.

قال و نطقت حين تعتعوا يقال تعتع فلان إذا تردد فيكلامه من عي أو حصر قوله و تطلعت حين تقبعوا امرأة طلعة قبعة تطلع ثم تقبع رأسهاأي تدخله كما يقبع القنفذ يدخل برأسه في جلده و قد تقبع الرجل أي اختبأ و ضدهتطلع. قوله و كنت أخفضهم صوتا و أعلاهم فوتا يقول علوتهم و فتهم و شأوتهم سبقا وأنا مع ذلك خافض الصوت يشير إلى التواضع و نفي التكبر. و قوله فطرت بعنانها واستبددت برهانها يقول سبقتهم و هذا الكلام استعارة من مسابقة خيل الحلبة و استبددتبالرهان أي انفردت بالخطر الذي وقع التراهن عليه. الفصل الثاني فيه ذكر حاله (ع) فيالخلافة بعد عثمان يقول كنت لما وليت الأمر كالجبل لا تحركه القواصف يعني الرياحالشديدة و مثله العواصف. و المهمز موضع الهمز و هو العيب و كذاك المغمز.

[286]

ثم قال الذليل عندي عزيز حتى آخذ الحق له و القويعندي ضعيف حتى آخذ الحق منه هذا آخر الفصل الثاني يقول الذليل المظلوم أقومبإعزازه و نصره و أقوي يده إلى أن آخذ الحق له ثم يعود بعد ذلك إلى الحالة التيكان عليها قبل أن أقوم بإعزازه و نصره و القوي الظالم أستضعفه و أقهره و أذله إلىأن آخذ الحق منه ثم يعود إلى الحالة التي كان عليها قبل أن أهتضمه لاستيفاء الحق.

الفصل الثالث من قوله رضينا عن الله قضاءه إلى قوله فلا أكون أول من كذب عليه :


هذاكلام قاله (ع) لما تفرس في قوم من عسكره أنهم يتهمونه فيما يخبرهم به عن النبي (ص) منأخبار الملاحم و الغائبات و قد كان شك منهم جماعة في أقواله و منهم من واجهه بالشك و التهمة .


الأخبار الواردة عن معرفة الإمام عليبالأمور الغيبية :


روى ابن هلال الثقفيفي كتاب الغارات عن زكريا بن يحيى العطار عن فضيل عن محمد بن علي قال لما قال عليع سلوني قبل أن تفقدوني فو الله لا تسألونني عن فئة تضل مائة و تهدي مائة إلاأنبأتكم بناعقتها و سائقتها قام إليه رجل فقال أخبرني بما في رأسي و لحيتي من طاقةشعر فقال له علي (ع) و الله لقد حدثني خليلي أن على كل طاقة شعر من رأسك ملكا يلعنكو أن على كل طاقة شعر من لحيتك شيطانا يغويك و أن في بيتك سخلا يقتل ابن رسول اللهص و كان ابنه قاتل الحسين (ع) يومئذ طفلا يحبو و هو سنان بن أنس النخعي .

و روى الحسن بنمحبوب عن ثابت الثمالي عن سويد بن غفلة أن عليا (ع) خطب ذات يوم فقام رجل من تحتمنبره فقال يا أمير المؤمنين إني مررت بوادي

[287]

القرى فوجدت خالد بن عرفطة قد مات فاستغفر له فقال (ع) و الله ما مات و لا يموت حتى يقودجيش ضلالة صاحب لوائه حبيب بن حمار فقام رجل آخر من تحت المنبر فقال يا أميرالمؤمنين أنا حبيب بن حمار و إني لك شيعة و محب فقال أنت حبيب بن حمار قال نعمفقال له ثانية و الله إنك لحبيب بن حمار فقال إي و الله قال أما و الله إنكلحاملها و لتحملنها و لتدخلن بها من هذا الباب و أشار إلى باب الفيل بمسجد الكوفة .

قال ثابت فو الله ما مت حتى رأيت ابنزياد و قد بعث عمر بن سعد إلى الحسين بن علي (ع) و جعل خالد بن عرفطة على مقدمته وحبيب بن حمار صاحب رايته فدخل بها من باب الفيل.

و روى محمد بنإسماعيل بن عمرو البجلي قال أخبرنا عمرو بن موسى الوجيهي عن المنهال بن عمرو عنعبد الله بن الحارث قال قال علي (ع) على المنبر ما أحد جرت عليه المواسي إلا و قدأنزل الله فيه قرآنا فقام إليه رجل من مبغضيه فقال له فما أنزل الله تعالى فيكفقام الناس إليه يضربونه فقال دعوه أ تقرأ سورة هود قال نعم قال فقرأ (ع)
أَ فَمَنْكانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ
ثم قال الذي كان على بينة من ربه محمد (ص) و الشاهد الذي يتلوه أنا .

و روى عثمان بن سعيدعن عبد الله بن بكير عن حكيم بن جبير قال خطب علي (ع) فقال في أثناء خطبته أنا عبدالله و أخو رسوله لا يقولها أحد قبلي و لا بعدي إلا كذب ورثت نبي الرحمة و نكحتسيدة نساء هذه الأمة و أنا خاتم الوصيين.

[288]

فقال رجل من عبس و من لا يحسن أن يقول مثل هذا فلم يرجع إلى أهله حتى جنو صرع فسألوهم هل رأيتم به عرضا قبل هذا قالوا ما رأينا به قبل هذا عرضا.

و روى محمد بن جبلةالخياط عن عكرمة عن يزيد الأحمسي أن عليا (ع) كان جالسا في مسجد الكوفة و بين يديهقوم منهم عمرو بن حريث إذ أقبلت امرأة مختمرة لا تعرف فوقفت فقالت لعلي (ع) يا منقتل الرجال و سفك الدماء و أيتم الصبيان و أرمل النساء فقال (ع) و إنها لهي هذهالسلقلقة الجلعة المجعة و إنها لهي هذه شبيهة الرجال و النساء التي ما رأت دما قطقال فولت هاربة منكسة رأسها فتبعها عمرو بن حريث فلما صارت بالرحبة قال لها و اللهلقد سررت بما كان منك اليوم إلى هذا الرجل فادخلي منزلي حتى أهب لك و أكسوك فلمادخلت منزله أمر جواريه بتفتيشها و كشفها و نزع ثيابها لينظر صدقه فيما قاله عنهافبكت و سألته ألا يكشفها و قالت أنا و الله كما قال لي ركب النساء و أنثيان كأنثيالرجال و ما رأيت دما قط فتركها و أخرجها ثم جاء إلى علي (ع) فأخبره فقال إن خليليرسول الله (ص) أخبرني بالمتمردين علي من الرجال و المتمردات من النساء إلى أن تقومالساعة .

قلت السلقلقة السليطة و أصله من السلق وهو الذئب و السلقة الذئبة و الجلعة المجعة البذيئة اللسان و الركب منبت العانة.

و روى عثمان بن سعيدعن شريك بن عبد الله قال لما بلغ عليا (ع) أن الناس يتهمونه فيما يذكره من تقديمالنبي (ص) و تفضيله إياه على الناس قال أنشد الله من بقي ممن لقي رسول الله (ص) و سمعمقاله في يوم غدير خم إلا قام

[289]

فشهد بما سمع فقام ستةممن عن يمينه من أصحاب رسول الله (ص) و ستة ممن على شماله من الصحابة أيضا فشهدواأنهم سمعوا رسول الله (ص) يقول ذلك اليوم و هو رافع بيدي علي (ع) من كنت مولاه فهذاعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله و أحبمن أحبه و أبغض من أبغضه .

و روى عثمان بن سعيدعن يحيى التيمي عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء قال قام أعشى همدان و هو غلام يومئذحدث إلى علي (ع) و هو يخطب و يذكر الملاحم فقال يا أمير المؤمنين ما أشبه هذا الحديثبحديث خرافة فقال علي (ع) إن كنت آثما فيما قلت يا غلام فرماك الله بغلام ثقيف ثمسكت فقام رجال فقالوا و من غلام ثقيف يا أمير المؤمنين قال غلام يملك بلدتكم هذهلا يترك لله حرمة إلا انتهكها يضرب عنق هذا الغلام بسيفه فقالوا كم يملك يا أميرالمؤمنين قال عشرين إن بلغها قالوا فيقتل قتلا أم يموت موتا قال بل يموت حتف أنفهبداء البطن يثقب سريره لكثرة ما يخرج من جوفه .

قال إسماعيل بن رجاء فو الله لقد رأيتبعيني أعشى باهلة و قد أحضر في جملة الأسرى الذين أسروا من جيش عبد الرحمن بن محمدبن الأشعث بين يدي الحجاج فقرعه و وبخه و استنشده شعره الذي يحرض فيه عبد الرحمنعلى الحرب ثم ضرب عنقه في ذلك المجلس .

و روى محمد بن عليالصواف عن الحسين بن سفيان عن أبيه عن شمير بن سدير الأزدي قال قال علي (ع) لعمرو بنالحمق الخزاعي أين نزلت يا عمرو قال

[290]

في قومي قال لاتنزلن فيهم قال فأنزل في بني كنانة جيراننا قال لا قال فأنزل في ثقيف قال فما تصنعبالمعرة و المجرة قال و ما هما قال عنقان من نار يخرجان من ظهر الكوفة يأتي أحدهماعلى تميم و بكر بن وائل فقلما يفلت منه أحد و يأتي العنق الآخر فيأخذ على الجانب الآخرمن الكوفة فقل من يصيب منهم إنما يدخل الدار فيحرق البيت و البيتين قال فأين أنزلقال انزل في بني عمرو بن عامر من الأزد قال فقال قوم حضروا هذا الكلام ما نراه إلاكاهنا يتحدث بحديث الكهنة فقال يا عمرو إنك المقتول بعدي و إن رأسك لمنقول و هوأول رأس ينقل في الإسلام و الويل لقاتلك أما إنك لا تنزل بقوم إلا أسلموك برمتكإلا هذا الحي من بني عمرو بن عامر من الأزد فإنهم لن يسلموك و لن يخذلوك .

قال فو الله ما مضت إلا أيام حتى تنقلعمرو بن الحمق في خلافة معاوية في بعض أحياء العرب خائفا مذعورا حتى نزل في قومهمن بني خزاعة فأسلموه فقتل و حمل رأسه من العراق إلى معاوية بالشام و هو أول رأسحمل في الإسلام من بلد إلى بلد.

و روى إبراهيم بنميمون الأزدي عن حبة العرني قال كان جويرية بن مسهر العبدي صالحا و كان لعلي بنأبي طالب صديقا و كان علي يحبه و نظر يوما إليه و هو يسير فناداه يا جويرية الحقبي فإني إذا رأيتك هويتك .

قال إسماعيل بن أبانفحدثني الصباح عن مسلم عن حبة العرني قال سرنا مع علي (ع) يوما فالتفت فإذا جويريةخلفه بعيدا فناداه يا جويرية الحق بي لا أبا لك أ لا تعلم أني أهواك و أحبك قالفركض نحوه فقال له إني محدثك بأمور فاحفظها ثم اشتركا في الحديث سرا فقال لهجويرية يا أمير المؤمنين إني رجل نسي فقال له إني أعيد عليك

[291]

الحديث لتحفظه ثم قال له في آخر ما حدثه إياه يا جويرية أحبب حبيبنا ماأحبنا فإذا أبغضنا فأبغضه و أبغض بغيضنا ما أبغضنا فإذا أحبنا فأحبه قال فكان ناسممن يشك في أمر علي (ع) يقولون أ تراه جعل جويرية وصيه كما يدعي هو من وصية رسولالله (ص) قال يقولون ذلك لشدة اختصاصه له حتى دخل على علي (ع) يوما و هو مضطجع و عندهقوم من أصحابه فناداه جويرية أيها النائم استيقظ فلتضربن علي رأسك ضربة تخضب منهالحيتك قال فتبسم أمير المؤمنين (ع) قال و أحدثك يا جويرية بأمرك أما و الذي نفسيبيده لتعتلن إلى العتل الزنيم فليقطعن يدك و رجلك و ليصلبنك تحت جذع كافر .

قال فو الله ما مضت إلا أيام على ذلكحتى أخذ زياد جويرية فقطع يده و رجله و صلبه إلى جانب جذع ابن مكعبر و كان جذعاطويلا فصلبه على جذع قصير إلى جانبه .

و روى إبراهيم فيكتاب الغارات عن أحمد بن الحسن الميثمي قال كان ميثم التمار مولى علي بن أبي طالبع عبدا لامرأة من بني أسد فاشتراه علي (ع) منها و أعتقه و قال له ما اسمك فقال سالمفقال إن رسول الله (ص) أخبرني أن اسمك الذي سماك به أبوك في العجم ميثم فقال صدقالله و رسوله و صدقت يا أمير المؤمنين فهو و الله اسمي قال فارجع إلى اسمك و دعسالما فنحن نكنيك به فكناه أبا سالم قال و قد كان قد أطلعه علي (ع) على علم كثير وأسرار خفية من أسرار الوصية فكان ميثم يحدث ببعض ذلك فيشك فيه قوم من أهل الكوفة وينسبون عليا (ع) في ذلك إلى المخرقة و الإيهام و التدليس حتى قال له يوما بمحضر منخلق كثير من أصحابه و فيهم الشاك و المخلص يا ميثم

[292]

إنك تؤخذ بعدي و تصلب فإذا كان اليوم الثاني ابتدر منخراك و فمك دما حتى تخضبلحيتك فإذا كان اليوم الثالث طعنت بحربة يقضى عليك فانتظر ذلك و الموضع الذي تصلبفيه على باب دار عمرو بن حريث إنك لعاشر عشرة أنت أقصرهم خشبة و أقربهم من المطهرةيعني الأرض و لأرينك النخلة التي تصلب على جذعها .

ثم أراه إياها بعد ذلك بيومين و كانميثم يأتيها فيصلي عندها و يقول بوركت من نخلة لك خلقت و لي نبت فلم يزل يتعاهدهابعد قتل علي (ع) حتى قطعت فكان يرصد جذعها و يتعاهده و يتردد إليه و يبصره و كانيلقى عمرو بن حريث فيقول له إني مجاورك فأحسن جواري فلا يعلم عمرو ما يريد فيقولله أ تريد أن تشتري دار ابن مسعود أم دار ابن حكيم. قال و حج في السنة التي قتلفيها فدخل على أم سلمة رضي الله عنها فقالت له من أنت قال عراقي فاستنسبته فذكرلها أنه مولى علي بن أبي طالب فقالت أنت هيثم قال بل أنا ميثم فقالت سبحان الله والله لربما سمعت رسول الله (ص) يوصي بك عليا في جوف الليل فسألها عن الحسين بن عليفقالت هو في حائط له قال أخبريه أني قد أحببت السلام عليه و نحن ملتقون عند ربالعالمين إن شاء الله و لا أقدر اليوم على لقائه و أريد الرجوع فدعت بطيب فطيبتلحيته فقال لها أما إنها ستخضب بدم فقالت من أنبأك هذا قال أنبأني سيدي فبكت أمسلمة و قالت له إنه ليس بسيدك وحدك هو سيدي و سيد المسلمين ثم ودعته.

[293]

فقدم الكوفة فأخذ و أدخل على عبيد الله بن زياد وقيل له هذا كان من آثر الناس عند أبي تراب قال ويحكم هذا الأعجمي قالوا نعم فقالله عبيد الله أين ربك قال بالمرصاد قال قد بلغني اختصاص أبي تراب لك قال قد كانبعض ذلك فما تريد قال و إنه ليقال إنه قد أخبرك بما سيلقاك قال نعم إنه أخبرني قالما الذي أخبرك أني صانع بك قال أخبرني أنك تصلبني عاشر عشرة و أنا أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة قال لأخالفنه قال ويحك كيف تخالفه إنما أخبر عن رسول الله (ص) وأخبر رسول الله عن جبرائيل و أخبر جبرائيل عن الله فكيف تخالف هؤلاء أما و اللهلقد عرفت الموضع الذي أصلب فيه أين هو من الكوفة و إني لأول خلق الله ألجم فيالإسلام بلجام كما يلجم الخيل فحبسه و حبس معه المختار بن أبي عبيدة الثقفي فقالميثم للمختار و هما في حبس ابن زياد إنك تفلت و تخرج ثائرا بدم الحسين (ع) فتقتل هذاالجبار الذي نحن في سجنه و تطأ بقدمك هذه على جبهته و خديه فلما دعا عبيد الله بنزياد بالمختار ليقتله طلع البريد بكتاب يزيد بن معاوية إلى عبيد الله بن زياديأمره بتخلية سبيله و ذاك أن أخته كانت تحت عبد الله بن عمر بن الخطاب فسألت بعلهاأن يشفع فيه إلى يزيد فشفع فأمضى شفاعته و كتب بتخلية سبيل المختار على البريدفوافى البريد و قد أخرج ليضرب عنقه فأطلق و أما ميثم فأخرج بعده ليصلب و قال عبيدالله لأمضين حكم أبي تراب فيه فلقيه رجل فقال له ما كان أغناك عن هذا يا ميثمفتبسم و قال لها خلقت و لي غذيت فلما رفع على الخشبة اجتمع الناس حوله على بابعمرو بن حريث فقال عمرو لقد كان يقول لي إني مجاورك فكان يأمر جاريته كل عشية أنتكنس تحت خشبته و ترشه و تجمر بالمجمر تحته فجعل ميثم يحدث بفضائل بني هاشم ومخازي

[294]

بني أمية و هو مصلوب على الخشبة فقيل لابن زياد قد فضحكم هذا العبد فقالألجموه فألجم فكان أول خلق الله ألجم في الإسلام فلما كان في اليوم الثاني فاضتمنخراه و فمه دما فلما كان في اليوم الثالث طعن بحربة فمات. و كان قتل ميثم قبلقدوم الحسين (ع) العراق بعشرة أيام. قال إبراهيم و حدثني إبراهيم بن العباس النهديحدثني مبارك البجلي عن أبي بكر بن عياش قال حدثني المجالد عن الشعبي عن زياد بنالنضر الحارثي قال كنت عند زياد و قد أتي برشيد الهجري و كان من خواص أصحاب علي (ع) فقال له زياد ما قال خليلك لك إنا فاعلون بك قال تقطعون يدي و رجلي و تصلبوننيفقال زياد أما و الله لأكذبن حديثه خلوا سبيله فلما أراد أن يخرج قال ردوه لا نجدشيئا أصلح مما قال لك صاحبك إنك لا تزال تبغي لنا سوءا إن بقيت اقطعوا يديه ورجليه فقطعوا يديه و رجليه و هو يتكلم فقال أصلبوه خنقا في عنقه فقال رشيد قد بقيلي عندكم شي ء ما أراكم فعلتموه فقال زياد اقطعوا لسانه فلما أخرجوا لسانه ليقطعقال نفسوا عني أتكلم كلمة واحدة فنفسوا عنه فقال هذا و الله تصديق خبر أميرالمؤمنين أخبرني بقطع لساني فقطعوا لسانه و صلبوه.

و روى أبو داود الطيالسي عنسليمان بن رزيق عن عبد العزيز بن صهيب قال حدثني أبو العالية قال حدثني مزرع صاحبعلي بن أبي طالب (ع) أنه قال ليقبلن جيش حتى إذا كان بالبيداء خسف بهم قال أبوالعالية فقلت له إنك لتحدثني بالغيب فقال احفظ ما أقوله لك فإنما حدثني به الثقةعلي بن أبي طالب و حدثني أيضا شيئا آخر ليؤخذن رجل فليقتلن و ليصلبن بين شرفتين منشرف المسجد فقلت له إنك لتحدثني بالغيب فقال احفظ ما أقول لك قال أبو العالية فوالله ما أتت

[295]

علينا جمعة حتى أخذ مزرع فقتل و صلب بينشرفتين من شرف المسجد.

قلت حديث الخسف بالجيش قد خرجه البخاري و مسلم في الصحيحين عن أم سلمة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله (ص) يقول يعوذ قوم بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهمفقلت يا رسول الله لعل فيهم المكره أو الكاره فقال يخسف بهم و لكن يحشرون أو قال يبعثون على نياتهم يوم القيامة قال فسئل أبو جعفر محمد بن علي أ هي بيداء من الأرض فقال كلا و الله إنها بيداء المدينة.

أخرج البخاري بعضه و أخرج مسلم الباقي.

و روى محمد بن موسى العنزي قال كان مالك بن ضمرة الرؤاسي من أصحاب علي (ع) و ممناستبطن من جهته علما كثيرا و كان أيضا قد صحب أبا ذر فأخذ من علمه و كان يقول في أيامبني أمية اللهم لا تجعلني أشقى الثلاثة فيقال له و ما الثلاثة فيقول رجل يرمى منفوق طمار و رجل تقطع يداه و رجلاه و لسانه و يصلب و رجل يموت على فراشه فكان منالناس من يهزأ به و يقول هذا من أكاذيب أبي تراب.

قال و كان الذي رمي به من طمارهانئ بن عروة و الذي قطع و صلب رشيد الهجري و مات مالك على فراشه .


الفصل الرابع و هو من قوله فنظرت فيأمري إلى آخر الكلام:


[296]

هذه كلمات مقطوعة من كلام يذكرفيه حاله بعد وفاة رسول الله (ص) و أنه كان معهودا إليه ألا ينازع في الأمر و لايثير فتنة بل يطلبه بالرفق فإن حصل له و إلا أمسك. هكذا كان يقول (ع) و قوله الحق وتأويل هذه الكلمات فنظرت فإذا طاعتي لرسول الله (ص) أي وجوب طاعتي فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه قد سبقت بيعتي للقوم أي وجوب طاعة رسول الله (ص) علي و وجوبامتثالي أمره سابق على بيعتي للقوم فلا سبيل لي إلى الامتناع من البيعة لأنه صأمرني بها.

/ 22