موسوعة طبقات الفقهاء جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
روى المفيد عن طائفة من كبار المشايخ منهم: القاضي أبو بكر محمد بن
عمر الجعابي، وأبو غالب أحمد بن محمد الزراري، وأحمد بن محمد بن
الحسن بن الوليد، وجعفر بن محمد بن قولويه، وأبو الحسن علي بن بلال
المهلبي، والشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه، ومحمد بن أحمد بن
الجنيد الكاتب المعروف بالاسكافي.
وكان شيخ الفقهاء والمحدّثين في عصره، مقدَّماً في علم الكلام، ماهراً في
المناظرة والجدل، عارفاً بالاَخبار والآثار، كثير الرواية والتصنيف.
وكان له مجلس بداره بدرب رباح يحضره خلق كثير من العلماء من سائر
الطوائف (1)، فتخرّج به جماعة وبرع في المقالة الاِمامية حتى كان يقال : له على
كل إمامي منّة (2)
قال فيه أبو العباس النجاشي: استاذنا وشيخنا، فضله أشهر من أن يوصف،
في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم.
وقال ابن النديم: كان دقيق الفطنة، ماضي الخاطر، شاهدته فرأيته بارعاً.
وقال اليافعي: البارع في الكلام والجدل والفقه، وكان يناظر أهل كل عقيدة
مع الجلالة والعظمة في الدولة البويهية.
وقد برز المفيد من بين أعلام عصره بفن «المناظرة» التي تعتمد
الموضوعية والمنهج والدليل المتفق عليه سبيلاً للاقناع، ووضوح النتائج (3)
فخاض ميادين المناظرة في الاِلهيات والمسائل الفقهية، إلاّ أنّ مناظراته كانت
تنصب في الدرجة