قال الذهبي في سيره: كان أوّلاً أثرياً ظاهرياً، فيما قيل، ثم تحوّل مالكياً مع ميل بيِّـن إلى فقه الشافعي في مسائل، ولا يُنكر له ذلك، فإنّه ممّن بلغ رتبة الاَئمّة المجتهدين.
أقول: وهو أحد العلماء الذين رَوَوْا حديث الغدير (من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه)، وقد رواه بطرق شتى، وعدّه من الآثار الثابتة (1)
ولابن عبد البر تصانيف كثيرة، منها: الاستيعاب في تراجم الصحابة، جامع بيان العلم وفضله، الانتقاء في فضائل الثلاثة الفقهاء وقد ترجم به مالكاً وأبا حنيفة والشافعي، القصد والاَمم في الاَنساب، الاِنباه على قبائل الرواة، التقصي لحديث الموطأ، الاِنصاف فيما بين العلماء من الاختلاف، والكافي في الفقه، وهذه كلها مطبوعة.
وله أيضاً: الاستذكار في شرح مذاهب علماء الاَمصار، بهجة المجالس وأنس المجالس (2) والمدخل في القراءات، وغيرها.
(1) الغدير: 1|111 برقم 208.
(2) وهو في أربعة أجزاء، وقد طبعت قطعة منه. الاَعلام: 8|240.