موسوعة طبقات الفقهاء جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
الشافعي، نزيل نيسابور.
ولد ونشأ ببغداد، ورحل مع أبيه إلى نيسابور، فاستقرّ بها، وتفقّه على أبي
إسحاق الاِسفراييني، وجلس بعده للاِملاء في مكانه بمسجد عقيل، فأملى
سنين.
وسمع المترجم من: أبي عمرو بن نُجيد، وأبي بكر الاِسماعيلي، وأبي
أحمد بن عدي.
روى عنه: البيهقي، والقُشيري، وعبد الغفار بن محمد بن شيرويه،
وغيرهم.
وكان فقيهاً، أصولياً، عارفاً بالفرائض، والنحو، وله أشعار.
صنّف تسعة عشر كتاباً، منها: أصول الدين، الفرق بين الفرق، الناسخ
والمنسوخ، تفسير القرآن، التحصيل في أُصول الفقه، التكملة في الحساب،
تأويل المتشابهات في الاَخبار والآيات.
قال العلاّمة السبحاني: إنّ السابر في كتاب «الفرق بين الفرق» يجد أنّ في
قلمه حدّة خاصة في عرض المذاهب، فلا يعرض المذاهب الاِسلامية ـ عدا
مذاهب أهل السنّة ـ بصورة موضوعية هادئة، بل يعرضها بعنف وهجوم، وهذا
بخلاف سيرته في كتاب أصول الدين.
أقول: ومع شهرة هذا الرجل، وتفنّنه في ألوان من العلوم، إلاّ أنّ هوى
التعصب قاده ـ وللاَسف ـ إلى كلام لا حظّ له من الموضوعية والنزاهة، فزعم في
كتابه «الفرق بين الفرق» بأنّه ليس (للروافض) قطّ إمام في الفقه والحديث، ولا
في اللغة والنحو، ولا في السير والتواريخ، ولا في التأويل والتفسير.
هكذا وبيسر يتهم أبو منصور أمة كبيرة بالعقم عن إنجاب العباقرة،
ويشطب وبجرّة قلم على تأريخها الحافل بالعظماء، وذوي الشأن.
ولا نريد أن ننبه إلى أنّ معظم علوم الاِسلام إنّما ولدت على أيدي رجال