مطارحات فی الفکر و العقیدة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مطارحات فی الفکر و العقیدة - نسخه متنی

مركز الرساله

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



وهكذا سار موكب النور قروناً موغلة في القِدَمِ ، يبلّغ رسالاتِ ربِّه ،
وكلّ شعاع منه أضاء لقوم في زمنٍ محدودٍ . حتى إذا ما بلغ الظلامُ أشدّه
والجهلُ منتهاه ، واتّخذَ النّاسُ أرباباً من دون الله ، وسجدوا سفاهةً لكلِّ
حجر ومدر !! بُعث خاتم الاَنبياء والمرسلين أبو القاسم محمّد صلى الله عليه وآله وسلم
مُبشراً، ومُنذراً ، وهادياً مهدياً ، وداعياً إلى صراطٍ مستقيمٍ ، ومنقذاً
للناس كافة (
ومَا أرسَلنَاكَ إلاّ رَحمَةً للعَالَمِين
)(1)
، فلا نبي ولا رسول بعد (
رَّسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيينَ
) (2)
، ولا يقبل غير دينه العظيم (
ومن يَبتَغِ غَيرَ الاِسلامِ دِيناً فَلَن يُقبَلَ مِنهُ وَهُوَ فِي الآخِرةِ مِنَ الخَاسِرِينَ
) (3) .



ولا يخفى على أحدٍ أنَّ للمسلمين تجاه هذا الدين القويم مذاهبَ
ومشاربَ شتّى ، وطبقاً لحديث (الفرقة النّاجية) (4)فاِنَّ جميعها ـ من غير
هذه (الفرقة) ـ لا يعبر عن واقع الدين ، لاستحالة ترسمها جميعاً محض
الحقِّ ، لِمَا اشتملت عليه من تناقضات لا يُتعقَّل كونها من الدين الخاتم .



والدينُ متى ما أدخل فيه ما ليس منه ، أو أُخرج عنه ما هو منه بفتنة
عمياء ، لم يكن ديناً ملبياً لحاجاتِ الاِنسان ، ولا مخاطباً لعقلهِ وسموّ
تفكيره ؛ لاَنَّه دين اختلط فيه السليم بالسقيم الّذي هو من صنع أهل البدع
والاَهواء .



وأمّا الدين الحقّ الذي لم تكن فيه لاَهل البدع والاَهواء يدٌ ، فلاشكَّ





(1) الانبياء 21 : 107 .



(2) الاحزاب 33 : 40 .



(3) آل عمران 3 : 85 .



(4) جاء في الروايات المتظافرة «ان الاُمّة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة واحدة ناجية والباقي
في النار..» راجع هذه الرواية في الاعتصام ، للشاطبي 2 : 189 .




/ 155