وأُميّة ومخزوم وزهرة وغيرها ، فهم الّذين تحالفوا على محاصرة عشيرة
محمّد الاَقربين ، بني هاشم وبني المطّلب !!
فهل خفي هذا على أحد ، لو خفيت عليه النصوص ؟!
فالذي جادل في النصوص ودَفَعها بأنّها لو صحّت ، أو لو أفادت
الخلافة ، لَمّا خفيت على عظماء الصحابة وجمهورهم .. عليه أن يقف
أمام هذه الحقيقة ، كيف خفيت عليهم ؟!
سلوك النبيّ في ابلاغ إمامة عليّ :
عمليّاً كان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يمارس إعداد الإمام عليّ ( ع ) لخلافته ، ومنذ بدء الدعوة ،
ويُظهر لصحبه وللناس أنّه ينصبه لذلك ، عملاً مشفوعاً بالقول أحياناً ،
مصرحاً بين الحين والحين بأنّ ذلك من الله تعالى وبأمره..
منذ البدء ، نشأ عليٌّ ( ع ) في بيت النبيّ ( ص ) يتبعه اتّباع الظلّ ، حتّى بُعث صلى الله عليه وآله وسلم
فكان عليٌّ أوّل من آمن به مع زوجته خديجة (1).
وكان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يخرج إلى البيت الحرام ليصلّي فيه ، فيصحبه عليٌّ ( ع )
وخديجة فيصلّيان خلفه ، على مرأىً من الناس ، ولم يكن على الاَرض من
يصلّي تلك الصلاة غيرهم (2).
(1) الطبقات الكبرى 3 : 21 ، سيرة ابن هشام 1 : 228 ، كتاب الاَوائل : 91 ـ 93 ، البدء والتاريخ 4 : 145 ،
السيرة النبوية ، ابن حبّان : 67 ، جوامع السيرة ، ابن حزم : 45 ، السيرة النبوية ، الذهبي : 70 ، الاِصابة 4 :
269 .
(2) مسند أحمد 1 : 209 ، المستدرك 3 : 183 وتلخيصه للذهبي ، الخصائص ـ بتخريج الاَثري ـ | 2 و 3 ،
تاريخ الطبري 2 : 311 ، مجمع الزوائد 9 : 103 .