فصل
قالوا: جعل الله طريق إثبات الحق شاهدين،وقد شهد لأبي بكر ثمانون ألف هم صدر الأمةوعدولها، بلا التباس، في قوله: (لتكونواشهداء على الناس (2)) أو تسليم الخصم، وعليلم ينازع فثبت لحق لأبي بكر.قلنا: لا اعتبار بكثرة العوام، فإنهمكالهوام، بل الاعتبار بالرؤساء أوليالأحلام الذين هم أساطين الاسلام، وقدكانوا في جانب علي عليه السلام.وقد ذكر البخاري حديث البيعة وفيه خالفعنا علي والزبير ومن معهما وأخرج مسلم أنهقيل للزهري: لم يبايع علي ستة أشهر؟ فقال:لا والله، ولا واحد من بني هاشم وقال نظامالدين الشافعي في شرح الطوالع: مالت طائفةإلى علي عليه السلام وهم أكثر أكابرهموروي تخلفه عنها البلاذري وهو من ثقاتهموابن عبد ربه وعمر بن علية والطبريوالواقدي فقد ظهر بهذا ونحوه من نقلهم عدمتسليم علي بخلافتهم، وقد ثبت بحديث الرايةوغيره محبة الله ورسوله له، ولا يحبانهإلا وهو متبع لهما لآية (إن كنتم تحبونالله فاتبعوني يحببكم الله (3)) فامتنع(1) النور: 22.(2) البقرة: 143.(3) آل عمران: 31.