فصل
ذكر عند الصادق عليه السلام أن النبي صلّىالله عليه وآله والأئمة عليهم السلام نهواعن الجدال فقال: المنهي عنه هو الجدال بغيرالتي هي أحسن، فإن الله أمر نبيه في قوله:(و جادلهم بالتي هي أحسن (1)) وغير الحسن أنيجادل مبطلا فيورد عليك باطلا فلا تردهبحجة نصبها الله، والتي هي أحسن مثل جدالالنبي صلّى الله عليه وآله لجاحدي البعثبقوله: (يحييها الذي أنشأها أول مرة (2)) نبهسبحانه على عظيم قدرته بقوله:(الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا (2)) علىأن من كمن النار الحارة في الأخضر، هو علىإعادة ما يفنى أقدر.وقال: (أوليس الذي خلق السماوات والأرضبقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاقالعليم (4)) وقد جادل النبي أهل خمسة أديان:اليهود، والنصارى والدهرية، والثنوية،ومشركي العرب، من أراد وقف عليه من تفسيرالإمام العسكري واحتجاج الطبرسي.وقد أورد المفيد في كتاب الكامل وكتابالأركان وكتاب المحاسن حديثا مسندا إلىالصادق عليه السلام (خاصموهم وبينوا لهمالهدى الذي أنتم عليه، وضلالهم و باهلوهمفي علي عليه السلام).وقد جادل النبي صلّى الله عليه وآلهالمشركين مرارا عند قولهم: (ما لهذا الرسوليأكل الطعام ويمشي في الأسواق (5)) (لولا نزلهذا القرآن على رجل من القريتين(1) النحل: 125.(2) يس: 79.(3) يس: 80.(4) يس: 81.(5) الفرقان: 7.