صراط المستقیم إلی مستحقی التقدیم جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
وخرج معها طلحة والزبير ومعظم الصحابةوكانت المحاربة فقتل طلحة و كف يده عنالزبير، لقول النبي صلّى الله عليه وآله:بشروا قاتل ابن صفية بالنار، فصرف زبيرالرمح عن ترقوة علي لما رآه لا يمد يدهإليه فقال له: أنسيت قول النبي صلّى اللهعليه وآله: ستحاربه وأنت ظالم له؟ فحطمرمحه فولى فتبعوه وقتلوه، و انكسر العسكر،وأمر علي بستر عائشة ثم اجتمع معها،وتباكيا وندما، على ما كان منهما.قالوا: ثم بعث علي إلى معاوية يعزله عنالشام، فدفع كتابه إلى عمرو بن العاص،فقال: اجعل لي مصر حتى أكفيك همه، ففعل قال:اكتب إليه: من ارتضاك حتى يصل عزلك إلي؟ ثمامتد الشر حتى كان حرب صفين، وقتل سبعونألفا من المسلمين: من أصحابك علي خمسةوعشرون، ومن أصحاب معاوية خمسة وأربعون ثمجرى التحكيم فاتفق عمرو والأشعري علىخلعهما، ونصب عبد الله بن عباس (1) فلماعزلهما الأشعري أثبتها عمرو في معاويةفقال: ما على هذا كان الاتفاق أنت كالحمارتحمل أسفارا فقال عمرو: وأنت كالكلب إنتحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ثم افترقالفيلقان، فشاق عليا الخوارج من أصحابهوكان حرب النهروان وكان منهم ابن ملجم،فقتل عليا بمسجد الكوفة ودفن علي فيه بينقصر الإمارة والقبلة.قلنا: نمنع من عدم سبب آخر غير البيعة، لأنالأمة لما افترقت ثلاث و سبعين للحديثالمشهور، خرج منها أربع النصيريةوالناكثون والقاسطون والمارقون والباقونادعوا النص وأنكروا الاختيار وقد أسلفناذلك في الآيات والأحبار.وقد قال إمام الحرمين: الاجماع على إمامةعلي لا حاجة له، وإنما هاجت الفتن لأمورأخر قلت: هي التهمة بقتل عثمان المسبب عنالشورى التي لم تكن برضا علي، فكان حربالجمل وصفين عنها، والخوارج مسبب عنالمسبب عنها.