صراط المستقیم إلی مستحقی التقدیم جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
دون غيره، قلنا: يرده قوله تعالى: (فقدنصره الله (1)) ولم يذكره.قالوا: أنزل الله سكينته على أبي بكرلأنها لم تفارق النبي قط قلنا: لو نزلتعليه لكان في المحاربين، وقد عرفت أنه منجملة الهاربين، والسكينة أجل قدرا وأعظمخطرا من أن يطيش محلها أو يهرب من وصف بها،وهذه كتب المغازي لم يذكر في شئ منهاثابتا، ولا لضعيف فضلا عن غيره قاتلا ولاجارحا، بل المشركون بريئون من محاربته،مبتلون بعلي ونكايته، وقد وسمه النبي صلّىالله عليه وآله بالفرار كما سمى عليابالكرار، وهما من أسماء المبالغة وأيضافلو كانت لم تفارق النبي صلّى الله عليهوآله قط فما بالها نزلت بعد ذلك في قوله:(فأنزل الله سكينته على رسوله وعلىالمؤمنين (2)) بل نقول: اختصت في الغاربالنبي إذ لو كان معه مؤمن لشركه فيهاكغيرها، وما هذا إلا كتنبيه الغافلين،وإرشاد الضالين، ولأن (الهاء) كناية عنالنبي من أول الآية إلى آخرها، ولم يأتبالتثنية في نزولها.إن قالوا: جازت العناية بالواحد عنالاثنين في (انفضوا إليها (3)) (ولاينفقونها) (4) قلنا: معلوم عند السامعالرجوع إليها بخلاف ما نحن فيه إذ لا يعلمالسامع بدخول أبي بكر معه كما تدعيه،فيكون ملغزا غير لايق بقوله: (تبيانا لكلشئ (5).قالوا: اختص أبو بكر بالحزن فاختصبالسكينة لحاجته قلنا: جاز مشاركة النبيله فيه فهو أولى بها منه، على أن السكينةلم ترتبط بالحزن لنزولها على النبي صلّىالله عليه وآله في بدر وحنين.إن قالوا: خاف ولم يظهره، قلنا: وفي الغارخاف ولم يظهره.