نفحات اللاهوت فی لعن الجبت و الطاغوت نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
{يعلنهم الله ويلعنهم اللاعنون} أمرالملائكة والناس واللاعنين بلعن اُولئكالمذكورين، كما في قوله تعالى{والمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصنَبِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوء}(1)، إذلا معنى لكون ذلك إخباراً منه سبحانه; إذلا فائدة فيه، ولأنّه لو كان خبراً لم يكنمطابقاً للواقع، إذ ليس الحال في الواقعكذلك، وعدم المطابقة في خبره تعالى محال.
وقد تكرّر ذكر اللعن في كلامه سبحانه علىوجه أفاد أنّه مِن أحبّ العبادات إليه،وناهيك به شرفاً أنّ الله تعالى جعلهوسيلةً إلى إثبات دعوى النبوّة وحجّة علىالجاحدين لها في المباهلة لنصارى نجرانحيث قال سبحانه: {ثُمَّ نَبتَهِلفَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلىالكاذِبينَ}(2). ولذلك انقطعوا، ولَجأُواإلى الصلح وبذلوا(3) الجزية، ولم يجدوا إلىترداد القول سبيلاً.
وكذا اللعان بين الزوجين مُسقط للحدّعنهما، وموجب لنفي الولد بحيث لا ينسب إلىالملاعن أبداً، وربّما أوجب الحدّ علىالمرأة إذا نكلت من غير شهود ولا بيّنة.وهذا يدلّ على جلالة قدر اللعن وعلوّمنزلته، بحيث يترتّب عليه مثل هذهالأحكام. وقد روي أنّ النبيّ (صلّى اللهعليه وآله)قال: " لعن الله الكاذب ولو كانمازحاً "(4).
وقال في جواب أبي سفيان حين هجاه بألف بيت:" اللّهم إنّي لا أحسن الشعر ولا ينبغي لي،اللّهم العنه بكلّ حرف ألف لعنة "(5)، إلىغير