نفحات اللاهوت فی لعن الجبت و الطاغوت نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فإن قيل: إنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله)كان عارفاً بهم; لقوله تعالى:{وَلَتعرِفَنَّهُم في لَحنِ القَولِ}.
قلنا: ليس كلامنا في معرفتة (صلّى اللهعليه وآله)، بل في معرفة باقي الخلق.
فإن قيل: باقي الصحابة كانوا يعرفونهمأيضاً، لِما ورد أنّ جماعة كانوا معروفينبالنفاق.
قلنا: إن صحّ فلم ينحصروا في اُولئك.
ويزيده بياناً: أنّ العدالة إذا ثبتت فيزمان لا يمتنع زوالها، بل لا يمتنع زوالالإسلام، كما في صاحب موسى (عليه السلام)حيث قال الله تعالى: {وَاتلُ عَلَيهم نَبأَالَّذي آتيناهُ آياتِنا فَانسَلَخَ منهافَأتَبَعَهُ الشَّيطانُ فَكانَ مِنَالغاوينَ وَلَو شِئنا لَرَفعناهُ بهاوَلكِنَّهُ أَخلَدَ إلى الأرض وأتَّبعَهَواهُ}(1)، وكان قد اُوتي علم بعض كتبالله، وقيل: كان يعرف اسم الله الأعظم ثمَّكفر بآيات الله.
فإذا كان كذلك فلا بُدّ من تتبّع أحوالهمفي حياة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وبعدموته; ليعلم مَن مات على العدالة وغيره،ولا طريق لذلك إلاّ ما ورد في السِيرَوالتواريخ.
وقد روى البخاريّ في تفسير قوله تعالى:{وَكُنتُ عَلَيهِم شَهيداً ما دُمتُفيهِم}(2) الآية، قال: حدّثنا أبو الوليد(3)،قال: حدّثنا شُعبة، قال: حدّثنا المغيرة بنالنعمان، قال: سمعتُ سعيد بن جبير عن ابنعباس قال:
خطبَ رسول الله (صلّى الله عليه وآله)فقال: " أيّها الناس، إنّكم محشورون إلىالله