نفحات اللاهوت فی لعن الجبت و الطاغوت نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وكذلك غير الإبل(1).
أقول: وإذا كان الارتداد قد وقع للصحابةبعد النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، فكيفيكونون كلّهم على الإيمان والعدالة؟
وفي رواية مسلم أنّ النبيّ (صلّى اللهعليه وآله) قال: " يكون بعدي أئمّة لايهتدون بهداي ولا يستنّون بسنّتي، وسيقومفيهم رجال قلوبهم قلوب الشيطان في جثمانالإنس ". قال حذيفة: قلت: كيفَ أصنع ـ يارسول الله ـ إن أدركت ذلك؟ قال: " تسمعوتطيع الأمير، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالكفاسمع وأطع "، رواه في (المشكاة)(2).
الوجه الثاني: عدم جواز التعرّض إلى أحدمن الصحابة بلعن ولا غيره وإن حصل الاطلاععلى زلاّتهم.
لا ريب في بطلانه; لأنّه إنّما حصل الشرفوالتقدّم وعلوّ المرتبة للخلق بالتزامهذا الدين، ولا ريب أنّ كلّ من وجد فيه مايقتضي الطعن وجب الإنكار عليه إن كانموجوداً، وعلى متابعيه والمعتقدين فيهوالمائلين إليه مطلقاً; لوجوب الأمربالمعروف والنهي عن المنكر عموماً، ولميكن لأحد من الخلق خصوصيّة ولا محاباة منالشارع في ذلك.
ولأنّه لا يجوز في عصمة النبيّ (صلّى اللهعليه وآله) أن ينهى عن الإنكار على عاصوزجره وزجر متابعيه; لأنّ ذلك مفوّت للغرضمن نصبه، فإنّه إذا وجد محابياً في الدينيَعظُم من يتظاهر بمخالفته وينهى عنالإنكار عليه،