نفحات اللاهوت فی لعن الجبت و الطاغوت نسخه متنی

تَنَفَّرَت الطباع من متابعة دينه ومنزجره وحده وقتله بقيّة العُصاة، وذلكمعلوم البطلان، وقد خاطبه الله تعالىبقوله ـ مع أنّه أعزّ الخلق ـ: {لَئنأَشرَكتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُك}(1)، وقالتعالى: {وَلَو تَقَوَّلَ عَلَينا بَعضَالأقاويلِ لأخذنا مِنهُ بِاليَمينِ ثُمَّلَقَطعنا مِنهُ الوَتينِ}(2)، وروي أنّالنبيّ صلّى الله عليه وآله قال: " لو سرقَتفاطمة لقطعت يدها "(3).

ثمّ كيف يحلّ لمؤمن يعتقد أنّه يلقى اللهتعالى في الميعاد أن يقول: يزيد صحابيّوأنّه عدل لا يجوز لعنه!! مع أنّه قتل أحدسبطي النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، وسبينساءه وعياله، وأحضرهم في الشام عنده فيأسر الذلّ كسبي كفّار الروم والديلم، وكانيشرب الخمر وعنده رأس الحسين (عليه السلام)وينكت ثناياه الشريفة بالقضيب، وغزىمدينة الرسول (صلّى الله عليه وآله)وأباحها كسائر بلاد الكفر، ولم يلتفت إلىحرمة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وقبرهالشريف فيها، وأخاف المسجد الحرام، إلىغير ذلك من أفعاله.

وكذا القول في معاوية الّذي لم يسلم إلاّخوفاً من السيف بعد الفتح، وحاله فيمحاربة عليّ (عليه السلام) ثمانية عشرشهراً، وقد قال النبيّ (صلّى الله عليهوآله) له: " حربك حربي "(4). وتظاهره باللعن لهووضعه إياه على المنبر، وقد قال

1- الزمر: 65.

2- الحاقّة: 44 ـ 46.

3- صحيح مسلم 3: 1315 ـ 1316 حديث 8 ـ 11.

4- مناقب الإمام علي بن أبي طالب (عليهالسّلام) لابن المغازلي: 50/73.

وفي سنن الترمذي 5: 699 حديث 3870 ومسند أحمدبن حنبل 2: 422 ومستدرك الصحيحين 3: 149،والمعجم الكبير للطبراني 3: 31 " أنا حربٌلمن حاربكم وسلم لمن سالمكم ".