نفحات اللاهوت فی لعن الجبت و الطاغوت نسخه متنی

ولو أنّ أحداً من الناس فسَّر كلام عُمَربمثل هذا التفسير ـ مِن غير أن يعارضه نقلأو حديث ـ لم يرضوا منه بدون التكفير!!وهكذا يصنعون في كلام الله عداوةً لأميرالمؤمنين (عليه السلام) وعصبيّة لرؤساءالكافرين، فلعنة الله عليهم أجمعين.

إذا تقرّر ذلك في قلوب المؤمنين عُلِمبالضرورة أنّ الآية نصّ على إمامة أميرالمؤمنين (عليه السلام); لأنّ الولايةالثابتة للحقّ على الخلق الّتي يمكنمشاركة الرسول صلّى الله عليه وآله فيهاإنّما هي أولويّة التصرّف في اُمورهموالسلطنة عليهم.

وذلك بعينه ثابت لأمير المؤمنين (عليهالسلام) بمنطوق الآية، مع ما فيها منالمؤكّدات الدالّة على تمام الاعتناءبشأن مَن اُنزلت فيه، مثل " إنّما " الدالّةعلى الحصر وتأسيس الولاية عليهم لله، وعطفولاية أميرالمؤمنين (عليه السلام) عليها،فإنّ كون الولاية عليهم لله ولرسوله كانإذ ذاك معلوماً عندهم بالضرورة والبداهة،فلم يكن محتاجاً إلى ذكره لإعلامهم به، بللإعلامهم أنّ ولاية الّذين آمنواالمقيمين الصلاة والمؤتين الزكاة مثل تلكالولاية ونظيرها.

وكذا قوله: {وَمَن يَتَولَّ اللهَوَرَسُولَهُ وَالَّذينَ آمَنوُا}، أعادكلاًّ بلفظه تعظيماً، دون أن يقول: " ومنيتولَّهم ".

إلى غير ذلك من العبارات، والتصدير بأداةالعموم، ووضع المظهر موضع المُضمر،وجعلهم حزب الله، وقوله: {هم الغالبون}. ففيجملة هذه الاُمور ما يقطع المنصف منالخصوم عن إعادة الجدال مع خصمه.

ونحن لا نقول: إنّ القائلين بذلك يجهلونمواقع الألفاظ، ومعاني كلام العرب،ومقصود الآية الكريمة وأمثالها.