نفحات اللاهوت فی لعن الجبت و الطاغوت نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
النبيّ صلّى الله عليه وآله لَمّا أرادالهجرة اشترى من أبي بكر بعيراً ودفع إليهالثمن فأخذه.
قال: فَمَن لم ينفع النبيّ صلّى الله عليهوآله بماله في مثل هذا اليوم، مّتى يكوننفعه له، بعد انتشار الأمر وكثرة الغنائموظهور المسلمين؟!
وعلى تقدير الصحّة والتسليم، فهل يكونهذا صالحاً لأنْ يتّخذه الله خليلاًبسببه، مع أنّه قد عبد الأصنام وعفّر وجههلها مِن دون الله؟! وهَل يليق بخليل اللهأن يعبد الأصنام من دون خليله؟!
ولو لم يكن في أبي بكر شيء من العيوب الّتيتمنع من إمامته إلاّ هذه الصفة لكانتكافية، فإنّ من كانت هذه حالته كيفَ يليقُبحكمة الحكيم أن يجعله حاكماً على مثلأمير المؤمنين عليه الصلاة والسّلامالّذي لم يُشرك باللهِ طرفة عين، وإماماًله يُرشده إلى طريق الهدى ويدلّه علىمواقع الشرع ويُعَلِّمه ما خفي منالدين؟!!!
لكن مَن جوّز على إلهه أن يفعل الكفرويعاقب عليه ويوجب الرضى به، لا يمتنععنده أن يتّخذ خليلاً كافراً ويُؤمّره علىأعظم مخلوقاته!!
ومنها: قوله تعالى في آية المباهلة: {قُلْتَعالَوا نَدْعُ أَبناءَنا وأَبناءَكُمونِساءَنا وَنِساءَكُم وَأَنْفُسَناوأَنفُسَكُم}(1)، وقد اتّفق علماء الإسلامعلى أنّ المراد بقوله: {وأَنْفُسَنا} عليّ(عليه السلام).
ولو أنكر منكرٌ ذلك لألزمناه بأنّ النبيّصلّى الله عليه وآله إنّما أتى بعليّوفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)،فدلّ على أنّ المراد بأبنائه: الحسنوالحسين عليهما السّلام، وبنسائه: فاطمة(عليها السلام)، وبأنفسه: نفس عليّ (عليهالسلام).