نفحات اللاهوت فی لعن الجبت و الطاغوت نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ببيعته بمجرّد الرأي من غير رجوع إلىالكتاب والسنّة. فإذا بايع الجميع انعقدتالإمامة شرعاً عموماً; لأنّ كلّ شخص يملكأن يبايع شخصاً على أن يكون حاكماً عليه.
وهذا مع ظهور فساده يستلزم دخول النساء فيذلك، وكذا العوام المستضعفين حتّى لوتخلَّف واحد لم تثبت الإمامة عموماً.
وثالثها: أن تكون الإمامة من المناصبالدنيويّة الّتي لا تعلّق لها بالشرع، بلهي منوطة برأي عُرَفاء الرجال، كما يصنعكفّار الهند والفرنج ونحوهم في نصبسلاطينهم.
وحينئذ فلا مدخلَ للنساء في ذلك عندهم;لاستصغارهم إيّاهنّ عن مثل هذ المنصب،وكذا الضعفاء والمساكين.
والظاهر أنّهم يُريدون هذا، لكن يلزم أنلا تكون الإمامة ثابتة شرعاً على هذاالتقدير، ولا تكون خلافةً عن النبيّ صلّىالله عليه وآله، ولا يثبت لهذا الملعون ـالذي يزعمونه إماماً ـ وجوب الطاعة شرعاً،ولا كونه حافظاً للشرع، ولا أولويّة عليه،ولا استحقاق العزل والنصب شرعاً. ولا يكونالمخالف له عاصياً ولا الخارج عليهباغياً، ولا يستحقّ ميراث من لا وارثَ له،وليس له أن يحمي إلى غير ذلك من الأحكامالشرعيّة. وإلاّ لزم أن يثبت شي أو ينتفيشرعاً بغير قول الشارع ابتداءً وانتهاءً،وهو معلوم البطلان.
فالإمامة على مقتضى قول أهل السنّة لاتخلو من هذه الاُمور الثلاثة، ووجه الحصرفيها أنّ الإمامة إمّا أن تكون منصباًشرعيّاً أو لا، والأوّل إمّا أن يكونباستخراج أهل الحلّ والعقد إيّاها من كلامالله ورسوله صلّى الله عليه وآله، أو بأنيبايع كلّ شخص عن نفسه، ويمتنع وجود قسمآخر.