واذا قيل ـ فرضاً ـ أنه يستفاد من الرواية أن الرسول الأكرم (ص) لم يورث شيئا سوى العلم، وأن أمر الولاية والخلافة ليس إرثا، وأننا لا نستفيد من قول رسول الله (ص) : علي وارثي ان امير المؤمنين (ع) خليفته، فعند ذلك نضطر ـ لأجل اثبات خلافة أمير المؤمنين والائمة (ع) ـ إلى التشبث بالنص، والقول: أن الرسول (ص) نصب أمير المؤمنين (ع) للخلافة، ونقول بنفس الشيء بالنسبة لولاية الفقيه. إذ بناءاً على تلك الرواية التي ذكرناها سابقا؛ فإن الفقهاء منصوبون من قبل رسول الله (ص) للحكومة والخلافة. وبهذا الطريق يجمع بين هذه الرواية والروايات الدالة على النصب.
مؤيد من الفقه الرضوي
ينقل المولى النراقي (رحمه الله) في عوائد الايام رواية عن الفقه الرضوي بهذا المضمون: منزلة الفقيه في هذا الوقت كمنزلة الانبياء في بني اسرائيل ونحن بالطبع لا نستطيع القول بأن الفقه الرضوي صادر عن الامام الرضا (ع)، لكن يمكننا التمسك به كمؤيد.يجب أن يعلم أنه ليس المراد بأنبياء بني اسرائيل الفقهاء الذين كانوا في زمان النبي موسى (ع) والذين ربما وصفوا بالانبياء لجهة من الجهات. فالفقهاء الدين كانوا زمن النبي موسى (ع) كانوا كلهم تابعين له، ويعملون في ظل حاكميته. ولعل النبي موسى عندما كان يرسلهم إلى التبليغ في بعض الامكنة كان يجعلهم أولياء للامر أيضاً. نعم فنحن لا نمتلك اطلاعا دقيقا عن وضعهم، لكن من المعلوم أن موسى (ع) كان من أنبياء بني اسرائيل أيضاً، وأن كل ما هو للرسول (ص) فقد كان للنبي موسى (ع) أيضاً ـ طبعا مع الاختلاف في الرتبة والمقام والمنزلة ـ وبناءاً عليه فنحن نفهم من عموم المنزلة في الرواية أن ما كان للنبي موسى (ع) من أمر الحكومة والولاية على الناس فهو للفقهاء أيضاً.
سائر المؤيدات
ونقل رواية عن جامع الاخبار أيضاً بأن رسول الله (ص) قال: افتخر يوم القيامة بعلماء أمتي . وعلماء أمتي كسائر الأنبياء