نحو عاشوراء جديدة - حکومة الاسلامیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حکومة الاسلامیة - نسخه متنی

سید روح الله الموسوی الخمینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

للتفاهم مع أخوتهم المسلمين، ونشر أحكام الإسلام، والتفكير بحلول لمشاكل المسلمين ومصائبهم العامة، فيبذلوا المساعي المشتركة مثلاً لأجل تحرير فلسطين ـ ذلك الوطن الإسلامي ـ وتراهم بدلاً من ذلك يعملون على ايجاد الخلافات. مع أنّ المسلمين في صدر الإسلام كانوا يحققون الانجازات المهمة في اجتماع الحج أو الجماعة والجمعة. لم تكن خطبة الجمعة مجرد قراءة سورة ودعاء وبضع كلمات، بل كانت خطب الجمعة ُتجيّش فيها الجيوش، وكانوا يتوجهون من المسجد إلى ميدان الحرب. وذاك الذي يتوجه إلى ميدان القتال من المسجد لا يخاف سوى الله فقط، ولا يخشى القتل والفقر والتهجير. وجيش كهذا هو جيش فتح وظفر.

عندما تطالعون خطب الجمعة لأميرالمؤمنين (ع) وخطبه بشكل عام تجدون أنه كان ينهج فيها هذا النهج، من تحريك الناس، ودفعهم للنضال، والتضحية في سبيل الإسلام، والدفاع عنه، والعمل على حل مشاكل الدنيا. لو كانوا يجتمعون كل جمعة، ويتدارسون مشاكل المسلمين العامة، ويحلونها أو يصممون على حلها، لما آلت الأوضاع إلى هذه الحال. علينا هذه الأيام أن نقوم بتشكيل وتنظيم هذه الاجتماعات بكل جدية، وأن نستغلها في التعليم والارشاد والتوجيه.

وبهذا تتسع النهضة العقائدية والسياسية للإسلام وتزداد اتّقاداً.

نحو عاشوراء جديدة

تبنُّوا الإسلام واطرحوه، وحققوا بذلك نظير عاشوراء. كيف حفظنا استمرارية عاشوراء بقوة، ولم نسمح بزوالها ونسيانها، وكيف يستمر الناس لليوم بإحياء عاشوراء بالتجمع واقامة الشعائر (سلام على مؤسسها)، فأنتم اليوم أيضاً أوجدوا تياراً يدعو لأمر الحكومة الإسلامية، ويحييها من خلال إقامة الاجتماعات ومجالس العزاء والوعظ، وطرح المسألة وتركيزها في أذهان الشعب.

إذ لو قمتم بالتحدث عن الإسلام، وعرّفتم الناس على عقائده واُصوله وأحكامه ونظمه الاجتماعية، فإنهم سوف يتقبلونه بحماس تام، والله يعلم أن مريدي الإسلام كثيرون. وقد جرَّبت ذلك بنفسي، فعندما كان يتم إلقاء كلمة ما، كانت تحدث تياراً في الناس. والسبب في ذلك هو أن الجميع منزعجون من الوضع وغير راضين عنه، لكنهم لا يستطيعون إظهار ذلك في ظل الحراب والارهاب. فهم يحتاجون لمن يقف ويتكلم بشجاعة. وأنتم أبناء الإسلام الشجعان، قفوا بقوة، وتكلموا أمام الناس، وبيِّنوا الحقائق لجماهير الناس بالاُسلوب البسيط، وادفعوهم نحو التحرك والثورة، وانفخوا في أبناء الشعب ـ من عمال ومزارعين طيبين وجامعيين يقظين ـ روح الجهاد، فسيتحولون جميعاً إلى مجاهدين. إنّ جميع طبقات الشعب مستعدة للنضال لأجل حرية الاُمة واستقلالها وسعادتها. وهذا النضال يحتاج إلى الدين، فضعوا الإسلام ـ الذي هو دين الجهاد والنضال ـ بين يدي الشعب، ليصححوا أخلاقهم وعقائدهم طبقه، ويشكلوا قوة مجاهدة تقضي على الأجهزة السياسية الجائرة الاستعمارية، وتقيم الحكومة الإسلامية.

الفقهاء حصون الإسلام عندما يقومون بدور تبيين عقائد الإسلام ونظمه للناس، ويكونوا مدافعين عنه، ويرسخون ذلك من خلال المواقف الصلبة الواعية، ومن خلال قيادة الناس. فعندها سيشعر الناس ـ ولو بعد مرور العقود الطويلة على فقدهم ـ بأنّ ذلك الخسران كان مصيبة على الإسلام، وأنه قد خلَّف فراغاً. وبحسب تعبير الرواية ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء . عندما يقول الحديث: إذا مات الفقيه المؤمن ثلم في الإسلام ثلمة فهل المراد هو مثلي، ممن جلس في بيته لا شغل له سوى المطالعة؟ إنّما يُثلَمُ في الإسلام ثلمة عندما يفقد الإسلام شخصاً كالإمام الحسين (ع)، الذي كان حافظاً لعقائد الإسلام وقوانينه ونظمه. أو كمثل العلامة نصير الدين الطوسي والعلاّمة الحلي الذين قدّموا الخدمات الجليلة والبارزة، فهؤلاء عندما يموتون يثلم في الإسلام ثلمة. أمّا أنا وحضراتكم فما الذي قدمناه للإسلام لكي نكون مصداق هذه الرواية فيما لو متنا؟ لو مات ألف شخص منا فليس من أثر، فنحن إما أننا لسنا بفقهاء حقيقة، أي كما يجب، أو أننا لسنا مؤمنين حق الإيمان.

المقأومة والنضال طويل الأمد

ليس ثمة عاقل يتوقع أن نتوصل من خلال عملنا التبليغي والارشادي إلى تشكيل الحكومة الإسلامية بسرعة. فمن أجل النجاح في إقامة الحكومة الإسلامية المستقرة،

/ 72