برنامج النضال من أجل اقامة الحكومة الإسلامية - حکومة الاسلامیة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وحرامه.
عندما يقول (ع) : مجاري الأمور والأحكام بأيدي العلماء، فذلك ليس لمدة سنتين أو عشر سنوات مثلاً، وليس ناظراً إلى أهل المدينة فقط. فمن نفس الرواية والخطبة يعلم أن الامام (ع) يتكلم من خلال نظرة واسعة تلاحظ أمة كبيرة يجب أن تقوم بالحق.
إن العلماء الامناء على حلال الله وحرامه، والحائزين لخصلتي العلم والعدالة اللتين ذكرناهما فيما مضى، لو طبقوا الأحكام الالهية، وأقاموا الحدود، وكان مجرى أحكام الإسلام وأموره على أيديهم، لما بقي الشعب جائعاً وعاجزاً، ولما تعطلت أحكام الإسلام.
هذه الرواية الشريفة من مؤيدات بحثنا. ولو لم تكن ضعيفة السند لأمكن القول أنها من الادلة. هذا ما لم نقل أن مضمونها شاهد على كونها صادرة من لسان المعصوم (ع)، وأن مضمونها صادق.
لقد انتهينا من البحث في موضوع ولاية الفقيه ولن نتكلم بعد في هذا المجال، ولا حاجة أيضاً للبحث في فروع المطلب، كالبحث عن كيفية الزكاة وإجراء الحدود مثلاً. لقد بحثنا في أسس الموضوع، أي ولاية الفقيه (الحكومة الإسلامية) وبيَّنا أن الولاية التي كانت للنبي الأكرم (ص) والأئمة (ع) هي ثابتة للفقيه، ولاشك في هذا المطلب أيضاً، إلا أن يقوم دليل على الخلاف في بعض الموارد، وبالطبع فاننا سنخرج ذلك المورد عندها أيضاً.
وكما ذكرت فيما سلف أيضاً، فان موضوع ولاية الفقيه ليس موضوعاً جديداً جئنا به نحن، بل إن هذه المسألة وقعت محلاً للبحث منذ البداية. فحكم المرحوم الشيرازي في حرمة التنباك كان واجباً اتباعه، حتى من الفقهاء الآخرين أيضاً. وقد اتبع ذلك الحكم جميع علماء ايران الكبار ماعدا بضعة اشخاص وهو لم يكن حكماً قضائياً في خلاف بين بعض الاشخاص، بل كان حكماً ولائياً (حكومياً) اصدره (رحمه الله) بالعنوان الثانوي مراعاة لمصالح المسلمين. وكان الحكم مستمراً مادام العنوان موجوداً. وبزوال العنوان ارتفع الحكم. المرحوم الميرزا محمد تقي الشيرازي الذي حكم بالجهاد ـ وكان ذلك بصفة دفاع بالطبع ـ فقد اتبعه بقية العلماء، لأنه كان حكماً ولائياً (حكومياً).
حسبما ينقل فإن المرحوم كاشف الغطاء أيضاً قد تعرض للكثير من هذه الأمور. وقد ذكرت لكم أنه من المتأخرين المرحوم النراقي يرى ثبوت جميع شؤون رسول الله (ص) للفقهاء. والمرحوم النائيني أيضاً يقول أن هذا المطلب يستفاد من مقبولة عمر بن حنظلة . وعلي أية حال هذا البحث ليس جديداً وإنما قمنا نحن بالبحث حوله أكثر فحسب، ووضعنا تشعبات المطلب المذكور في متنأول السادة لتتضح المسألة أكثر. كما قمنا تبعاً لأمر الله تعالى في كتابه، وبلسان نبيه (ص) ببيان بعض الأمور المبتلى بها هذه الايام. وإلاَّ فإن المطلب هو نفس ما فهمه الكثيرون وذكروه.
لقد قمنا بطرح اصل الموضوع. وعلى هذا الجيل والاجيال القادمة أن تبحث وتفكر في ذيوله وتشعباته، وأن تجد السبيل إلى تحقيقه. ليطردوا عن أنفسهم التراخي والضعف واليأس. وسوف يتوصلون إن شاء الله إلى كيفية التشكيل، وسائر الفروع من خلال التشأور وتبادل وجهات النظر، ويضعون مسؤوليات الحكومة الإسلامية بيد خبراء أمناء عقلاء من أهل الإيمان والعقيدة، ويقطعون أيدي الخونة عن الحكومة والوطن وبيت مال المسلمين. ليتيقنوا أن الله القدير معهم.
برنامج النضال من أجل اقامة الحكومة الإسلامية
نحن مكلفون بالعمل الجدي لأجل إقامة الحكومة الإسلامية، ويعتبر العمل الدعائي أول أنشطتنا في هذا الطريق، فيجب أن نتقدم من خلال العمل الاعلامي، ففي جميع أنحاء العالم كان الأمر كذلك على الدوام. إذ يلتقي عدة أشخاص ويفكرون في الأمر، ثم يقررون ويقومون بعد ذلك بالعمل الدعائي، فيزدادون شيئاً فشيئاً، إلى أن ينتهي الأمر بأن يصيروا قوة نافذة في حكومة كبيرة ـ أو يحاربونها ـ ومن ثم يسقطونها. لقد قضوا على محمد علي ميرزا وأقاموا حكومة المشروطة. ولم يكن منذ البداية ثمة جيش وقوة، وإنّما تقدَّموا من خلال العمل الدعائي. وأدانوا المتسلطين والمتفرعنين،