حکومة الاسلامیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حکومة الاسلامیة - نسخه متنی

سید روح الله الموسوی الخمینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ولا في منزلتكم تعملون، ولا من عمل فيها (تعينون) فانتم لم تستفيدوا من مقامكم (مراكزكم) ولم تقوموا بأي عمل. كما أنكم لا تساعدون من يقوم بوظيفته.

وبالإدهان والمصانعة عند الظلمة تأمنون. كل ذلك مما أمركم الله به من النهي والتناهي وأنتم عنه غافلون فكل همكم ومطمعكم أن يدعمكم الظالم ويحترمكم، ولا شغل لكم بما يجري على الشعب، وبما ترتكبه الدولة من أعمال.

وأنتم أعظم الناس مصيبة لما غلبتم عليه من منازل العلماء لو كنتم تسعون، ذلك بأن مجاري الأمور والأحكام على ايدي العلماء بالله، الأمناء على حرامه وحلاله، فأنتم المسلوبون تلك المنزلة .

يستطيع الامام (ع) أن يقول: انهم سلبوا حقنا، ولم تتحركوا، أو أنهم سلبوا حق الائمة (ع) وبقيتم ساكتين. لكنه قال: العلماء بالله الذين هم الربانيون والقادة، وليس المراد أهل الفلسفة والعرفان. فالعالم بالله هو العالم بأحكامه، والذي يعرف أحكام الله يطلق عليه روحاني أو رباني وهذا بالطبع عندما تكون الروحانية والتوجيه إلى الله غالبة عليه.

فأنتم المسلوبون تلك المنزلة. وما سلبتم ذلك إلا بتفرُّقكم عن الحق، واختلافكم في السنة بعد البيَّنة الواضحة. ولو صبرتم على الأذى، وتحملتم المؤونة في ذات الله، كانت أمور الله عليكم ترد، وعنكم تصدر، واليكم ترجع .

فلو استقمتم وقمتم بالأمر، لرأيتم أن ورود الأمر وصدورها بأيديكم. فلو قامت تلك الحكومة التي يريدها الإسلام، لما تمكنت دول الدنيا من الوقوف بوجهها، ولخضعت لها.

لكن وللأسف لم تقم تلك الحكومة بسبب التقصير. كما لم يسمح المخالفون في صدر الإسلام بتأسيسها، وبأن يتسلمها من كان مرضيِّا لله ورسوله، حتى وصلت الأمور إلى ما هي عليه الآن.

ولكنكم مكَّنتم الظلمة من منزلتكم فعندما تخليتم عن القيام بوظيفتكم وتركتم أمر الحكومة، أفسح في المجال أمام الظلمة ليستولوا على ذلك الموقع.

واستسلمتم أمور الله في ايديهم، يعملون بالشبهات، ويسيرون في الشهوات سلَّطهم على ذلك فراركم من الموت، وإعجابكم بالحياة التي هي مفارقتكم، فأسلمتم الضعفاء في أيديهم، فمن بين مستعبد مقهور، وبين مستضعف على معيشته مغلوب كل هذه الأمور تنطبق على زماننا هذا. وهي تنطبق على عصرنا اكثر مما تنطبق على زمان صدور هذا الكلام من الامام (ع).

يتقلبون في الملك بآرائهم، ويستشعرون الخزي بأهوائهم، اقتداءً بالاشرار، وجرأة علي الجبار. في كل بلد منهم على منبره خطيب يصقع .

لقد كان الخطباء يمتدحون الظلمة في ذلك الزمان، واليوم فإن الإذاعات تزعق كل يوم بمخالفة الإسلام، وبالدعوة لهم، وباظهار أحكام الإسلام بخلاف ما هي عليه.

فالارض لهم شاغرة فالبلاد في هذه الايام مهيأة للظلمة دون مانع أو رادع ينهض ضدهم وايديهم فيها مبسوطة، والناس لهم خول لا يدفعون يد لامس. فمن بين جبار عنيد، وذي سطوة على الضعفة شديد، مطاع لا يعرف المُبديء والمُعيد. فيا عجباً، وما لي لا أعجب، والأرض من غاش غشوم، ومتصدق ظلوم، وعامل على المؤمنين لهم غير رحيم. فالله الحاكم فيما فيه تنازعنا، والقاضي بحكمه فيما شجر بيننا .

اللهم إنك تعلم انه لم يكن ما كان منا تنافساً في سلطان، ولا التماساً من فضول الحطام، ولكن لِنُريَ المعالم من دينك، ونظهر الاصلاح في بلادك، ويأمن المظلومون من عبادك، ويعمل بفرائضك وسننك وأحكامك.

فإن لم تنصرونا وتنصفونا قَوِي الظلمة عليكم، وعملوا في إطفاء نور نبيِّكُمْ. وحسبنا الله، وعليه توكلنا، وإليه أنبنا، واليه المصير .

وكما تلاحظون فان الرواية من أولها إلى أخرها تخاطب العلماء، وليس هناك أية خصوصية تستدعي أن يكون المراد بالعلماء الائمة (ع). فعلماء الإسلام علماء بالله وربانيون، وانما يطلق الرباني على الانسان المعتقد بالله، المحافظ علي أحكامه، والعالم بها، والأمين على حلاله

/ 72