مستند الشیعه فی احکام الشریعه جلد 13

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مستند الشیعه فی احکام الشریعه - جلد 13

احمد بن محمد مهدی النراقی؛ تحقیق: مؤسسة آل البیت (ع) لاحیاء التراث

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



الفصل السابع: فيما يستحب بعد الفراغ من العود الى مكة من منى، و دخول الكعبة، و طواف الوداع، و ما يتعلق بذلك الباب


و فيه مسائل:

المسالة الاولى:


لو بقي على الحاج شي ء من المناسك الواجبة -من طواف او سعي او بعض احدهما او غير
ذلك، و كان اخره من بيتوتة منى- وجب عليه العود الى مكة لاتمام المناسك
اجماعا، لتوقف الواجب عليه.

و لو لم يبق عليه شي ء، من المناسك الواجبة يجوز له الانصراف حيث شاء.

للاصل، و رواية السري: ما ترى في المقام بمنى بعد ما ينفر الناس؟

قال: «ان كان قد قضى نسكه فليقم ما شاء، و ليذهب حيث شاء» (1) .

نعم، و قالوا: يستحب له العود لمكة لوداع البيت و دخول الكعبة.

فان ارادوا ان من لم يودع البيت و لم يدخل الكعبة يستحب له العود لاجل ذلك.

فهو كذلك، لاستحبابهما، و استحباب مقدمة المستحب، و مرجعه الى استحباب
الامرين، و لا يكون العود الى مكة مستحبا اصلا.

و ان ارادوا استحباب العود مطلقا، او استحباب تاخير الامرين الى العود.

فلا دليل عليه اصلا، و الاصل يدفعه، بل في الروايات ما ينفيه..

ففي رواية ابن عمار: «كان ابي يقول: لو كان لي طريق الى منزلي من منى ما دخلت مكة » (2) .

المسالة الثانية:


يستحب دخول الكعبة اجماعا، له، و للنصوص:

ففي مرسلة علي بن خالد: «الداخل الكعبة يدخل و الله راض عنه، و يخرج عطلا (3) من الذنوب » (4) .

و في موثقة ابن القداح: عن دخول الكعبة، قال: «الدخول فيها دخول في رحمة الله، و
الخروج منها خروج من الذنوب، معصوم فيما بقي من عمره، مغفور له ما سلف من
ذنوبه » (5) .

و قريبة منها مرسلة الفقيه (6) .

و في اخرى: «من دخل الكعبة بسكينة، و هو ان يدخلها غير متكبر و لا متجبر، غفر له » (7) .

و لا تنافيه صحيحة حماد بن عثمان: عن دخول البيت، فقال: «اما الصورة فيدخله، و
اما من حج فلا» (8) .

لان قوله: «فيدخله » يمكن ان يكون تاكد الاستحباب، فالنفي في غيره يرجع الى التاكد،
و يمكن ايضا ان يكون النفي للمرجوحية لمن حج و دخل اولا، كما هو المتاكد في حق
الصرورة، حيث انه لا يترجح تكرار الدخول كما ياتي، فيكون المعنى: و اما من حج و
دخل فلا.

و الاستحباب يعم الرجال و النساء.

لصحيحة ابن سنان: عن دخول النساء الكعبة، قال: «ليس عليهن، و ان فعلن فهو افضل » (9) .

و ربما يستفاد منها: ان استحباب الدخول في حق النساء ليس على حد استحبابه
للرجال.

و يتاكد في حق الصرورة بلا خلاف يعرف، لصحيحة حماد المتقدمة، و صحيحة سعيد الاعرج:
«لا بد للصرورة ان يدخل البيت قبل ان يرجع » (10) .

و مرسلة ابان: «يستحب للصرورة ان يطا المشعر الحرام، و ان يدخل البيت » (11) .

و رواية سليمان بن مهران، و فيها: و كيف صار الصرورة يستحب له دخول الكعبة دون
من حج؟ فقال: «لان الصرورة قاضي فرض مدعو الى حج بيت الله، يجب ان يدخل البيت
الذي دعي اليه ليكرم فيه » (12) .

و ظاهر صحيحة الاعرج و ان كان الوجوب في حق الصرورة، الا انه حمل على
الاستحباب او شدته، للاجماع على انتفاء الوجوب.

لا للخبرين الاخيرين كما قيل (13) ، لاعمية الاستحباب في الاصطلاح المتقدم عن
الوجوب.

بل يشعر بارادته قوله: «يجب » اخيرا في الاخيرة، و لو لا الاعمية من جهة اللغة
ايضا يمكن التجوز به عنه، كما قد يتجوز بالوجوب عن الاستحباب.

و لو لا مظنة الاجماع على ثبوت الاستحباب لغير الصرورة ايضا لكنا نقول بعدم
استحبابه في حقه مطلقا.

و يمكن ان يقال به اذا كان قد دخل اولا، كما هو الغالب، و احتمله بعض المتاخرين،
حيث قال: كان تكرير الدخول خلاف الاولى.

و هو كذلك، لانه الظاهر من صحيحة حماد، و رواية سليمان، و عدم دخول رسول الله صلى
الله عليه و آله فيه الا مرة، كما في ذيل صحيحة ابن عمار الآتية:

«و لم يدخلها رسول الله صلى الله عليه و آله الا يوم فتح مكة » (14) .

و في الاخرى: «فان النبي صلى الله عليه و آله لم يدخل الكعبة في حج و لا عمرة، و لكنه
دخلها في الفتح-فتح مكة-و صلى ركعتين بين العمودين » (15) .

المسالة الثالثة:


يستحب الغسل لدخول الكعبة استحبابا مؤكدا، كما في السرائر (16) ، و ان يدخلها بسكينة
و وقار، حافيا بلا حذاء، و ان لا يبزق فيها و لا يتمخط فيها، و ان ياخذ بحلقتي
الباب، و ان يدعو اذا اخذهما بالدعاء الماثور بقوله: «اللهم ان البيت بيتك » (17) ،
و ان يدعو حين يدخل بالدعاء الماثور في صحيحة ابن عمار الآتية.

ثم يدخل و يصلي ركعتين على الرخامة الحمراء، التي بين الاسطوانتين اللتين
تليان الباب، و هي-كما قيل (18) -مولد مولانا امير المؤمنين عليه السلام، يقرا في
الركعة الاولى حم السجدة، و في الثانية عدد آياتها من القرآن دون حروفها او
كلماتها، و يصلي في كل زاوية من زوايا البيت الاربع، و يدعو بعد ذلك بالدعاءين
الماثورين في صحيحتي ابن عمار و الاعرج الآتيتين.

و الظاهر ان الدعاءين بعد تمام الصلاة في الزوايا الاربع، لا انه بعدها في كل
زاوية.

و عن القاضي: انه يبدا بالزاوية التي فيها الدرجة، ثم الغربية، ثم التي فيها
الركن اليماني، ثم التي فيها الحجر الاسود (19) .

و يستقبل الحائط الذي بين الركنين اليماني و الغربي، و يرفع يديه عليه و يلزق به
و يدعو.

ثم يتحول الى الركن اليماني و يلصق به و يدعو، و ياتي بالاسطوانة التي بحذاء
الحجر، و يلصق بها صدره و يدعو بالدعاء الآتي.

ثم يدور بالاسطوانة، و يلصق بها ظهره و بطنه و يدعو بالدعاء المذكور، و ان يقبل على
كل اركان البيت و يكبر الى كل ركن منه.

كل ذلك للاخبار:

ففي صحيحة ابن عمار: «اذا اردت دخول الكعبة فاغتسل قبل ان تدخلها، و لا تدخلها
بحذاء، و تقول اذا دخلت: اللهم انك قلت في كتابك:

«و من دخله كان آمنا» (20) ، فآمني من عذاب النار، ثم تصلي ركعتين بين
الاسطوانتين على الرخامة الحمراء، تقرا في الركعة الاولى حم السجدة، و في
الثانية عدد آياتها من القرآن، و تصلي في زواياه، و تقول: اللهم من تهياو تعبا
و اعد و استعد لوفادة الى مخلوق رجاء رفده و جائزته و نوافله و فواضله، فاليك يا
سيدي تهيئتي و تعبئتي و اعدادي و استعدادي رجاء رفدك و نوافلك و جائزتك، فلا تخيب
اليوم رجائي، يا من لا يخيب عليه سائل، و لا ينقصه نائل، فاني لم آتك اليوم بعمل
صالح قدمته، و لا شفاعة مخلوق رجوته، و لكني اتيتك مقرا بالظلم و الاساءة على نفسي،
فانه لا حجة لي و لا عذر، فاسالك يا من هو كذلك ان تصلي على محمد و آل محمد، و ان
تعطيني مسالتي، و تقيلني عثرتي، و تقلبني برغبتي، و لا تردني مجبوها ممنوعا، و لا
خائبا، يا عظيم يا عظيم يا عظيم، ارجوك العظيم، اسالك يا عظيم ان تغفر لي الذنب
العظيم، لا اله الا انت » .

قال: «و لا تدخلها بحذاء، و لا تبزق فيها، و لا تمخط فيها، و لم يدخلها رسول الله صلى
الله عليه و آله الا يوم فتح مكة » (21) .

و في صحيحة الاعرج: «فاذا دخلته فادخله على سكينة و وقار، ثم ائت كل زاوية من
زواياه، ثم قل: [اللهم]انك قلت: «و من دخله كان آمنا» ، فآمني من عذاب يوم القيامة،
و صل بين العمودين اللذين يليان الباب على الرخامة الحمراء، و ان كثر الناس
فاستقبل كل زاوية من مقامك حيث صليت، و ادع الله و سله » (22) .

و في صحيحة ابن ابي العلاء: قال سالت ابا عبد الله عليه السلام و ذكرت الصلاة
في الكعبة، قال: «بين العمودين، تقوم على البلاطة الحمراء (23) ، فان رسول الله صلى
الله عليه و آله صلى عليها، ثم اقبل على اركان البيت فكبر على كل ركن منه » (24) .

و في الاخرى لابن عمار: رايت العبد الصالح عليه السلام دخل الكعبة فصلى ركعتين
على الرخامة الحمراء، ثم قال فاستقبل الحائط بين الركن اليماني و الغربي،
فرفع يده عليه و لزق به و دعا، ثم تحول الى الركن اليماني فلصق به و دعا، ثم اتى
الركن الغربي، ثم خرج (25) .

و صحيحة اسماعيل بن همام: «دخل النبي صلى الله عليه و آله الكعبة فصلى في زواياها
الاربع، صلى في كل زاوية ركعتين » (26) .

و موثقة يونس بن يعقوب: اذا دخلت الكعبة كيف اصنع؟ قال: «خذ بحلقتي الباب اذا دخلت،
ثم امض حتى تاتي العمودين، فصل على الرخامة الحمراء، ثم اذا خرجت من البيت
فنزلت من الدرجة فصل عن يمينك ركعتين » (27) .

و في الثالثة لابن عمار: في دعاء الولد، قال: «افض عليك دلوا من ماء زمزم ثم
ادخل البيت، فاذا قمت على باب البيت فخذ بحلقة الباب، ثم قل:

اللهم ان البيت بيتك، و العبد عبدك و قد قلت: «و من دخله كان آمنا» ، فآمني من عذابك
و اجرني من سخطك، ثم ادخل البيت فصل على الرخامة الحمراء ركعتين، ثم قم الى
الاسطوانة التي بازاء الحجر و الصق بها صدرك، ثم قل: يا واحد يا ماجد يا قريب يا
بعيد يا عزيز يا حكيم، لا تذرني فردا و انت خير الوارثين، هب لي من لدنك ذرية طيبة
انك سميع الدعاء، ثم در بالاسطوانة فالصق بها ظهرك و بطنك، و تدعو بهذا الدعاء،
فان يرد الله شيئا كان » (28) .

و الظاهر من الاخيرة ان ما تضمنته من الدعاء و الآداب لمن اراد الولد، و لكن لا
باس بالتعميم.

و يستفاد من صحيحة الاعرج: كفاية استقبال كل زاوية في مقامه الذي صلى فيه و
الدعاء و المسالة اذا منع كثرة الناس.

و من موثقة يونس: استحباب صلاة ركعتين عن يمين المصلي اذا خرج و نزل من الدرجة.

و تدل عليه ايضا صحيحة ابن سنان، قال سمعت ابا عبد الله عليه السلام -و هو خارج
من الكعبة-و هو يقول: «الله اكبر الله اكبر» ، حتى قالها ثلاثا، ثم قال: «اللهم لا
تجهد بلاءنا، ربنا و لا تشمت بنا اعداءنا، فانك انت الضار النافع » ، ثم هبط فصلى
الى جانب الدرجة، جعل الدرجة عن يساره مستقبل الكعبة ليس بينها و بينه احد، ثم خرج
الى منزله (29) .

و يستحب ايضا ان يسجد في البيت و يدعو و هو ساجد بالدعاء الماثور في رواية
ذريح، اوله: «لا يرد غضبك الا حلمك » الى آخر الدعاء (30) .

المسالة الرابعة:


و يستحب ايضا ان يطوف بالبيت طواف الوداع، بالاجماع، و عن بعض العامة
وجوبه (31) .

و في رواية علي: في رجل لم يودع البيت، قال: «لا باس به ان كانت به علة او كان
ناسيا» (32) .

و اثبات الباس في المفهوم محمول على شدة التاكد، للاجماع.

و هذا الطواف ايضا-كغيره-سبعة اشواط، و له صلاته، و ينبغي ان يعتمد في كيفيته
ما في صحيحة ابن عمار، قال: «اذا اردت ان تخرج من مكة فتاتي اهلك فودع البيت و
طف بالبيت اسبوعا، و ان استطعت ان تستلم الحجر الاسود و الركن اليماني في
كل شوط فافعل، و الا فافتح به و اختم به، فان لم تستطع ذلك فموسع عليك، ثم
تاتي المستجار فتصنع عنده كما صنعت يوم قدمت مكة، و تخير لنفسك من الدعاء، ثم
استلم الحجر الاسود، ثم الصق بطنك بالبيت، تضع يدك على الحجر و الاخرى على
الباب، و احمد الله و اثن عليه و صل على النبي و آله، ثم قل: اللهم صل على محمد عبدك و
رسولك و نبيك و امينك و حبيبك و نجيبك و خيرتك من خلقك، اللهم كما بلغ
رسالاتك و جاهد في سبيلك و صدع بامرك و اوذي في جنبك و عبدك حتى اتاه اليقين،
اللهم اقلبني مفلحا منجحا مستجابا بافضل ما يرجع به احد من وفدك من المغفرة و
البركة و الرحمة و الرضوان و العافية، اللهم ان امتني فاغفر لي، و ان احييتني
فارزقنيه من قابل، اللهم لا تجعله آخر العهد من بيتك، اللهم اني عبدك و ابن عبدك و
ابن امتك، حملتني على دوابك، و سيرتني في بلادك حتى اقدمتني حرمك و امنك، و قد كان في
حسن ظني بك ان تغفر لي ذنوبي، فان كنت غفرت لي ذنوبي فازدد عني رضا، و قربني اليك
زلفى، و لا تباعدني، و ان كنت لم تغفر لي فمن الآن فاغفر لي قبل ان تناى عن بيتك
داري، فهذا اوان انصرافي ان كنت قد اذنت لي، غير راغب عنك و لا عن بيتك، و لا
مستبدل بك و لا به، اللهم احفظني من بين يدي و من خلفي و عن يميني و عن شمالي حتى
تبلغني اهلي، فاذا بلغتني اهلي فاكفني مؤنة عبادك و عيالي، فانك ولي ذلك من خلقك و
مني، ثم ائت زمزم و اشرب من مائها، ثم اخرج و قل: آئبون تائبون عابدون، لربنا
حامدون، الى ربنا منقلبون راغبون، الى الله راجعون ان شاء الله » ، و قال: ان ابا
عبد الله عليه السلام لما ودعها و اراد ان يخرج من المسجد الحرام خر ساجدا
عند باب المسجد طويلا، ثم قام و خرج (33) .

اقول: و تستفاد منها و من سائر اخبار الباب امور:

الاول: استحباب استلام الحجر الاسود و الركن اليماني في كل شوط، و ان لم
يتمكن ففي الافتتاح و الاختتام.

و تدل عليه ايضا صحيحة علي بن مهزيار: رايت ابا جعفر الثاني عليه السلام في سنة
خمس عشرة و مائتين ودع البيت بعد ارتفاع الشمس، فطاف بالبيت يستلم الركن
اليماني في كل شوط، فاذا كان في الشوط السابع استلمه، و استلم الحجر و مسح
بيده، ثم مسح وجهه بيده، ثم اتى المقام فصلى خلفه ركعتين، ثم خرج الى دبر الكعبة
الى الملتزم، فالتزم البيت و كشف الثوب عن بطنه، ثم وقف عليه طويلا يدعو، ثم
خرج من باب الحناطين و توجه.

قال: فرايته سنة سبع عشرة و مائتين ودع البيت ليلا يستلم الركن اليماني و
الحجر الاسود في كل شوط، فلما كان في الشوط السابع التزم البيت في دبر
الكعبة قريبا من الركن اليماني و فوق الحجر المستطيل، و كشف الثوب عن بطنه،
ثم اتى الحجر الاسود فقبله و مسحه، و خرج الى المقام فصلى خلفه، و مضى و لم يعد
الى البيت، و كان وقوفه على الملتزم بقدر ما طاف به بعض اصحابنا سبعة اشواط و
بعضهم ثمانية (34) .

و ذكر جماعة: انه يستحب استلام الاركان كلها (35) .و لا باس به.

الثاني: استحباب اتيان المستجار و التزامه و الصاق البطن عليه باسطا
يديه و الدعاء فيه.

و تدل عليه الصحيحة الاخيرة ايضا، و المستفاد منها تخيره في كون ذلك في الشوط
السابع او بعد اتمام الصلاة و طوافه.

الثالث: الصاق البطن بالبيت بعد الطواف بين الحجر و الباب، واضعا احدى
يديه على الحجر و الاخرى على الباب، داعيا بما مر من الدعاء.

الرابع: الشرب من ماء زمزم بعد الطواف. و تدل عليه ايضا رواية ابي اسماعيل:
جعلت فداك، فمن اين اودع البيت؟ قال: «تاتي المستجار بين الحجر و الباب
فتودعه من ثم، ثم تخرج فتشرب من زمزم، ثم تمضي » ، قلت: اصب على راسي؟ قال: «لا
تقرب الصب » (36) .

الخامس: الدعاء عند الخروج من المسجد الحرام بقوله: «آئبون » الى آخره.

السادس: السجود عند باب المسجد عند ارادة الخروج. و تدل عليه ايضا صحيحة
الخراساني: رايت ابا الحسن عليه السلام ودع البيت، فلما اراد ان يخرج من
باب المسجد خر ساجدا، ثم قام فاستقبل القبلة، فقال: «اللهم اني انقلب على الا
اله الا انت » (37) .

و قيل: و لتكن السجدة مستقبل القبلة (38) .

و لا باس به، بل هو اولى.

السابع: الدعاء-بعد القيام من السجدة مستقبلا- بما في هذه الصحيحة الاخيرة.

الثامن: ان يخرج من باب الحناطين، ذكره جماعة من الاصحاب (39) .

و لعل مستندهم الصحيحة الثانية، و في دلالتها نظر، لعدم معلومية كون خروج الامام
من باب العبادة، و لكن لا باس به، لفتوى الاصحاب.

قال في الدروس: هذا الباب بازاء الركن الشامي (40) .

و زاد فيه بعضهم: على التقريب (41) .

و قال المحقق الثاني: و لم اجد احدا يعرف موضع هذا الباب، فان المسجد قد زيد فيه،
فينبغي ان يتحرى الخارج محاذاة الركن الشامي ثم يخرج (42) .

و قال والدي العلامة-طاب ثراه-في المناسك المكية: و هو الباب الذي يسمى الآن
بباب الدربية يحاذي الركن الشامي، و هو اول باب يفتح في جنب باب السلام من
جهة يمين من يدخل المسجد.انتهى.

و غرضه-قدس سره-ان ذلك الباب يمر بموضع باب الحناطين، و الا فالمسجد قد وسع الآن.

المسالة الخامسة:


يستحب عند ارادة الخروج من مكة اشتراء درهم تمرا، و التصدق به كفارة لما لعله
فعله في الاحرام، او الحرم.

تدل عليه-مع فتوى الاصحاب-صحيحة حفص و ابن عمار (43) ، و الاخرى للاخير (44) ، و رواية
ابي بصير (45) .

المسالة السادسة:


يستحب لمن اراد الخروج من مكة ان يعزم على العود اليها، و ان يسال الله
سبحانه التوفيق للرجوع، و ان لا يجعل ذلك آخر العهد منه، اللهم ارزقنا العود الى
بيتك المحرم بمنك و كرمك..

ففي رواية ابن سنان: «من رجع من مكة و هو ينوي الحج من قابل زيد في عمره » (46) .

و في رواية اسحاق: اني قد وطنت نفسي على لزوم الحج كل عام بنفسي او برجل من اهل
بيتي بمالي، فقال: «و قد عزمت على ذلك؟ » قال:

قلت: نعم، قال: «ان فعلت فايقن بكثرة المال » ، او قال: «فابشر بكثرة المال » (47) .

و في حسنة الاحمسي: «من خرج من مكة و هو لا يريد العود اليها فقد اقترب اجله و دنا
عذابه » (48) .

المسالة السابعة:


و من المستحبات ان يصلي جميع صلواته ما دام بمكة في المسجد الحرام، فان
فضله مما لا يحيط به الكلام، حتى ورد ان صلاة ركعة فيه تقابل مائة الف ركعة في غيره (49) .

و لوقوع الزيادة في المسجد بعد عصر النبي صلى الله عليه و آله و الحجج عليهم
السلام فينبغي ان يصلي قريب الكعبة بحيث يقطع وقوع الصلاة في المسجد الحرام.

قال والدي العلامة-قدس سره-في المناسك المكية ما ترجمته: ان القدر المحقق كونه من
المسجد الحرام في عهد النبي صلى الله عليه و آله هو القدر المدور الذي احاطت به
الاسطوانات التي من الحديد، المنصوبة حول الكعبة، و تعلق عليها القناديل في
الليالي، و هي ثلاث و ثلاثون اسطوانة، احدى و ثلاثون منها من الحديد، و اثنتان
منها من المرمر.

ثم قال: و الظاهر ان المربع المستطيل-المفروش بالحجر، المشتمل على ملتزم و
طاق بني شيبة و مقام ابراهيم و المنبرين اللذين احدهما من الخشب و الآخر من
المرمر-داخل في المسجد و ان كان خارجا من المدور المذكور.

المسالة الثامنة:


و مما عده بعضهم من المستحبات: اتيان بعض المواضع المتبركة بمكة، كمولد رسول
الله صلى الله عليه و آله، و منزل خديجة، و زيارة قبر خديجة، و الغار الذي بجبل حراء،
الذي كان رسول الله صلى الله عليه و آله في ابتداء الوحي يتعبد به، و الغار الذي
بجبل ثور، استتر فيه رسول الله صلى الله عليه و آله عن المشركين (50) .

و لما بذل والدي العلامة-شكر الله مساعيه الجميلة-جهده الشريف في تحقيق تلك
الاماكن بمكة و بيانها فنذكر هنا ترجمة ما ذكره في ذلك المقام في المناسك
المكية، قال-طيب الله مضجعه-:

الحطيم: قدر من حائط البيت ما بين حجر الاسود و باب الكعبة.

و المعجن: موضع قريب من حائط البيت، منحط من الارض.

و مصلى الرسول صلى الله عليه و آله: ما بين الحجر الاسود و الركن اليماني،
قريب من حائط البيت، يتصل موضع سجوده بشاذروان، و على موضع السجدة حجر مدور من
يشم (51) ، و على موضع اليدين ايضا علامة.

و مصلى ابراهيم: ما بين الركن و المعجن، لكنه الى المعجن اقرب، و نصب على فوقه
في شاذروان حجر ابيض مرمر، نقش عليه بعض الآيات القرآنية.

ثم قال-قدس سره-: و في مكة اماكن شريفة اخرى في اتيانها فضل كامل:

منها: دار خديجة، التي هي دار الوحي و مولد سيدة نساء العالمين، و هي في سوق
الصباغين، الذي هو قرب سوق الصفا و المروة، واقعة في يمين من يمشي من الصفا الى
المروة، و لها قبة معروفة، و يتصلها مسجد، يستحب اتيانها، و صلاة التحية فيها،
و طلب الحوائج و المسالة.

و منها: مولد النبي صلى الله عليه و آله، و هو في سوق الليل، و له قبة معروفة، و اصل
موضع التولد شبيه بجوف ترس، و عليه منارة من الخشب، يستحب اتيانه، و صلاة
التحية فيه، و طلب الحاجة.

و منها: قبر خديجة، و هو في مقابر معلاة، قريب بانتهاء المقابر في سفح الجبل، و له
قبة معروفة، اصل القبه بيضاء و حيطانها صفراء، و تستحب زيارتها.

و كذا زيارة آمنة ام الرسول صلى الله عليه و آله، و قبرها قريب من قبر خديجة في
فوقه بقليل، من يمين من يصعد من مكة الى الجبل.

و زيارة ابي طالب عليه السلام والد امير المؤمنين عليه السلام، و عبد المطلب
جد رسول الله صلى الله عليه و آله، و قبرهما فوق قبر خديجة و آمنة، و يدور عليهما حائط
ليس بينه و بين الجبل الا حظيرة اشتهر انه مدفن بعض الصوفية، الذي يعتقده اهل
السنة.

و للحظيرة-التي دفن فيها ابو طالب و عبد المطلب-باب من يمين من يصعد من
جانب قبر خديجة الى الجبل.

و في الجانب المقابل للباب من هذه الحظيرة حظيرة اخرى ارفع من تلك الحظيرة،
و في قبلته محراب، و في مقابل الباب قبر ابي طالب و عبد المطلب.

و هنا قبر آخر متصل بالحائط في يمين الباب، بعضهم يقولون: انه قبر عبد مناف، و
لكنه لم يعلم.انتهى كلامه رفع مقامه.

تعليقات:

1) الكافي 4: 541-6، التهذيب 5: 273-936، الوسائل 14: 282 ابواب العود الى منى ب
13 ح 1.

2) الكافي 4: 521-9، التهذيب 5: 274-937، الوسائل 14: 283 ابواب العود الى منى ب
14 ح 1.

3) قد يستعمل العطل في الخلو من الشي ء-لسان العرب 11: 454.

4) الكافي 4: 527-1، التهذيب 5: 275-943، المحاسن: 70-138، الوسائل 13: 272 ابواب
مقدمات الطواف ب 34 ح 2.

5) الكافي 4: 527-2، الفقيه 2: 133-562، التهذيب 5: 275-944، الوسائل 13: 271 ابواب
مقدمات الطواف ب 34 ح 1.

6) الفقيه 2: 133-562، الوسائل 13: 271 ابواب مقدمات الطواف ب 34 ح 1.

7) الفقيه 2: 133-563، الوسائل 13: 271 ابواب مقدمات الطواف ب 34 ح 3.

8) التهذيب 5: 277-948، الوسائل 13: 273 ابواب مقدمات الطواف ب 35 ح 3.

9) التهذيب 5: 448-1561، الوسائل 13: 283 ابواب مقدمات الطواف ب 41ح 1.

10) الكافي 4: 529-6، التهذيب 5: 277-947، الوسائل 13: 273 ابواب مقدمات الطواف
ب 35 ح 1.

11) الكافي 4: 469-3، التهذيب 5: 191-636، الوسائل 13: 273 ابواب مقدمات الطواف
ب 35 ح 2.

12) الفقيه 2: 154-668، الوسائل 13: 273 ابواب مقدمات الطواف ب 35 ح 4.

13) في الرياض 1: 430.

14) الكافي 4: 528-3، التهذيب 5: 276-945، الوسائل 13: 275 ابواب مقدمات الطواف
ب 36 ح 1.

15) التهذيب 5: 279-953، الاستبصار 1: 298-1101، الوسائل 4: 337 ابواب القبلة ب
17 ح 3.

16) السرائر 1: 614.

17) الكافي 4: 530-11، التهذيب 5: 278-952، الوسائل 13: 277 ابواب مقدمات
الطواف ب 36 ح 5.

18) انظر كشف اللثام 1: 381، الرياض 1: 430.

19) المهذب 1: 263.

20) آل عمران: 97.

21) الكافي 4: 528-3، التهذيب 5: 276-945، الوسائل 13: 275 ابواب مقدمات الطواف
ب 36 ح 1.و

22) الكافي 4: 529-6، التهذيب 5: 277-947، الوسائل 13: 278 ابواب مقدمات الطواف
ب 36 ح 6.و ما بين المعقوفين من المصادر.

23) البلاطة الحمراء: هي حجر تسمى حجر السماق، ولد عليها علي بن ابي طالب عليه
السلام في بيت الله الحرام، و قد كانت في وسط البيت ثم غيرت و جعلت في ضلع
البيت عند الباب-مجمع البحرين 4: 240.

24) الكافي 4: 528-4، الوسائل 13: 276 ابواب مقدمات الطواف ب 36 ح 3.

25) الكافي 4: 529-5، التهذيب 5: 278-951، الوسائل 13: 277 ابواب مقدمات الطواف
ب 36 ح 4.

26) الكافي 4: 529-8، التهذيب 5: 278-949، الوسائل 13: 276 ابواب مقدمات الطواف
ب 36 ح 2.

27) الكافي 4: 530-10، التهذيب 5: 278-950، الوسائل 13: 282 ابواب مقدمات
الطواف ب 40 ح 2.

28) الكافي 4: 530-11، التهذيب 5: 278-952، الوسائل 13: 277 ابواب مقدمات
الطواف ب 36 ح 5، بتفاوت يسير.

29) الكافي 4: 529-7، التهذيب 5: 279-956، قرب الاسناد: 4-10، الوسائل 13: 282
ابواب مقدمات الطواف ب 40 ح 1.

30) التهذيب 5: 276-946، الوسائل 13: 279 ابواب مقدمات الطواف ب 37 ح 1.

31) انظر المغني و الشرح الكبير 3: 490.

32) التهذيب 5: 282-960، الوسائل 14: 291 ابواب العود الى منى ب 19 ح 2.

33) الكافي 4: 530-1، التهذيب 5: 280-957، الوسائل 14: 287 ابواب العود الى منى ب
18 ح 1، بتفاوت.

34) الكافي 4: 532-3 و فيه: رايت ابا جعفر الثاني عليه السلام في سنة خمس و عشرين
و مائتين ودع البيت بعد ارتفاع...، و في الوسائل 14: 289 ابواب العود الى منى ب 18
ح 3: عن الحسن بن علي الكوفي، و فيه: فرايته في سنة تسع عشرة و مائتين ودع البيت
ليلا...

35) منهم الطوسي في النهاية: 236، الشهيد الثاني في الروضة 2: 328، صاحب الرياض 1:
430.

36) الكافي 4: 532-4، الوسائل 14: 290 ابواب العود الى منى ب 18 ح 5.

37) الكافي 4: 531-2، التهذيب 5: 281-958، العيون 2: 17-43، الوسائل 14: 288 ابواب
العود الى منى ب 18 ح 2.

38) كما في كشف اللثام 1: 382، الرياض 1: 430.

39) كما في السرائر 1: 616، الدروس 1: 469، المسالك 1: 127، كشف اللثام 1: 382،
الرياض 1: 430.

40) الدروس 1: 469.

41) انظر كشف اللثام 1: 382، الرياض 1: 430.

42) جامع المقاصد 3: 272.

43) الكافي 4: 533-1، التهذيب 5: 282-963، الوسائل 14: 292 ابواب العود الى منى ب
20 ح 2.

44) الفقيه 2: 290-1430، الوسائل 14: 292 ابواب العود الى منى ب 20 ح 1.

45) الكافي 4: 533-2، الوسائل 14: 292 ابواب العود الى منى ب 20 ح 3.

46) الكافي 4: 281-3، الوسائل 11: 150 ابواب وجوب الحج و شرائطه ب 57 ح 1.

47) الكافي 4: 253-5، الفقيه 2: 140-608، ثواب الاعمال: 47، الوسائل 11: 133
ابواب وجوب الحج و شرائطه ب 46 ح 1، بتفاوت.

48) الكافي 4: 270-1، الوسائل 11: 151 ابواب وجوب الحج و شرائطه ب 57 ح 2.

49) الوسائل 5: 270 ابواب احكام المساجد ب 52 و فيها: ان الصلاة فيه تعدل مائة
الف صلاة.

50) انظر الدروس 1: 468، و الذخيرة: 695.

51) يشم و يرادفها يشب، يشف، فارسية معربة: حجر يشبه العقيق او الزبرجد، ذو الوان
مختلفة، كالابيض و الرمادي و الاخضر الداكنين.

/ 16