بلاغه الامام علي بن الحسين (ع) نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
للرياسة حتى اذا قيل له : اتق الله ( أخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ) فهو يخبط خبط عشوا ، يقوده اول باطل الى أبعد غايات الخسارة ، ويمده ربه بعد طلبه لما يقدر عليه في طغيانه ، فهو يحل ما حرم الله ، ويحرم ما أحل الله ، لا يبالي ما فات من دينه اذا سلمت له الرياسة التي قد شقى من اجلها ( فاولئك الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم عذابئً مهيناً ) ولكن الرجل كل الرجل نعم الرجل هو الذي جهل هواه تبعا لأمر الله ، وقواه مبذولة في رضى الله يرى الذل مع الحق أقرب إلى العز الابد من العز في الباطل ، ويعلم أن قليل ما يحتمله من ضرائها يؤديه إلى دوام النعيم في دار لا تبيد ولا تنفذ ، وان كثيراً ما يلحقه من سرائها ان اتبع هواه يؤديه إلى عذاب لا انقطاع له ولا يزول ، فذلكم الرجل نعم الرجل ، فبه فتمسكوا ، وبسنته فاقتدوا وإلى ربكم فتوسلوا ، فانه لا ترد له دعوة ، ولا تخيب له طلبة(1).