واختيارنا ان للقدرة الحادثة تعلقا بالمقدور عند والاستطاعة وإن
قارنت الفعل فلم يكلف في الشرع إلا ما يتمكن منه قطعا وذلك بين في
مصادر الشرع وموارده ووعده ووعيده إذ لا معنى لتخصيص فعل
فاعل عن آخر بعقاب أو ثواب مع تساوي الكل في العجز عنه وهذا شئ
مستحيل وحكم الاستطاعة يذكر في الكلام
وأما أبو جهل فقد كلف أن يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله وكان
قادرا عليه ثم الرب سبحانه أنه سيمتنع لأنه عنادا مع القدرة فأخبر الرسول به
كما علمه
فإن قيل الكفار الذين لم يؤمنوا كلفوا الإيمان وقد علم أنهم لا يؤمنون
وخلاف المعلوم لا يتصور وقوعه فكان تكليف ما لا يطاق
قلنا ينعكس على الملزم هذا في خلاف المعلوم في حق الله تعالى فإنه
مقدور بالإتفاق وإن لم يقع
والتحقيق إن ما كان مقدورا في ذاته جائز الوقوع لا تتغير حقيقته بالعلم
فقد أقدر الله سبحانه الكفار على الإيمان ثم علم أنهم يمتنعون مع القدرة
فكان كما علم فلم ينقلب المقدور معجوزا أخبرنا عنه بسبب علمه
مسالة 2
لا يكلف السكران لأن شرط الخطاب فهمه وهو مضمن به والكسران يالا يفهم فإن قيل له افهم كان تكليف ما لا يطاق
وذهب الفقهاء إلى أنه مخاطب تمسكا بقوله تعالى لا تقربوا
الصلاة وأنتم سكارى وظاهر الآي لا يصادم المعقولات