كتاب الفتوى
وفيه بابان
أحدهما في الاجتهاد واحكامه والثاني في احكام المقلدالباب الأول
في
الاجتهاد
وفيه أربعة فصول
الفصل الأول
في
صفات المجتهدين
فليعلم أولا ان الفتوى ركن عظيم في الشريعة لا ينكره منكر وعليهعول الصحابة بعد ان استأثر الله برسوله وتابعهم عليه التابعون إلى زماننا
هذا
ولا يستقل به كل أحد
ولكن لا بد من أوصاف وشرائط ولنا في ضبطها مسالك
المسلك الأول
على الاجمال ان نقول المفتي هو المستقل بأحكام الشرع نصاواستنباطا
وأشرنا بالنص إلى الكتاب والسنة وبالاستنباط إلى الأقيسة والمعاني
المسلك الثاني
ان نفصل الشرائط فنقوللا بد من العقل والبلوغ إذ الصبي لا يقبل قوله وروايته
والرق لا يقدح وكذا الأنوثة
ولا بد من الورع فلا يصدق الفاسق ولا يجوز التعويل على قوله
ولا بد من علم اللغة فإن مآخذ الشرع ألفاظ عربية وينبغي ان
يستقل بفهم كلام العرب ولا يكفيه الرجوع إلى الكتب فإنها لا تدل
إلا على معاني الألفاظ فأما العاني المفهومة من سياقها وترتيبها لا تفهم إلا
يستقل بها
والتعمق في غرائب اللغة لا يشترط
ولا بد من علم النحو فمنه يثور معظم اشكالات القران
ولا بد من علم الأحاديث المتعلقة بالأحكام
ومعرفة الناسخ والمنسوخ
وعلم التواريخ ليتبين المتقدم عن المتأخر
والعلم بالسقيم والصحيح من الأحاديث
وسير الصحابة ومذاهب الأئمة لكيلا يخرق اجماعا
ولا بد من أصول الفقه فلا استقلال للنظر دونه
وفقه النفس لا بد منه وهو غريزة لا تتعلق بالاكتساب
ولا بد من معرفة احكام الشرع