منخول نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
والحنبلية ردوا قياس العقل دون الشرع
والداوودية ردوا قياس الشرع دون العقل
وصار إلى رد قياس الشرع جملة الروافض سوى الزيدية وجملة
الخوارج من الإباضية والأزارقة وبعض النجدات ومعهم
النظام
وأبو هاشم أنكره إلا ما نص الشارع عليه من تشبيه وتمثيل
كقوله تعالى فجزاء مثل ما قتل من النعم
ورد القاشاني والنهرواني جملته إلا ما في معنى الأصل كالأمة في
معنى العبد في حكم السراية
والهرة في معنى الفأر في معنى التنجيس بالموت في الماء
واليه صار بعض من لم يقل بالقياس من أصحاب الظواهر
ثم المنكرة انقسموا منهم من تلقى رده في استقباح العقل
ومنهم من قال في الشرع ما يدل على تحريمه
ومنهم من قال هو مردود لأنه لا دليل على قبوله من عقل ونقل
والذين تلقوا من الاستحسان انقسموا منهم من قال الظن قبيح في نفسه
لأنه ضد العلم والعلم حسن
وهذا يبطل الموت والغفلة والجنون والوساوس فإنها اضداد العلم
وهي من فعل الله تعالى ويبطل بالنظر والشك فإنه مأمور به والقبيح
لا يؤمر به وهو ضد العلم
ومنهم من قال لا يقبح الظن في نفسه لكن يستقبح من الشارع القاء
الشرع إلى مختبط الظنون ومرتبك الجهالات والخيالات وجعل الأمر فوضى
بين العقلاء حتى يتيهوا فيه ويمتد تنازعهم على انقراض العصور
كما تراها
فنقول لا بل هو المستحسن قطعا فان الأفعال بجملتها اقداما
واحجاما (يحسن كونه مستندا إلى رسم الشارع
والوقائع لا نهاية لها والألفاظ المحصورة لا تحويها وتركها سدى مهملا
ليفعل كل ما يشاء قبيح
فتعين تفويضه إلى أراء العقلاء وأرباب الدراية بمأخذ الشريعة
ومصالها ليحكموا بها ملتفتين على مجاريها
يحققه ان مثار القبح هو الاعتياد والعقلاء بأجمعهم مطبقون على الالتجاء
إلى الظن والرأي عند الارتباك في واقعة فإنهم يقدمون عليها على ظن
غالب ولا يستقبحونه
هذا بعد النزول عن قاعدة الاستقباح وهو مردود فإن كل ممكن يجوز
ورود الشرع به عندنا