وقوله للخثعمية حيث سألته عن أداء الحج عن أبيها الميت فقال أرأيت
لو كان على أبيك دين فقضيته وهذا عين القياس
والفرقة الثالثة قالوا رددنا ما كان العقل لا يدل عليه وليس فيه
نص كتاب ولا خبر متواتر يقطع به فلا يتحكم به
قلنا يدل عليه ثلاث مسالك
أحدهما
ما نقل إلينا من الصحابة من اشتوارهم في الوقائع المتفرقة ورجوعهمإلى المصالح والمقاييس
وهذا منقول في صور متفرقة تورث علم القطع كأخبار التواتر
وقد أجمعوا عليه والإجماع حجة مقطوع بها كما ذكرناه
المسلك الثاني
أن يجمل الأمر فنقول نعلم أنهم أعني الصحابة رضي الله عنهممن مفتتح أمرهم من بيعة السقيفة إلى موت واثلة بن الأسقع وهو آخر
من مات من الصحابة كانوا يفتون في التحليل والتحريم والحقن
والإهدار والأمور الخطيرة والوقائع كثرت على متعرض أيامهم ونقطع
بأن النصوص لم تكن وافية بها فإنها كانت محصورة وهم كانوا يهجمون على
الفتوى هجوم من لا يرى له ضبطا
وأخبار الآحاد لا تبلغ ألفا ولا يظن بهم بناء الأمر على التمني والتحكم
فلا مستند لهم سوى المصالح
والنظام لما أنكره حمله على قصدهم جلب المال واكتساب
الحشمة وهذا من قلة دين المرء
فإن قيل فقد قاسوا في صورة مخصوصة ولو اتفقت واقعة لم يعهد
مثلها فقستم فيها فمن أين تلقيتموه وهلا توقفتم على ما نقل منهم
قلنا فهمنا على الضرورة مما نقل عنهم تشوفهم إلى القياس في وقائع لم
تتفق لو وقعت وأنهم كانوا لا يمتنعون عن الفتوى فيها بل كانوا يقيسون