المقالة الثالثة
إن المرتبة الأولى أقوال صاحب الشرع صلى الله عليه وسلم في الكتاب والسنة
والثانية أفعاله كصلاته ووضوئه
الثالثة إشارته كقوله الشهر هكذا هكذا هكذا وسكوته
وتقريره
الرابعة المفهوم ثم ينقسم إلى مفهوم مخالفة وموافقة كمفهوم تحريم الشتم
من آية التأفيف
الخامسة الأقيسة
وهذا مزيف
لأن فهم حظر الضرب من آية التأفيف مقطوع به فكيف يؤخر عن
الأفعال والإشارات
والمختار إن البيان هو دليل السمع فيترتب على ترتيب الأدلة فما قرب
من المعجزة فهو أقوى كالنظر القريب من مرتبة الضرورة
الفصل الثالث
تأخير البيان عن وقت الحاجة محال لأنه من
...
الفصل الثالثتأخير البيان عن وقت الحاجة محال لأنه من جنس تكليف
ما لا يطاق
وأما تأخيره إلى وقت الحاجة فجائز
والمعتزلة منعوا ذلك ومنعوا جواز تأخير التخصيص عن العام إلى وقت
الحاجة
ومنهم من جوز تأخيره ولم يجوز تأخير الخصوص لأن العام يعمل
بظاهره والمجمل لا يعمل به
ونحن نتكلم في جوازه ثم في وقوعه فنقول
أولا يتصور أن يقول السيد لعبده خط هذا الثوب غدا ولا يبين
له كيفية خياطته في الحال
فإذا تصور وقوعه فلا مأخذ لاستحالته فإن العقل لا يقبح ذلك في
العادات
وإن تلقوه من الاستصلاح فلا نقول به
ثم لعل الله علم أنه لو بين في الحال لطغوا وعصوا فتدرج في البيان
ليمتثلوا
ثم سلموا لنا جواز تأخير النسخ والنسخ عندهم بيان وقت التكليف
وهذا تأخير البيان
وآية وقوعه قصة موسى عليه السلام في تأخير بيان البقرة إلى المراجعة
وقصة نوح عليه السلام في تأخير بيان الأهل حتى ظن إن ابنه من أهله
والنبي عليه السلام في ابتداء أمره أمر بالصلاة والزكاة والحج ثم
بيانه ذكره على طول الدهر ولم يذكره على الفور