الفصل الثالث
قال الشافعي رضي الله عنه الجمل
...
الفصل الثالثقال الشافعي رضي الله عنه الجمل المستقلة إذا عطف البعض منها على
البعض بالواو الناسقة وعقب باستثناء رجع إلى الجمل كلها
وبنى عليه قبول شهادة المحدود في القذف
وقال أيضا لو أقر لبني عمرو وبني بكر إلا الفساق يستثني الفساق
من القبيلتين وكذا في الوصية
واستدل بأن الجمل صارت كجملة واحدة بالواو العاطفة
وهذا ضعيف
لأن الواو للنسق لا للجمع وكيف تجتمع جمل متناقضة كقولك
أكرمت بني عمرو وأهنت بني خالد وضربت بني زيد
وليس هذا كقوله رأيت زيدا وعمرا
لأن قوله وعمرا لا يستقل بنفسه
فالقطع بانعطاف الاستثناء على الكل تحكم
وقال أبو حنيفة رضي الله عنه ينحصر على الأخير وناقض في
المشيئة حتى لو قال لبني فلان وبني فلان إن شاء الله رجع إلى الكل
وناقض في الوصية كقوله أوصيت لبني زيد وبني بكر
المساكين منهم قال يرجع إليهما
والتحكم أيضا بالانحصار باطل
إذ لا يبعد أن يقول الرجل أوصيت لبني فلان وبني فلان إلا الفساق
ويعني به استثناءهم عن الكل
ولكن اللفظ متردد ولا قرينة
فالوجه التردد وإبطال التحكم بكلا الجانبين
نعم يساعد الشافعي رضي الله عنه في مسألة الإقرار والوصية لتعارض
الاحتمالات ووجوب الاقتصار على المستيقن
ويوافقه في مسألة المحدود في القذف ولأن الجملة فيه قوله
وأولئك هم الفاسقون وهو وصف وذكر علة فلا يرجع الاستثناء
إليه أصلا على وجه الانحصار