منخول نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وهذا كما أن رفع الصوت فوق صوت من يماثل الإنسان قد يعد صغيرة
وهو بعينه في مجلس الملوك كبيرة دونه تحز الرقاب
فللنسبة بعد تأثير في تعظيم أثر المخالفة
والذين أثبتوا الصغيرة اضطربوا ومثار الاضطراب في أنه هل يورث
التنفير
أما النسيان فلا يجب كونه عندنا معصوما عنه في أفعاله وأقواله إلا
فيما يخبر عن الله تعالى لأن تجويزه مناقض مدلول المعجزة
ونرجع إلى المقصود
فإذا نقل فعل عن رسول الله عليه السلام فهل يتلقى منه حكم
أما الواقفية فقد توقفوا فيه
وعزي إلى أبي حنيفة وابن سريج وأبي علي بن أبي هريرة
رضي الله عنهم أنه يتلقى منه الوجوب مطلقا
والمختار عندنا وهو مذهب الشافعي رضي الله عنه أنه إن اقترن به
قرينة الوجوب كقوله صلوا كما رأيتموني أصلي فهو الوجوب
وإن لم يقترن نظر
فإن وقع من جملة الأفعال المعتادة من أكل وشرب وقيام
وقعود واتكاء واضطجاع فلا حكم له أصلا
وظن بعض المحدثين أن التشبه به في كل أفعاله سنة
وهو غلط
وإن تردد بين الوجوب والندب فإن اقترنت به قرينة القربة فهو محمول
على الندب لأنه الأقل والوجوب متوقف فيه
وإن تردد بين القربة والإباحة فيتلقى منه رفع الحرج
وليس هذا متلقى من صيغة الفعل إذ الفعل لا صيغة له ومستنده
مسلك الصحابة
فإنا نعلم أن الممنوع من فعل فيما بينهم لو نقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم
فعله لفهموا منه رفع الحرج